سوق البيانات عبارة عن منصة عبر الإنترنت يمكن لمقدمي البيانات والمستهلكين من خلالها إدراج البيانات وشرائها وتداولها. في واجهات المتاجر الرقمية هذه، يمكن للموردين الترويج لبياناتهم وإدارتها وبيعها بكفاءة، بينما بإمكان المستهلكين استكشاف مجموعات بيانات متنوعة ومقارنتها وشرائها من خلال واجهة ذاتية الخدمة وسهلة الاستخدام.
في حين أن أسواق البيانات موجهة لجهات خارجية إلى حد كبير، إلا إن هناك أيضًا أسواقًا داخلية أو عمليات تبادل للبيانات، والتي يمكن أن تركز على مشاركة البيانات الداخلية والخارجية لتوفير منصة مركزية لتلبية احتياجات المؤسسة من البيانات. تساعد مزايا البحث والتصفية المتقدمة المستخدمين على العثور على البيانات المناسبة المخصصة لتلبية متطلباتهم المحددة. وتتيح هذه المنصات، التي تُستضاف عادةً على الخدمات السحابية، لمنتجي البيانات تحميل مجموعات البيانات لديهم بسهولة.
من الناحية التاريخية، كان طلب الوصول إلى البيانات الخارجية يتطلب الوصول إلى العديد من مقدمي الخدمات، والتفاوض على العقود وإدارة عمليات نقل البيانات المعقدة. لقد أدى الارتفاع الكبير في البيانات الضخمة إلى جعل أسواق البيانات ضرورة للشركات الحديثة التي تتطلع إلى جعل البيانات أسهل في الوصول إليها وقابلة للاستخدام من أجل الابتكار. تدرك المؤسسات في مختلف المجالات أن البيانات التي تجمعها وتولّدها ليست مجرد منتج ثانوي للعمليات بل هي أصل قيّم يمكن استخدامه لاكتساب مزايا تنافسية.
تستخدم الشركات البيانات للحفاظ على مراكزها في السوق ولتوسيعها. على سبيل المثال، تستخدم سلاسل البيع بالتجزئة الكبيرة البيانات لإدارة المخزون بكفاءة أكبر، والتنبؤ باتجاهات البيع وتحسين الخدمات اللوجستية. تحلل شركات التكنولوجيا العملاقة بيانات المستخدمين لتحسين خصائص المنتج وتوجيه الإعلانات بشكل أكثر فعالية. في ظل تطور إمكانات التعلم الآلي (ML) والذكاء الاصطناعي (AI)، لا تكفي البيانات الداخلية للمؤسسات لبناء نماذج دقيقة ومناسبة، ما يؤدي إلى الحاجة إلى الوصول إلى البيانات الخارجية.
تأتي هذه البيانات الخارجية من مشاركة الأنظمة البيئية مثل البرامج الحكومية للبيانات المفتوحة وبيانات أجهزة الاستشعار الخاصة بالمدن الذكية وتبادل البيانات الحضرية ومزودي البيانات التجارية التابعين لجهات خارجية. يتيح ظهور أسواق البيانات للمؤسسات الوصول إلى البيانات اللازمة لاتخاذ قرارات مستنيرة، وتعزيز ذكاء الأعمال، وتطبيق نماذج الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.
أضاف ظهور تقنيات تحليل البيانات الكبيرة مثل إنترنت الأشياء (IoT) والذكاء الاصطناعي والتعلم العميق والتعلم الآلي قيمة جديدة لبيانات المؤسسة. سهلت منصات تبادل البيانات عملية الحصول على البيانات، ما يجعل سد الفجوات بين المشترين والبائعين أسهل من أي وقت مضى، على غرار البائعين في سوق السلع المستعملة، ولكن مع البيانات.
توفر أسواق البيانات ثلاث مزايا رئيسية:
تُستخدم البيانات الخارجية لتحسين النماذج التنبئية ومعالجة نقاط الضعف الأمنية وزيادة الكفاءة وزيادة العائد على الاستثمار. يشير مصطلح "البيانات الخارجية" إلى البيانات التي تنشأ خارج المؤسسة، وهي تختلف عن البيانات الداخلية التي تُنتج من داخل عمليات الشركة ومعاملاتها الخاصة. تُعد البيانات الخارجية أحد الأصول القيمة للمؤسسات لأنها تُكمل البيانات الداخلية، وتوفر سياقًا أوسع وتعزز المعارف التي ربما لم يكن من الممكن الوصول إليها في ظل قيود البيانات الداخلية.
