يشير مصطلح تحليلات الأعمال إلى الأساليب الإحصائية وتقنيات الحوسبة المستخدمة لمعالجة البيانات واستخراجها وتصورها من أجل الكشف عن الأنماط والعلاقات والمعارف التي تُحسّن عملية اتخاذ قرارات الأعمال.
تتضمن تحليلات الأعمال الشركات التي تستخدم البيانات الناتجة عن عملياتها أو البيانات المتاحة للجمهور لحل مشاكل الأعمال، ومراقبة أساسيات أعمالها، وتحديد فرص النمو الجديدة، وخدمة عملائها بشكل أفضل.
تعتمد تحليلات الأعمال على استكشاف البيانات، وتصور البيانات، ولوحات المعلومات المتكاملة، وغير ذلك الكثير بهدف تزويد المستخدمين بإمكانية الوصول إلى معارف الأعمال والبيانات العملية.
يساعد ذكاء الأعمال (BI) على تحسين عملية اتخاذ قرارات الأعمال القائمة على قاعدة بيانات الأعمال. تحليلات الأعمال (BA) هي فرع من فروع ذكاء الأعمال، حيث توفر تحليلات الأعمال التحليل، في حين تتضمن البنية التحتية الشاملة لذكاء الأعمال الأدوات اللازمة لتحديد البيانات التي ستُستخدم لاتخاذ القرارات وتخزينها.
يعمل ذكاء الأعمال على جمع بيانات الإدخال غير المنسقة وإدارتها واستخدامها وكذلك البيانات الناتجة والمعارف العملية الناتجة عن تحليلات الأعمال. يتمثل الغرض الدائم من تحليلات الأعمال في تطوير بيانات ومعارف جديدة لزيادة إجمالي ذكاء الأعمال بالشركة.
يمكن استخدام تحليلات الأعمال للإجابة عن أسئلة حول الأحداث الماضية، وإجراء التنبؤات وتوقع نتائج الأعمال.1 يمكن أن تحصل المؤسسة على صورة أكثر شمولاً لأعمالها، ما يُمكّنها من فهم سلوك المستخدم بشكل أكثر فعالية.
يستخدم علماء البيانات ومحللو البيانات المتقدمون تحليلات الأعمال لتقديم تحليلات إحصائية متقدمة. تتضمن بعض الأمثلة على التحليل الإحصائي تحليل الانحدار الذي يستخدم بيانات المبيعات السابقة لتقدير قيمة بقاء العميل، والتحليل العنقودي لتحليل سلوك المستخدمين ذوي معدل الاستخدام العالي والمستخدمين ذوي معدل الاستخدام المنخفض في منطقة معينة وتقسيمهم.
توفر حلول تحليلات الأعمال مزايا لجميع الأقسام، بما في ذلك الشؤون المالية والموارد البشرية وسلسلة التوريد والتسويق والمبيعات وتقنية المعلومات، بالإضافة إلى جميع المجالات، بما في ذلك الرعاية الصحية والخدمات المالية والسلع الاستهلاكية.
تستخدم تحليلات الأعمال التحليلات—أي عملية استخلاص المعارف من البيانات—لتعزيز أداء الأعمال. غالبًا ما تُستخدم أربعة أنواع من التحليلات القيّمة، وهي ما يلي:
كما يوحي الاسم، يصف هذا النوع من التحليلات البيانات التي يحتوي عليها. ومن الأمثلة على ذلك المخطط الدائري الذي يُقسّم الخصائص الديموغرافية لعملاء الشركة.
تساعد التحليلات التشخيصية على تحديد السبب الأساسي للأحداث. ويمكن أن تسهم في الإجابة عن أسئلة مثل: ما سلسلة الأحداث التي أثرت في نتائج الأعمال؟ أين يكمن الارتباط الحقيقي والعلاقة السببية ضمن إطار زمني تاريخي معين؟ ما الدوافع وراء النتائج؟ على سبيل المثال، يمكن لشركات التصنيع تحليل مكون معطل على خط التجميع وتحديد السبب وراء تعطله.
يعمل التحليل التنبئي على استخراج البيانات المتوفرة وتحديد الأنماط ومساعدة الشركات على التنبؤ بما قد يحدث في المستقبل بناءً على تلك البيانات. ويستخدم نماذج تنبئية تضع فرضيات حول السلوكيات أو النتائج المستقبلية. على سبيل المثال، يمكن أن تُجري المؤسسة عمليات تنبؤ بشأن التغير في مبيعات المعاطف إذا كان من المتوقع أن يكون فصل الشتاء القادم أكثر دفئًا.
تساعد النمذجة التنبئية2 المؤسسات أيضًا على تفادي المشاكل قبل حدوثها، مثل معرفة متى قد تتعطل سيارة أو أداة والتدخل قبل حدوث ذلك، أو معرفة متى ستؤثر التغييرات الديموغرافية أو النفسية إيجابًا أو سلبًا في عمليات الإنتاج لديها.
