مصفوفة A، والمعروفة أيضًا باسم مصفوفة الانتقال، تَصِف كيفية تطوُّر النظام البيئي للجزيرة -كما يمثِّله متغيرا الحالة- مع مرور الوقت إذا تُركت الأمور على طبيعتها. وبشكل أكثر تحديدًا، فهي تَصِف كيف تؤثِّر الحالة الحالية h في الحالة المستقبلية.
لنفترض أن ديناميكيات تجمّعات الأسماك والبجع بسيطة وثابتة للغاية:
- إذا تُركت بمفردها، فإن أعداد الأسماك تزداد بمعدل 50%.
- إذا تُركت بمفردها، فإن أعداد البجع تنخفض بنسبة 5%.
- كل طائر بجع سيأكل 4 أسماك خلال الفترة الزمنية نفسها.
- لكل 10 أسماك إضافية، يمكن للنظام البيئي دعم طائر بجع إضافي واحد.
يمكننا الآن تمثيل كل هذه الديناميكيات بمعادلات بسيطة وعرض هذه المعادلات في مصفوفة بحجم n × n، حيث = عدد متغيرات الحالة. كل عمود في مصفوفة A بحجم 2×2 يمثل متغير حالة، وكل صف يمثِّل معدل تغيره -المشتقة من الدرجة الأولى- بالنسبة لكل متغير حالة. تمت إضافة التعليقات المكتوبة بخط مائل لتوضيح المعنى.
نظرًا لثبات معدلات التغير السكاني في هذا السيناريو المبسَّط، تكون عناصر مصفوفة A مجرد ثوابت بسيطة. غالبًا ما تتضمن السيناريوهات الواقعية المزيد من متغيرات الحالة وعلاقات رياضية أكثر تعقيدًا بينها، ولكن الطريقة التي يتم بها تمثيل هذه العلاقات في شبكة مصفوفة الانتقال المقابلة A ستكون هي نفسها.
بافتراض غياب أي تأثيرات خارجية، تكفي المعادلة h’(t) = A * h(t) لوصف كيفية تطوُّر حالة النظام البيئي للجزيرة مع مرور الوقت.
حل هذه المعادلة بشكل تحليلي يتطلب حساب القيم الذاتية والمتجهات الذاتية لمصفوفة A، وهو أمر يتجاوز نطاق هذا المقال. لكن يتبين أنه إذا تُرك هذا النظام البيئي دون تدخل، فإنه غير مستدام: فسوف تشهد كل من أعداد الأسماك والبجع دورة متزايدة الارتباط ومتطرفة من الزيادة والانخفاض، لتصل في النهاية إلى انهيار كارثي.