في التصيّد عبر البريد الإلكتروني الجماعي، يرسل المخترقون رسائل عشوائية إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص، على أمل أن يقع جزء من الضحايا في الفخ.
وغالبًا ما يصمّم المخترقون رسائل تبدو كما لو كانت صادرة عن شركات كبيرة وحقيقية، مثل المصارف، أو متاجر إلكترونية، أو مطوّري تطبيقات شائعة. من خلال انتحال صفة علامات تجارية معروفة، يعزّز المخترقون احتمال أن يكون المتلقي عميلاً حقيقيًا لتلك العلامة. وإذا كان الضحية يتعامل مع العلامة التجارية بانتظام، فمن المرجح أن يفتح رسالة تصيّد احتيالي تزعم أنها صادرة عنها.
يبذل المجرمون الإلكترونيون جهدًا كبيرًا لجعل رسائل التصيّد الاحتيالي تبدو حقيقية. فقد يستخدمون شعار الجهة المُنتحلة وعلامتها التجارية. وقد يُزيّفون عنوان البريد الإلكتروني ليبدو كما لو أن الرسالة صادرة من نطاق الجهة المُنتحلة نفسها. بل وقد ينسخون رسالة إلكترونية حقيقية صادرة من تلك الجهة ويُعدّلونها لأغراض ضارة.
يعتمد المخترقون على عناوين جذابة تُثير المشاعر أو تُوحي بالإلحاح. ويستخدم المخترقون المتمرّسون مواضيع قد تستخدمها الجهة المُنتحلة فعليًا، مثل: "مشكلة في طلبك" أو "فاتورتك مرفقة".
يتضمن نص الرسالة تعليمات تُوجّه المتلقي لاتخاذ إجراء يبدو منطقيًا، لكن نتيجته تسريب معلومات حساسة أو تنزيل برمجيات ضارة. على سبيل المثال، قد يتضمن رابط تصيّد عبارة مثل: "انقر هنا لتحديث ملفك الشخصي." وعند النقر على الرابط، يتم تحويل الضحية إلى موقع وهمي يسرق بيانات تسجيل الدخول الخاصة به.
ويحرص بعض المخترقين على توقيت حملات التصيّد الخاصة بهم لتتزامن مع مواسم العطل أو المناسبات التي يكون فيها الأشخاص أكثر عرضة للضغوط. على سبيل المثال، تتصاعد هجمات التصيّد التي تستهدف عملاء Amazon غالبًا بالتزامن مع فعالية Prime Day — يوم التخفيضات السنوي للمتجر.2 يرسل المخترقون رسائل تتحدث عن عروض وهمية أو مشكلات في الدفع، مستغلين انخفاض يقظة المستخدمين خلال تلك الفترة.