لقد مهّدت عملية تحقيق الإيرادات من البيانات المستمرة الطريق أمام استخدام البيانات كخدمة (DaaS)، ما يسمح للمؤسسات بإنشاء تدفق إيرادات قابلة للتوسع من أصول بياناتها. في سوق البيانات، يقوم مزودو الخدمات بإدراج منتجات البيانات الخاصة بهم وتحديد الأسعار وتقديم المعلومات اللازمة لنقل البيانات. ويمكن للمستهلكين البحث عن البيانات وشراؤها واستخدامها على الفور تقريبًا، ما يقلل تكلفة وتعقيد عملية الحصول على البيانات ويسهّل عملية اتخاذ القرارات القائمة على البيانات.
لا ينبغي أن يؤدي الوصول إلى مجموعات البيانات إلى المساس بخصوصية البيانات. ومن ثَمَّ يجب على المشاركين الالتزام بكل القوانين المعمول بها والمعايير الأخلاقية في ما يتعلق بجمع المعلومات الشخصية. ويجب أن يمتثل مورّدو البيانات للوائح مثل اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) وCalifornia Consumer Privacy Act (CCPA).
على الصعيد العالمي، يجب على أسواق البيانات التعامل مع بيئات تنظيمية مختلفة يمكن أن تشكل تحديات للعمليات متعددة الجنسيات. يجب أن تكون منصات سوق البيانات قابلة للتكيف ومفتوحة ومتوافقة مع قوانين حماية البيانات المحلية التي قد تختلف اختلافًا كبيرًا من بلد إلى آخر.
من أجل تحقيق الازدهار، يجب على سوق البيانات إعطاء الأولوية للعديد من العناصر الرئيسية. ويشمل ذلك ما يلي:
تنفيذ عمليات التحقق من الصحة وضمان الجودة لضمان دقة البيانات وقابليتها للاستخدام.
إنشاء بروتوكولات الأمان الصارمة لحماية البيانات الحساسة والامتثال لقوانين الخصوصية العالمية.
توفير واجهة خدمة ذاتية سهلة الاستخدام مزودة بوظائف بحث متقدمة لمساعدة المستخدمين على العثور على مجموعات البيانات التي يحتاجون إليها.
معالجة آمنة للمعاملات، بما في ذلك ترخيص البيانات وأنظمة الدفع، مع اتفاقيات ترخيص واضحة تحدد الحقوق والقيود والالتزامات.
توفر أسواق البيانات الداخلية إمكانية اكتشاف البيانات الجاهزة للأعمال والقابلة لإعادة الاستخدام في مجالات وحالات استخدام محددة وإمكانية الوصول إليها. تُسرع هذه الأسواق عملية تحقيق الدخل من البيانات الداخلية من خلال تسهيل اكتشاف منتجات الذكاء الاصطناعي والبيانات عالية الجودة، ما يتيح للمستخدمين التركيز بشكل أكبر على إيجاد المعارف بدلاً من إدارة البيانات.
أصبحت أسواق البيانات الداخلية منتشرة بشكل متزايد داخل المؤسسات والشركات الكبيرة التي تنتج كميات كبيرة من البيانات وتستخدمها. هذه الأسواق المُعدة لتعزيز مشاركة البيانات واكتشافها وسهولة استخدامها تزيل صوامع البيانات وتمنح الجميع إمكانية الوصول إليها، ما يضمن أن جميع المستخدمين المصرح لهم يمكنهم اختيار البيانات المناسبة لمشاريعهم بسرعة وفعالية. لا يؤدي هذا النهج إلى معدلات تحويل عالية فحسب نظرًا لخصوصية حالات الاستخدام، ما يعني أن عمليات البحث عن البيانات والطلبات تؤدي إلى معاملة ناجحة، بل يعزز أيضًا نهجًا أكثر تكاملاً لمعالجة البيانات داخل المؤسسة.