تساعد هذه التحليلات المؤسسات على اتخاذ قرارات بشأن المستقبل بناءً على المعلومات والموارد المتوفرة. يمكن أن تستخدم أي شركة التحليلات الوصفية من خلال استعراض البيانات المتوفرة لديها بهدف التنبؤ بما سيحدث بعد ذلك. على سبيل المثال، يمكن أن تُحلل مؤسسات التسويق والمبيعات معدلات نجاح جذب المحتوى الجديد للعملاء المحتملين بهدف تحديد أنواع المحتوى التي ينبغي أن يعطوها الأولوية في المستقبل. تستخدمها شركات الخدمات المالية للكشف عن عمليات الاحتيال من خلال تحليل البيانات المتوفرة بهدف اتخاذ قرارات في الوقت الفعلي بشأن ما إذا كانت أي عملية شراء احتيالية أم لا.
تتضمن عمليات تحليلات الأعمال العديد من الأدوات التي تساعد الشركات على فهم البيانات التي تجمعها واستخدامها لتحويل تلك البيانات إلى معارف. فيما يلي بعض الأدوات والنُظم والأساليب الأكثر شيوعًا:
تحتاج المؤسسات الحديثة إلى إمكانات تساعدها على اتخاذ قرارات سريعة حتى تتمكن من التنافس في عالم سريع التغير، حيث يظهر منافسون جدد باستمرار وتتغير عادات العملاء دائمًا. تتمتع المؤسسات التي تعطي الأولوية للتحليلات بالعديد من المزايا مقارنةً بالمنافسين الذين لا يفعلون ذلك.
قرارات أسرع وأكثر استنارة: يمكن أن يؤدي وجود إمكانات مرنة ومتطورة لعرض جميع البيانات لدى المؤسسة إلى القضاء على عدم الاستقرار، ودفع المؤسسة إلى اتخاذ إجراءات أسرع، وتحسين عمليات الأعمال. إذا كانت بيانات المؤسسة تشير إلى أن مبيعات خط إنتاج معين تنخفض بشكل حاد، فقد تقرر المؤسسة إيقاف هذا الخط. إذا أثرت المخاطر المناخية في الحصول على مادة خام تعتمد عليها مؤسسة أخرى، فقد تحتاج إلى الحصول على مادة جديدة من مكان آخر. ويكون ذلك مفيدًا بشكل خاص عند التفكير في الإستراتيجية التسعيرية.
تعتمد كيفية تسعير الشركة لسلعها أو خدماتها على الآلاف من نقاط البيانات، والتي لا يظل الكثير منها ثابتًا بمرور الوقت. وسواء كانت الشركة تتبع إستراتيجية تسعير ثابتة أم متغيرة، فإن إمكانية الوصول إلى البيانات في الوقت الفعلي لجعل بيانات التسعير قصيرة وطويلة الأجل أكثر ذكاءً أمر بالغ الأهمية. بالنسبة إلى المؤسسات التي ترغب في دمج التسعير المتغير، فإن تحليلات الأعمال تُمكّنها من استخدام الآلاف من نقاط البيانات للتفاعل مع الأحداث والاتجاهات الخارجية بهدف تحديد نقطة السعر الأكثر ربحية كلما كان ذلك ضروريًا.
العرض الموحد للمعلومات: زيادة التعاون بين الأقسام ومستخدمي الأعمال يعني أن كل شخص لديه البيانات نفسها ويتحدث من المنظور نفسه. يكشف هذه العرض الموحد عن المزيد من الأنماط الخفية، ما يُمكّن الأقسام المختلفة من فهم النهج الشامل للشركة وتعزيز قدرة المؤسسة على الاستجابة للتغيرات في السوق.
تحسين خدمة العملاء: من خلال معرفة ما يريده العملاء، ومتى وكيف يريدونه، تدعم المؤسسات عملاء أكثر سعادة وتبني ولاءً أكبر. بالإضافة إلى تحسين تجارب العملاء، ومن خلال القدرة على اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً بشأن تخصيص الموارد أو عمليات التصنيع، من المرجح أن تتمكن المؤسسات من تقديم هذه السلع أو الخدمات بأسعار أقل.
من المحتمل أن تحتاج الشركات التي تتطلع إلى استخدام بيانات الأعمال إلى تطوير مهارات الموظفين الحاليين أو تعيين موظفين جدد، ما قد يؤدي إلى إنشاء توصيفات وظيفية جديدة. تحتاج المؤسسات القائمة على البيانات إلى موظفين يتمتعون بمهارات تحليلية عملية ومهارات تواصل ممتازة.
إليك بعض الموظفين الذين يحتاجون إلى الاستفادة من الإمكانات الكاملة لإستراتيجيات تحليلات الأعمال الفائقة:
علماء البيانات: هؤلاء الأشخاص مسؤولون عن إدارة الخوارزميات والنماذج التي تدعم برامج تحليلات الأعمال. يستخدم علماء البيانات بالمؤسسات إما مكتبات مفتوحة المصدر، مثل مجموعة أدوات معالجة اللغة الطبيعية (NTLK) للخوارزميات أو يُنشئون مكتباتهم الخاصة لتحليل البيانات. وهم يتفوقون في حل المشكلات وعادةً ما يحتاجون إلى معرفة العديد من لغات البرمجة، مثل Python، التي تساعد على الوصول إلى خوارزميات التعلم الآلي الجاهزة ولغة الاستعلامات المركبة (SQL)، والتي تساعد على استخراج البيانات من قواعد البيانات لإدخالها في نموذج.
