ما المقصود بقاعدة البيانات PostgreSQL؟

على عكس أنظمة إدارة قواعد البيانات العلائقية (RDMBS) الأخرى، تدعم PostgreSQL أنواع البيانات العلائقية وغير العلائقية. وهذا يجعلها من أكثر قواعد البيانات العلائقية توافقًا واستقرارًا ونضجًا المتوفرة اليوم.

تم تطوير POSTGRES في الأصل عام 1986 كامتداد لمشروع INGRES (وهو مشروع قاعدة بيانات علائقية مفتوحة المصدر يستخدم SQL وبدأ في أوائل السبعينيات)، ويُعرَف الآن باسم PostgreSQL، وهو من ابتكار Michael Stonebraker، أستاذ علوم الحاسوب في جامعة بيركلي. في عام 1994، أضيف دعم SQL إلى المشروع، وبعد ذلك بفترة قصيرة ظهر اسم PostgreSQL.

اليوم، تواصِل PostgreSQL تطوّرها، ويُشرِف على صيانتها فريق عالمي شغوف يعمل باستمرار على تحسين هذا المشروع المجاني ومفتوح المصدر.

يُعَد الحفاظ على أنظمة قواعد البيانات الديناميكية أمرًا بالغ الأهمية في المشهد الرقمي الحالي، خاصةً في ظل سرعة ظهور التقنيات الجديدة. تتميز PostgreSQL بالمرونة وقابلية التوسعة، ما يجعلها قادرة على دعم مجموعة متنوعة من الحالات المتخصصة بسرعة، بفضل منظومة الإضافات القوية التي تشمل كل شيء من أنواع بيانات السلاسل الزمنية إلى تحليلات البيانات المكانية.

بفضل تصميمها المرن وسهولة استخدامها، تُعَد PostgreSQL حلًا مناسبًا لمختلَف المؤسسات التي تسعى إلى تحسين أنظمة إدارة قواعد البيانات بطريقة فعَّالة من حيث التكلفة والكفاءة. ونظرًا لكونها حل قاعدة بيانات مفتوح المصدر، فهي لا تخضع لأي قيود ترخيص أو تبعية لمزوّد واحد أو مخاطر في الإفراط بالنشر. تحظى PostgreSQL بدعم واسع من المطورين الخبراء والمؤسسات التجارية التي تدرك قيود أنظمة قواعد البيانات التقليدية. فهم يعملون بجد لتقديم نظام إدارة قواعد بيانات علائقية مُجرَّب وموثوق به ويُعَد من بين الأفضل في مجاله.

لإلقاء نظرة أوسع حول واقع قواعد البيانات اليوم، راجِع "لمحة موجزة عن مشهد قواعد البيانات".

بعد مرور أكثر من عقدين من الزمن، لا تزال PostgreSQL واحدة من أكثر قواعد البيانات العلائقية المتاحة شهرة ودعمًا. وعلى هذا النحو، توفِّر PostgreSQL عددًا من الفوائد للمطورين الذين يتطلعون إلى إنشاء بيئات حوسبة قابلة للتوسع بدرجة كبيرة عبر البنى التحتية المحلية والمستندة إلى السحابة.

في أنظمة قواعد البيانات الكبيرة التي تتطلب مصادقة دقيقة وسرعات عالية في القراءة والكتابة، يصعب منافسة PostgreSQL. تدعم PostgreSQL مجموعة من تحسينات الأداء التي توجد عادةً فقط في تقنيات قواعد البيانات الاحتكارية، مثل دعم البيانات الجغرافية وتعدُّد العمليات دون قيود. يجعل هذا PostgreSQL فعَّالة للغاية عند تنفيذ تحليلات بيانات متعمقة وشاملة عبر أنواع متعددة من البيانات.

عندما يصل العديد من المستخدمين إلى البيانات في الوقت نفسه، فإن أنظمة قواعد البيانات التقليدية عادةً ما تمنع الوصول إلى السجلات لتجنب تعارضات القراءة/الكتابة. تُدير PostgreSQL التزامن بكفاءة من خلال استخدامها لآلية التحكم بالتزامن متعددة الإصدارات (MVCC). في الواقع، هذا يعني أن عمليات القراءة لا تعيق عمليات الكتابة، وعمليات الكتابة لا تعيق عمليات القراءة.

تُعَد PostgreSQL واحدة من أكثر قواعد البيانات مرونة للمطورين نظرًا لتوافقها ودعمها للغات البرمجة المتعددة. توفِّر لغات البرمجة الشائعة مثل Python وJavaScript وC و++C وRuby وغيرها دعمًا ناضجًا لـ PostgreSQL، ما يمكِّن المطورين من تنفيذ مهام قواعد البيانات باستخدام اللغة التي يتقنونها دون التسبب في تعارضات مع النظام.