ومن خلال تسهيل عملية مشاركة البيانات عبر المؤسسة وتسهيل عملية اكتشاف البيانات المبسّطة، تُحسن الأسواق الداخلية كفاءة المؤسسة وتعزز ثقافة الشفافية والتعاون. فهم ينفذون أطر عمل صارمة للإدارة من خلال إعداد الحواجز اللازمة لضمان أمن البيانات والامتثال لاتفاقيات مستوى الخدمة (SLA) والمعايير القانونية. يدعم إطار العمل هذا عملية مشاركة منتجات البيانات الواردة من بيئات مختلفة على مستوى المؤسسة، وهو ما يسهل عملية دمج منتجات البيانات ومشاركتها واكتشافها واستهلاكها.
غالبًا ما تُشدد أسواق البيانات الداخلية على استخدام حلول غير مسجلة الملكية تتكامل بسلاسة مع العديد من مجموعات التقنية، وتجنب احتكار منتج معين وضمان المرونة في عمليات البيانات. يدعم هذا الخيار الإستراتيجي بنية تحتية مرنة وقابلة للتكيف لإدارة البيانات، وهي ضرورية من أجل بيئات الأعمال المتغيرة باستمرار.
من خلال توفير إمكانية الوصول إلى مجموعة واسعة من مجموعات البيانات، تساعد أسواق البيانات الشركات على تحقيق ما هو أبعد من إمكاناتها في جمع البيانات الداخلية. يؤدي تنوع البيانات إلى حلول متنوعة وتساعد إمكانية الوصول إلى البيانات الشاملة على إطلاق العنان لوجهات نظر وأساليب جديدة. تُعد مجموعات البيانات الشاملة ضرورية لتعزيز عمليات البحث والتطوير ومساعدة الشركات على ابتكار حلول جديدة للتحديات المعقدة. كما أن الطبيعة المتنوعة للبيانات المتاحة تتيح للمؤسسات الحصول على معارف قد لا تكون البيانات الداخلية قد سهلت الحصول عليها.
تعمل أسواق البيانات على تحقيق تكافؤ الفرص، خاصة بالنسبة إلى الكيانات الأصغر التي قد لا تتحمل تكاليف البيانات عالية الجودة أو الوصول إليها. ومن خلال جعل البيانات في متناول الجميع، تعزز هذه المنصات المنافسة وتزيل حواجز الصناعة التقليدية، ما يحسِّن المنتجات والخدمات عبر مختلف القطاعات. يعد هذا الوصول خطوة تحويلية للشركات الناشئة والشركات متوسطة الحجم، ما يتيح لها تحدي الشركات الكبيرة والابتكار على نطاق واسع.
بفضل المساهمات من مصادر عديدة، تقدم أسواق البيانات ثروة من البيانات عالية الجودة التي يتم تحديثها وتوسيعها باستمرار. لا يؤدي هذا التنوع إلى توسيع نطاق التحليل فحسب، بل يعزز أيضًا دقة الرؤى وموثوقيتها التي تعد ضرورية لاتخاذ قرارات مستنيرة. يعني مشهد البيانات الأكثر ثراءً أنه يمكن للشركات استخلاص تحليلات أكثر تفصيلاً ودقة.
غالباً ما تكون عملية الحصول على البيانات مرهقة وغير فعالة. تعمل أسواق البيانات على تبسيط هذه العملية من خلال توفير موقع مركزي حيث يمكن للمؤسسات العثور بسرعة على البيانات التي تحتاجها وشرائها. لا توفر هذه الكفاءة الوقت فحسب، بل تقلل أيضًا من المشاكل اللوجستية المرتبطة بالطرق التقليدية للحصول على البيانات.
يُمكّن الوصول إلى مجموعات أكثر شمولاً من البيانات المؤسسات من اتخاذ قرارات مستنيرة. وسواء أكان الأمر يتعلق بتحليل اتجاهات السوق أو فهم سلوك المستهلكين أو تحسين الكفاءة التشغيلية، فإن أسواق البيانات تزود الشركات بالمعلومات اللازمة لإدارة إستراتيجياتها وتحسين نتائجها.