في السنوات الأخيرة، زاد عدد الجامعات التي تقدم درجة الماجستير في العلوم أو درجة البكالوريوس في علوم البيانات، حيث يُسجل الطلاب في برنامج الدرجات العلمية حيث يتعلمون علوم الكمبيوتر والنمذجة الإحصائية والتطبيقات الرياضية الأخرى.
مهندسو البيانات: يطورون ويجرون عمليات صيانة لأنظمة المعلومات التي تجمع البيانات من أماكن مختلفة، ثم تُنظم وتُفرز وتوضع في قاعدة بيانات رئيسية. وغالبًا ما يكونون مسؤولين عن المساعدة على ضمان سهولة جمع البيانات ووصول الأطراف المعنية إليها بهدف توفير للمؤسسة رؤية موحدة بشأن عمليات بياناتها.
محللو البيانات: يؤدون دورًا محوريًا في توصيل المعارف إلى الأطراف المعنية الخارجية والداخلية. وبحسب حجم المؤسسة، قد يجمعون مجموعات البيانات ويحللونها ويُنشئون تصورات البيانات، أو قد يأخذون العمل الذي أنشأه علماء البيانات الآخرون ويركزون على بناء سرد قوي للنقاط الرئيسية.
من أجل تحقيق أقصى فائدة من تحليلات الأعمال بالمؤسسة، فإنها تحتاج إلى تنظيم بياناتها وربطها وإنشاء تصورات البيانات وتقديم معارف بشأن وضع الأعمال اليوم مع المساعدة على التنبؤ بما سيحدث غدًا. ويتضمن ذلك عادةً الخطوات الآتية:
أولاً، يتعين على المؤسسات تحديد جميع البيانات المتوفرة لديها والبيانات الخارجية التي تريد دمجها لمعرفة فرص تحليلات الأعمال المتاحة.
وللأسف، تظل الكثير من بيانات الشركة غير منظمة، ما يجعلها عديمة الفائدة في التحليل الدقيق حتى تُعالج هذه المشكلة.
فيما يلي بعض الأسباب التي قد تجعل بيانات المؤسسة بحاجة إلى التنظيم:
أصبح الآن بإمكان الشركات الاستعلام عن كميات هائلة من البيانات بحجم جيجابايتات أو تيرابايتات وتحليلها بسرعة من خلال التوسع في استخدام الحوسبة السحابية. يمكن أن يحلل علماء البيانات البيانات بشكل أكثر فعالية باستخدام التعلم الآلي والخوارزميات والذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات. يمكن أن يؤدي فعل ذلك إلى إنتاج معارف عملية بناءً على مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs) للمؤسسة..
وعندئذٍ يمكن أن تستخدم برامج تحليلات الأعمال كميات هائلة من البيانات المحللة في إنشاء لوحات المعلومات والتصورات بسرعة حيث يمكن تخزين البيانات وعرضها وفرزها ومعالجتها وإرسالها إلى الأطراف المعنية.
تشمل أفضل ممارسات تصور البيانات معرفة أفضل تصور يناسب البيانات التي تستخدمها المؤسسة والنقاط الرئيسية التي تأمل في توضيحها، والحفاظ على التصور واضح وبسيط قدر الإمكان، وتقديم التفسيرات والمحتوى المناسبين للمساعدة على ضمان فهم الجمهور لما يستعرضونه.
تُجرى إدارة البيانات المستمرة جنبًا إلى جنب مع ما سبق ذكره. يتعين على المؤسسة التي تتبنى تحليلات الأعمال أن تضع إستراتيجية شاملة للحفاظ على بياناتها المنظمة، خاصةً عند دمج مصادر بيانات جديدة.
تُعد تحليلات الأعمال مفيدة لكل نوع من وحدات الأعمال كوسيلة لفهم البيانات المتوفرة لديها ومساعدتها على اكتساب معارف محددة تدعم عملية اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً.
لكي تزدهر الشركات، يجب عليها استخدام البيانات لتعزيز ولاء العملاء، وأتمتة عمليات الأعمال، والابتكار باستخدام الحلول المستندة إلى الذكاء الاصطناعي.
استفِد من قيمة بيانات المؤسسة مع IBM Consulting لبناء مؤسسة تعتمد على الرؤى لتحقيق ميزة تنافسية في الأعمال.
تعرَّف على Cognos Analytics 12.0، رؤى مدعومة بالذكاء الاصطناعي لتحسين عملية اتخاذ القرارات.
1 مقارنة بين ذكاء الأعمال وتحليلات الأعمال، كلية هارفارد للأعمال.
2 كيف يمكن للتحليلات التنبئية تعزيز تطوير المنتجات، McKinsey، 16 أغسطس 2018.