يجب على المؤسسات الحفاظ على عملياتها المستمرة في حالة الكوارث. وهي تحتاج إلى حل مستدام لضمان بقاء قواعد بيانات الإنتاج متاحة لكلٍّ من العملاء والمطورين في جميع الأوقات. يمكن تكوين قاعدة البيانات PostgreSQL لضمان التوفر العالي للخدمات من خلال طرق التكرار غير المتزامن أو المتزامن عبر خوادم متعددة.

يمنح استخدام تقنيات إدارة قواعد البيانات مفتوحة المصدر المؤسسات مزايا فريدة، من بينها انخفاض التكاليف، ومرونة أعلى، ومستوى من الابتكار لا توفِّره دائمًا الحلول الاحتكارية. تم تطوير PostgreSQL من قِبَل مجموعة متنوعة من المساهمين، وهي تعتمد على أساس قوي من المعرفة والخبرة وقيم المصدر المفتوح، ما يجعلها قاعدة البيانات الأكثر تقدمًا في العالم.

يستفيد المطوّرون من عدد من المزايا عند استخدام PostgreSQL في عمليات نشر قواعد البيانات على مستوى المؤسسات. تأتي PostgreSQL مزودة بمجموعة غنية من الميزات والإضافات التي تُتيح إنشاء قواعد بيانات قابلة للتوسع بدرجة عالية وسهلة الإدارة، مع توفير نسخ متماثل وتشغيل متزامن بسلاسة عبر بيئات حوسبة متعددة.

يُتيح PostgreSQL للمطورين استخدام الاستعادة إلى نقطة زمنية محددة (PITR) لاسترجاع قواعد البيانات إلى لحظة معينة عند تنفيذ مبادرات استعادة البيانات. نظرًا لأن PostgreSQL تحتفظ دائمًا بسجل الكتابة المسبقة (WAL)، فهي تسجِّل كل تغيير يحدث في قاعدة البيانات. وهذا يجعل من السهل استعادة أنظمة الملفات مرة أخرى إلى نقطة بداية مستقرة.

تسهِّل الأدوات الخارجية مثل pgBackRest تنفيذ ذلك وتجعله أكثر موثوقية، إذ تتولى معظم خدمات PostgreSQL المُدارة عبر السحابة هذه المهمة تلقائيًا.

تتضمن PostgreSQL دعمًا مدمجًا لعدة لغات إجرائية، ما يُتيح للمطورين إنشاء روتينات فرعية مخصصة تُعرَف باسم الإجراءات المخزَّنة. يمكن إنشاء هذه الإجراءات واستدعاؤها في قاعدة بيانات معينة. وباستخدام الامتدادات، يمكن أيضًا استخدام اللغات الإجرائية للتطوير في العديد من لغات البرمجة الأخرى، بما في ذلك Perl وPython وJavaScript وRuby.

تُعَد PostgreSQL حلًا مثاليًا لقواعد البيانات للمؤسسات في مجموعة متنوعة من الصناعات المختلفة. تتألق هذه التقنية مفتوحة المصدر في عدد من حالات الاستخدام الشائعة.

تُعَد PostgreSQL خيارًا ممتازًا في إدارة بروتوكولات معالجة المعاملات عبر الإنترنت (OLTP). بصفتها قاعدة بيانات OLTP متعددة الاستخدامات، تعمل PostgreSQL بكفاءة في حالات استخدام متنوعة مثل التجارة الإلكترونية، وأنظمة إدارة علاقات العملاء (CRM)، والسجلات المالية. يُسهم توافُق PostgreSQL العالي مع SQL ومحسِّن الاستعلامات فيه في جعله مناسبًا لتحليلات البيانات العامة.

يُعَد PostGIS برنامجًا تابعًا لاتحاد المعلومات الجغرافية المفتوحة (OGC)، ويُقدَّم كامتداد لقاعدة PostgreSQL. يُتيح هذا لـ PostgreSQL دعم أنواع البيانات الجغرافية المكانية ووظائفها، ما يعزز قدراتها في تحليل البيانات. ومن خلال دعم الكائنات الجغرافية، تستطيع PostgreSQL تحسين جهود المبيعات والتسويق عبر تعزيز الوعي بالموقع وتحليل البيانات المخزَّنة، إلى جانب المساعدة على تحسين الكشف عن الغش ومنعه.

تمكَّن من نقل قواعد البيانات القديمة إلى PostgreSQL مع تقليل تكاليف التراخيص، والتخلص من الخوادم، وتنظيم انتشار قواعد البيانات. يمكن أن يؤدي ذلك إلى إزالة الاعتماد على مورِّد واحد، وتقليل التكلفة الإجمالية لامتلاك قواعد البيانات، وتحسين قابلية نقل التطبيقات.