يتألف النظام البنائي لسوق البيانات من مختلف الأطراف المعنية، ويؤدي كل منهم دورًا حاسمًا في تحسين وظائف السوق ومدى فعاليته. يساعد فهم هذه الأدوار على توضيح كيفية تدفق البيانات بدءًا من الإنشاء وحتى الاستهلاك، ما يضمن أن جميع المشاركين يمكنهم العمل ضمن بيئة آمنة ومنظمة.
مقدمو البيانات هم المؤسسات أو الأفراد الذين يوفرون أصول البيانات من أجل استهلاكها. يمكن أن يتنوع مقدمو البيانات هؤلاء بين مؤسسات الرعاية الصحية التي تقدم بيانات مرضى مجهولي الهوية، والتي يمكن لشركات الأدوية والباحثين في مجال الأدوية استخدامها، وبين المجمعين والوسطاء والمؤسسات البحثية التي تجمع البيانات القيمة وتوزعها. كما يسهم المستخدمون الأفراد الذين ينتجون البيانات من الأجهزة الشخصية أو التطبيقات بشكل كبير في النظام البنائي، ما يوفر مجموعات بيانات فريدة قد لا يمكن الوصول إليها من خلال قنوات مؤسسية أكبر.
مستهلكو البيانات هم المؤسسات أو الأفراد الذين يبحثون عن مجموعات بيانات محددة لأغراض مختلفة بما في ذلك التحليلات أو مشاريع الذكاء الاصطناعي أو الأبحاث أو تعزيز ذكاء الأعمال. يعتمد المستهلكون على مدى جودة البيانات وملاءمتها لإصدار قراراتهم الاستراتيجية وتعزيز الابتكار والحفاظ على المزايا التنافسية في مجالات تخصصهم. ويعكس تنوع مستهلكي البيانات مدى قابلية تطبيق البيانات على نطاق واسع عبر مختلف القطاعات، بدءًا من الخدمات المالية التي تسعى إلى تحسين عملية إدارة المخاطر من خلال التحليلات التنبؤية، وحتى شركات التسويق التي تتطلع إلى تحسين استراتيجيات تقسيم المستهلكين واستهدافهم.
مشغلو المنصات هم مهندسو أسواق البيانات والقائمون عليها. وهم يطورون المنصات ويشغلونها ويجرون عمليات صيانة لها ويوفرون البنية التحتية والإجراءات الأمنية اللازمة. يتأكد هؤلاء المشغلون من أن السوق يعمل بسلاسة، ما يعزز التفاعلات بين مقدمي البيانات والمستهلكين. وتشمل مسؤولياتهم إدارة إطار العمل التقني الذي يدعم معاملات البيانات، وضمان سلامة البيانات والحفاظ على أمن النظام ضد الاختراقات المحتملة.
تُشرف سلطات إدارة البيانات أو الهيئات التنظيمية على العديد من أسواق البيانات، وهي تضع السياسات والمعايير ومتطلبات الامتثال لتبادل البيانات واستخدامها. هذه السلطات مهمة لحماية البيانات داخل السوق، وضمان امتثال جميع المعاملات للمعايير القانونية والأخلاقية والحفاظ على ثقة المستخدمين. وهم يؤدون دورًا محوريًا في تطبيق قوانين خصوصية البيانات مثل اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) في أوروبا وقانون خصوصية المستهلك (CCPA) في كاليفورنيا، والتي تنص على كيفية التعامل مع البيانات وحمايتها.
التفاعل بين المشاركين هو حجر الأساس لعمليات السوق. يجب على مقدمي البيانات التأكد من أن مجموعات البيانات لديهم دقيقة ومتوافقة مع معايير الخصوصية، ما يتيح لمشغلي المنصات استضافة عمليات تبادل البيانات وتسهيلها بكل ثقة. ومع ذلك، يعتمد مستهلكو البيانات على مدى صرامة الإجراءات الأمنية للمنصة ونزاهة عمليات إدارة البيانات بها لاستخدام البيانات بأمان وفعالية. وفي الوقت نفسه، تراقب سلطات الإدارة هذه التفاعلات، وتضمن الالتزام بالمتطلبات التنظيمية والتدخل عند الضرورة لحل أي مشكلات تتعلق بالامتثال.
