رغم ارتفاع الطلب على التأمين الإلكتروني، فإن تكاليفه المتزايدة تجعل من الصعب على الشركات -وخاصة الصغيرة منها- الحصول على التغطية. وفقًا لشركة Marsh McLennan، ارتفعت أسعار التأمين الإلكتروني بنسبة 110% في الربع الأول من عام 2022.
وفقًا لشركة 451 Research، قد يُسهم التأمين الإلكتروني في زيادة هجمات الفدية. فمع ازدياد عدد الشركات التي تشتري وثائق التأمين الإلكتروني، تصبح أكثر ارتياحًا لدفع الفديات لأن التأمين سيغطيها. ويشعر المتسللون، بدورهم، بالتشجيع على الاستمرار في طلب الفدية. حتى أن أحد أشكال برامج الفدية الجديدة، HardBit، يطلب من الضحايا مشاركة تفاصيل وثائق التأمين الإلكتروني الخاصة بهم، ليتمكن المتسللون من تحديد مبلغ الفدية الذي ستغطيه الوثيقة.
كما تتفاقم تقلبات الأسعار؛ بسبب أن التأمين الإلكتروني لا يزال حديثًا نسبيًا مقارنةً بمنتجات التأمين الأخرى. تمتلك شركات التأمين بيانات تاريخية محدودة عن تكاليف الهجمات الإلكترونية، ما يجعل من الصعب وضع نماذج دقيقة لتقييم المخاطر وتحديد أسعار ثابتة.
ومع ارتفاع خسائر شركات التأمين، تستجيب بزيادة الأقساط وتقييد التغطية التأمينية. أوقفت شركة التأمين AXA تغطية مدفوعات الفدية للوثائق الصادرة في فرنسا. لن تغطي شركة Lloyd’s of London بعد الآن الهجمات الإلكترونية المدعومة من الدولة، وهي مصدر آخر للخسائر الكبيرة.
كما تضع شركات التأمين متطلبات أكثر صرامة بشأن أمن الشبكات للشركات المؤمَّن عليها. بعض شركات التأمين لا تقدِّم حتى عرض أسعار إلا إذا كانت الشركة تمتلك المصادقة متعددة العوامل أو تشفير البيانات أو نهج الثقة الصفرية أو سياسات مشابهة معمولًا بها. تتبنّى بعض شركات التأمين دورًا استشاريًا أكبر، حيث تُتيح لحاملي وثائق التأمين وأصحاب الأعمال إمكانية الوصول إلى الأدوات الأمنية ومقدِّمي الخدمات الأمنية لمساعدتهم على تحسين الوضع الأمني. يتوقع بعض الخبراء أن يصبح مزوِّدو التأمين الإلكتروني جهات فاعلة رئيسية في تطبيق المعايير مثل إطار عمل NIST للأمن الإلكتروني، حيث ستكون الشركات التي تلتزم بهذه المعايير أقل تكلفة للتأمين عليها.