تُناسب أسواق البيانات مجموعة واسعة من المجالات، يسهم كل منها في مجموعة متنوعة من فئات البيانات. يساعد فهم أنواع البيانات هذه المؤسسات والأفراد على تحديد مجموعات البيانات المحددة التي يحتاجون إليها لإصدار قراراتهم أو إجراء تحليلات القدرات أو تعزيز إستراتيجيات الأعمال.
تلبي منصات السوق مجموعة واسعة من الاحتياجات، بدءًا من فهم التركيبة السكانية وتركيبة الشركات ووصولاً إلى تحليل اتجاهات السوق والبيانات الجغرافية المكانية. تتوفر أيضًا سجلات المعاملات ومعارف وسائل التواصل الاجتماعي وبيانات أجهزة الاستشعار الواردة من الأجهزة المتصلة في أسواق البيانات وعمليات تبادل البيانات، ما يُمكّن الشركات من اتخاذ قرارات مستنيرة وتعزيز التحليلات وتحسين الإستراتيجيات عبر مختلف القطاعات. تُضيف البيانات العامة والبيانات المستخرجة من شبكة الإنترنت طبقة أخرى، ما يوفر معارف قيمة للرأي العام وأبحاث السوق وتطوير السياسات.
صُممت أسواق البيانات لدعم تجارة البيانات، بالاعتماد على متغيرات العرض والطلب للعمل بكفاءة. تستخدم هذه المنصات العديد من المزايا المتطورة التي تُسهل عملية معالجة البيانات بأكملها، ما يضمن إمكانية مشاركة البيانات والوصول إليها بسهولة وكذلك إدارتها بشكل آمن.
الخطوة الأولى لجعل البيانات متاحة في السوق هي تحويل البيانات إلى منتج. تتضمن هذه العملية تطوير منتجات البيانات الجاهزة للشراء وإدارة سير عملها وصيانتها. وهي تضمن جمع مجموعات البيانات بطريقة يسهل الوصول إليها وقيمة للمشترين المحتملين، ما يعزز قابلية استخدام البيانات.
لمساعدة المستخدمين على تحديد موقع البيانات الدقيقة التي يحتاجون إليها بكفاءة، تتميز أسواق البيانات بأدوات فائقة الإمكانات لاكتشاف البيانات. وتتضمن هذه الأدوات مكتبة يمكن البحث فيها مزودة بعروض مفصلة للبيانات الوصفية، والتي تساعد المستخدمين على تحديد مجموعات البيانات المطلوبة والوصول إليها بسرعة وسهولة. وتُعد هذه القدرة أمرًا حيويًا لتحقيق أقصى استفادة من أصول البيانات المتاحة في السوق.
تؤدي واجهات برمجة التطبيقات (APIs) دورًا حاسمًا في التحكم في إمكانية الوصول إلى منتجات البيانات. وإلى جانب تكاملات التحكم في إمكانية الوصول والتقنيات الأخرى، تضمن واجهات برمجة التطبيقات إمكانية وصول المستخدمين المصرح لهم إلى البيانات بشكل آمن وموثوق. تُسهل هذه التقنية التفاعل السلس بين مقدمي البيانات والمستهلكين، ما يدعم حالات الاستخدام المختلفة بدءًا من الأبحاث الأكاديمية وحتى ذكاء الأعمال.
تُمكّن مزايا تحقيق الدخل من البيانات الموردين من ترخيص منتجات البيانات لديهم وبيعها بشكل فعال. ومن خلال توفير الأدوات اللازمة لتنفيذ المعاملات، مثل بوابات الدفع واتفاقيات الترخيص، تتيح الأسواق لموردي البيانات تحقيق إيرادات من أصول البيانات لديهم. وهذا لا يفيد مقدمي البيانات فحسب، بل يسهم أيضًا في نمو السوق من خلال جذب مجموعة متنوعة من عروض البيانات.
تسمح قدرات تكامل البيانات بنقل البيانات واستلامها بسلاسة بين مختلف المصادر والمنصات. تضمن هذه الميزة إمكانية عمل أسواق البيانات ضمن نظام بيئي تكنولوجي أكبر، وتكاملها مع قواعد البيانات المختلفة والخدمات السحابية وأدوات التحليل. وتدعم قابلية التوسع في عمليات البيانات، ما يسمح لكل من مشتري البيانات والبائعين بتبادل المعلومات بكفاءة وأمان.
لكي تبقى أسواق البيانات مفيدة وموثوقًا بها، يجب أن تلتزم بأفضل الممارسات في إدارة البيانات:
جودة البيانات: يُعد ضمان دقة البيانات واتساقها واكتمالها وتوقيتها أمرًا أساسيًا.
مصدر البيانات: من الضروري معرفة من أنشأ البيانات وكيف جُمعت وما إذا كانت مجهولة الهوية أو غير محددة الهوية لحماية الخصوصية.
الإدارة والامتثال: يجب أن تتوافق البيانات مع المعايير القانونية والتنظيمية، ما يستلزم اتخاذ تدابير أمنية صارمة بما في ذلك التخزين الآمن والتحكم في الوصول.
سمعة السوق: يساعد تنفيذ فحوصات الجودة، وتوفير مراجعات المستخدمين، وتسهيل تسوية المنازعات في الحفاظ على نزاهة السوق.
التحقق والتثبت من الصحة: يجب اختبار البيانات بدقة للتأكد من دقتها وملاءمتها قبل دمجها في السوق.
الشراكات مع مقدمي البيانات: تعزز العلاقات المتينة مع مقدمي البيانات فهم قيود البيانات واستخداماتها، ما يضمن بقاء البيانات حديثة ومناسبة.
عدم احتكار منتج معين: التأكد من أن تقنيات السوق وسياساته تدعم سهولة التكامل مع بائعين وأنظمة متعددة، ومن ثَم منع الاعتماد على مزود واحد وإتاحة المرونة في اختيار البائعين وتحديثات التقنيات.
تختلف أسواق البيانات من حيث البنية والغرض، ما يساعد على تلبية احتياجات المستخدمين المختلفة وملاءمة مستويات حساسية البيانات. يساعد فهم أوجه الاختلاف هذه على اختيار السوق المناسب لاحتياجات البيانات المحددة.
يمكن لأي شخص الوصول إلى أسواق البيانات العامة في أي وقت عبر رابط متاح للجمهور. فهي تقدم مجموعة واسعة من البيانات من مختلف مزودي الخدمات وتخضع لمستوى مختلف من الثقة مقارنةً بالأسواق الداخلية. يجب على مزودي الخدمات في الأسواق العامة التأكد من أن البيانات المشتركة آمنة وتتوافق مع القوانين التنظيمية ذات الصلة. ويجب أن يتوقع المستخدمون اتفاقيات وقيودًا على مستوى الخدمة تستند إلى الحوكمة المحلية التي قد تؤثر في الوصول إلى البيانات واستخدامها.
تستجيب أسواق البيانات الخاصة أو الشخصية لمطالب المستهلكين المتعلقة بالخصوصية والتحكم في بياناتهم الشخصية. تتيح هذه الأسواق للأفراد الحصول على تعويض مقابل مشاركة البيانات مثل السلوك عبر الإنترنت أو معلومات الموقع، وغالبًا ما يكون التعويض قسائم أو بطاقات هدايا. هذه البيانات قيمة من حيث توفير معارف بشأن تحركات السكان وسلوكياتهم، والتي قد تكون حاسمة خلال أحداث مثل الكوارث أو الأوبئة.
يجمع سوق البيانات الهجين مزايا كل من الأسواق العامة والخاصة. فهو يوفر منصة مرنة تكون فيها بعض البيانات متاحة للجمهور، بينما تظل البيانات الأكثر حساسية أو قيمة مقيدة ولا يمكن الوصول إليها إلا عبر رابط خاص. ويتيح هذا النظام التحكم في إمكانية وصول كل من مستهلكي البيانات الداخليين والخارجيين إلى منتجات البيانات. على سبيل المثال، قد تكون مجموعة بيانات كبيرة متاحة بالكامل داخليًا داخل المؤسسة، في حين أن مجموعة فرعية فقط يمكن للمستخدمين الخارجيين الوصول إليها، اعتمادًا على ترتيبات الترخيص التي تتحكم في مستويات مختلفة من إمكانات وصول المستخدمين.
تُناسب أسواق البيانات متعددة الطبقات احتياجات مستهلكي البيانات الداخليين والخارجيين على حد سواء ولكنها توفر إمكانات وصول منظمة بناءً على "مستويات" أو "طبقات" البيانات. قد تتضمن هذه الطبقات بيانات غير منسقة أو بيانات معالجة أو بيانات مستخلصة جُمعت أو حُولت أو أُثريت بطريقة ما من أجل العرض الخارجي. يتطلب هذا النوع من الأسواق عادةً بنية معقدة بسبب الحاجة إلى تعزيز الأمان والتحكم في الوصول والأذونات القائمة على الأدوار التي يجب التحكم فيها مع كل معاملة.
صُممت أسواق البيانات بين الشركات (B2B) لتبادل البيانات بين المؤسسات، وغالبًا ما يكون ذلك بموجب نماذج تتطلب إما الدفع مقابل إدراج البيانات أو الدفع فقط عند بيع البيانات. وتُعد هذه الأسواق مناسبة للمؤسسات التي تبحث عن بيانات حصرية للتحليل ومجموعات بيانات متطورة، بالإضافة إلى واجهات برمجة التطبيقات التي تسهل عمليات الدمج.
تنشأ أسواق بيانات إنترنت الأشياء مع تسخير المؤسسات البيانات بشكل متزايد من مجموعة متنامية من أجهزة إنترنت الأشياء. تدمج هذه الأسواق تدفقات المعلومات العالمية، وتوائم المؤسسات مع سلوكيات المستهلكين واتجاهات الإنترنت والتقدم التكنولوجي. وغالبًا ما تتميز بنماذج تسعير مرنة، مثل خيارات الدفع بالساعة، ما يجعلها متاحة نسبيًا.
توفر أسواق البيانات المفتوحة بيانات متاحة للجمهور يمكن لأي شخص الوصول إليها ومن الأمثلة على ذلك موقع data.gov الأمريكي، الذي يجمع بيانات الحكومة لتعزيز الشفافية والمساءلة. هذه الأسواق أساسية لتعزيز الوصول المفتوح إلى البيانات الحكومية ودعم المشاركة المدنية والابتكار.
يتطلب التنقل في سوق البيانات بشكل فعال نهجاً منظماً يتوافق مع استراتيجية بيانات المؤسسات ومعايير الامتثال. فيما يلي دليل تفصيلي حول كيفية تعامل المؤسسات مع أسواق البيانات لزيادة جهود الحصول على البيانات التي تقوم بها:
تتمثل الخطوة الأولى لأي مؤسسة في فهم احتياجاتها من البيانات بوضوح. ويتضمن ذلك تحديد متطلبات البيانات المحددة التي تدعم أهداف العمل وتعزز عمليات صنع القرار. يساعد فهم هذه الاحتياجات على تضييق نطاق البحث إلى مجموعات البيانات الأكثر صلة، ما يضمن الاستخدام الفعال للموارد.
يمكن أن يصبح التبديل بين موفري البيانات أمرًا صعبًا ومكلفًا. حيث يؤدي تجنب الاحتكار لمنتج معين إلى تعزيز المرونة في إستراتيجيات الحصول على البيانات. يساعد تحديد أولويات معايير البيانات المفتوحة وتجنب الأنظمة الاحتكارية المؤسسات على الحفاظ على سيطرتها على بياناتها.
من المهم اختيار سوق بيانات حسن السمعة. ويجب على المؤسسات البحث عن المنصات المعروفة بموثوقيتها وتدابيرها الأمنية وتعليقات العملاء الإيجابية. لا يوفر السوق ذو السمعة الطيبة بيانات عالية الجودة فحسب، بل يضمن أيضًا أن المعاملات آمنة وأن ممارسات معالجة البيانات تتوافق مع المعايير القانونية.
بمجرد تحديد السوق المناسب، قيّم بيانات اعتماد مقدمي البيانات وسمعتهم داخل السوق. يمكن أن يمنحك تقييم تاريخ مقدم البيانات وطرقه في إنشاء البيانات وتقييمات العملاء السابقة له معارف بشأن مدى مصداقيته وجودة البيانات التي يقدمها.
من الضروري معرفة مصدر البيانات—من أين تأتي، وكيف جُمعت وما إذا كانت معالجة أو معدلة—. تأكد من أن البيانات تتوافق مع جميع القوانين واللوائح ذات الصلة، مثل اللائحة العامة لحماية البيانات المخصصة لبيانات مواطني الاتحاد الأوروبي، لتجنب العواقب القانونية.
جودة البيانات أمر بالغ الأهمية. قم بتقييم دقة البيانات وتوقيتها واكتمالها وملاءمتها للتأكد من أنها تلبي معايير المؤسسة. البيانات عالية الجودة أمر بالغ الأهمية لاتخاذ قرارات مستنيرة تدفع نجاح الأعمال.
يُعد تطبيق الإجراءات الصارمة لإدارة البيانات أمرًا ضروريًا عند التعامل مع أسواق البيانات. تضمن عملية إدارة البيانات أن البيانات المكتسبة تُدار وفقًا لمعايير وسياسات محددة مسبقًا طوال دورة حياتها في المؤسسة.
قبل دمج البيانات بالكامل في أنظمتك، تثبت وتحقق من صحتها للتأكد من أنها تتوافق مع متطلباتك وأنها خالية من الأخطاء. وقد يشمل ذلك إجراء التحليل الإحصائي أو المقارنة بالبيانات الموجودة أو إجراء اختبارات تجريبية لتقييم مدى تأثيرها في الأنظمة الحالية.
يمكن أن تتغير احتياجات البيانات وجودة البيانات بمرور الوقت، ومن ثَمَّ من المهم مراقبة البيانات وتحديثها باستمرار بالإضافة إلى المصادر التي تم الحصول عليها منها. تضمن التحديثات والفحوصات المنتظمة أن تظل البيانات ذات صلة ومفيدة.
قد يكون لدى مشرفي البيانات، الذين يشرفون على إدارة البيانات وحفظها داخل المؤسسة، اعتبارات إضافية:
تأكد من إمكانية دمج البيانات الواردة من السوق في الأنظمة الحالية بسلاسة من دون المساس بسلامة البيانات أو التسبب في مشاكل تقنية.
حلل نسبة التكلفة إلى الفوائد لمقارنة الشراء مقابل القيمة المحتملة التي ستجلبها البيانات. يساعد ذلك على اتخاذ قرارات سليمة من الناحية الاقتصادية.
تحكم في دورة حياة البيانات المكتسبة منذ دخولها وحتى التخلص منها، وتأكد من أنها تظل متوافقة ومناسبة طوال فترة استخدامها.
الاحتفاظ ببيانات وصفية دقيقة وشاملة لدعم قابلية استخدام البيانات وممارسات الأرشفة بفعالية.
التزم بالمعايير الأخلاقية في استخدام البيانات، وتأكد من استخدام البيانات بنزاهة ومسؤولية، لا سيما البيانات التي تنطوي على معلومات شخصية أو حساسة.
ثقّف أعضاء المؤسسة حول أهمية امتثال البيانات والاستخدام الأخلاقي وأفضل الممارسات لاستخدام البيانات المكتسبة.
يمكنك بناء علاقات جيدة مع مزودي البيانات والحفاظ عليها لضمان توفير إمدادات موثوقة من البيانات عالية الجودة والدعم في حال وجود تباينات أو احتياجات محددة من البيانات.
ابق على إطلاع بالنواحي القانونية لاستخدام البيانات المشتراة، بما في ذلك شروط الترخيص وأي قيود على استخدامها لتجنب المشكلات القانونية.
إدارة البيانات كمنتج عبر دورة حياتها. تولَّ مسؤولية دورة حياة منتج البيانات بالكامل، من الإعداد إلى الإيقاف، من خلال نظام قوي لإصدار منتجات البيانات، وصيانها، وتحديثها.
تمكَّن من تحويل البيانات غير المنسقة إلى رؤى قابلة للتنفيذ بسرعة، وتوحيد إدارة البيانات، والجودة، ودورة حياة البيانات، والمشاركة، وتمكين مستهلكي البيانات من الحصول على بيانات ملائمة للسياق وموثوق بها.
استفِد من قيمة بيانات المؤسسة مع IBM Consulting لبناء مؤسسة تعتمد على الرؤى لتحقيق ميزة تنافسية في الأعمال.