تحليل السجلات هو فحص لبيانات السجل، وهو سجل تفصيلي للأحداث التي تحدث داخل نظام كمبيوتر أو تطبيق أو شبكة.
يساعد تحليل السجلات المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات على فهم كيفية عمل أنظمتهم بشكل أفضل، وتحسين أداء الأنظمة، وتعزيز الأمان.
ملفات السجلات، المعروفة أيضًا باسم "بيانات السجلات"، هي سجلات لنشاط النظام يتم إنشاؤها بواسطة موارد حوسبة متعددة مثل الأجهزة والتطبيقات والبرامج. تُعَد ملفات السجلات ضرورية لعمليات تكنولوجيا المعلومات، إذ توفِّر رؤى قيّمة حول أداء النظام، وتحسينه، والثغرات الأمنية المحتملة. ومع ذلك، أدى ظهور التقنيات الغنية بالبيانات مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى زيادة هائلة في حجم البيانات التي تحتاج المؤسسات إلى تحليلها. وفقًا لتقرير حديث، ارتفع حجم سجلات البيانات التي تتطلب التحليل على مستوى المؤسسات بنسبة تصل إلى 250% سنويًا خلال السنوات الخمس الماضية.1
مع استمرار توسُّع وانتشار الذكاء الاصطناعي التوليدي وغيره من التقنيات كثيفة البيانات، يسعى قادة تكنولوجيا المعلومات إلى فهم أعمق لكيفية استخدام تحليل السجلات للحفاظ على أداء الأنظمة التي تعتمد عليها مؤسساتهم بأعلى كفاءة.
يركِّز محترفو تكنولوجيا المعلومات عند إجراء تحليل السجلات على ثلاثة أنواع رئيسية من ملفات السجلات: سجلات الوصول، وسجلات الأخطاء، وسجلات الأحداث.
لإجراء تحليل فعَّال للسجلات، يتَّبِع مسؤولو الشبكات، ومهندسو عمليات التطوير، وغيرهم من المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات أربع خطوات رئيسية عادةً:
يبدأ تحليل السجلات بقيام المهندسين بجمع البيانات من مصادر متعددة ذات صلة بالأنظمة التي يحتاجون إلى تحليلها. وعادةً ما تتضمن مصادر البيانات هذه مزيجًا من الأجهزة والأنظمة البرمجية مثل أجهزة الشبكة والخوادم والتطبيقات والبرامج.
يُعَد جمع البيانات أمرًا حساسًا لنجاح تحليل السجلات بشكل عام. وإذا لم يتم ذلك بشكل دقيق، فقد يؤدي إلى تجاهل بعض مصادر السجلات أو التطبيقات أو البرامج التي لا تُرسِل بيانات، ما يؤدي إلى صورة غير مكتملة عن كيفية عمل النظام.
خلال معالجة البيانات، يركِّز المهندسون على فهرسة السجلات وتوحيدها، وهي عملية تُعرَف باسم التحليل (parsing). تتضمن عملية التحليل تصنيف البيانات حسب الطابع الزمني، والمصدر، ونوع الحدث، وخصائص أخرى لتسهيل فهمها.
تُعَد معالجة البيانات ضرورية لتحويل السجلات غير المنسقة المكوَّنة من بيانات غير منظمة إلى سجلات بيانات منظمة وقابلة للتنفيذ، ليكون من السهل على المهندسين استخراج الرؤى منها.
بمجرد معالجة البيانات، تصبح جاهزة للتحليل، ويمكن القول بأن هذه هي الخطوة الأكثر أهمية (والمستهلكة للوقت) في العملية. خلال تحليل البيانات، يُمعن المهندسون النظر في البيانات القابلة للتنفيذ التي استخرجوها من السجلات أثناء معالجة البيانات، بحثًا عن مؤشرات تفسِّر سبب تعطُّل نظام أو تطبيق معين.
أصبح تحليل البيانات اليوم يعتمد بشكل شبه دائم على أدوات الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي (ML)، التي تُسهم في تسريع الوصول إلى القيمة وتحسين دقة تحليل السجلات بفضل قدراتها المتقدمة في التعرُّف على الأنماط.
يتم قياس قيمة بيانات السجل بمدى قدرتها على توليد رؤى حول الحالة العامة للأنظمة. يساعد العرض المصور للبيانات، أي عرض البيانات والرؤى من خلال لوحة معلومات شاملة، على تحويل المعلومات غير المنسقة إلى صور واضحة لسلامة النظام في الوقت الفعلي.
بدعم من أدوات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، تساعد لوحات المعلومات الحديثة فرق تكنولوجيا المعلومات على تحديد مشكلات الأداء من خلال عرض مقاييس رئيسية مثل استخدام وحدة المعالجة المركزية (CPU)، وزمن انتقال الشبكة، وغيرها.
تعتمد فرق تكنولوجيا المعلومات عادةً على خمسة أنواع مختلفة من تحليل السجلات للكشف عن المشكلات عبر مجموعة واسعة من الأنظمة:
تحتاج المؤسسات الحديثة باستمرار إلى البحث عن طرق لتحسين كفاءة أنظمتها وتطبيقاتها، ويؤدي تحليل السجلات دورًا محوريًا في هذا المسعى المتواصل. وفيما يلي نظرة على بعض الفوائد الأكثر شيوعًا لتحليل السجلات.
يمكن أن تؤدي اختراقات أمن البيانات إلى خسائر مالية ضخمة تُقدَّر بالملايين بالنسبة إلى المؤسسات. وفقًا لتقرير حديث صادر عن IBM Institute of Business Value، ارتفع متوسط تكلفة اختراق أمن البيانات بنسبة 10% العام الماضي ليصل إلى 4.8 ملايين دولار أمريكي. يساعد تحليل السجلات مسؤولي أنظمة تكنولوجيا المعلومات على تعزيز قدراتهم في الاستجابة للحوادث عند اكتشاف اختراقات أمنية، كما يسهم في منع البرامج الضارة، والتصيد الاحتيالي، وهجمات الفدية، وغيرها من محاولات الوصول غير المصرَّح به. تعتمد العديد من المؤسسات الحديثة على ممارسة تُعرَف باسم إدارة المعلومات والأحداث الأمنية (SIEM) كجزء من نهجها في تحليل السجلات. تساعد أنظمة SIEM المؤسسات على التعرُّف على التهديدات الأمنية المحتملة ومعالجتها، واكتشاف الثغرات والتخفيف من حدتها.
مع استمرار تغيُّر متطلبات الامتثال، تعتمد المؤسسات على تحليل السجلات للامتثال الاستباقي للوائح المتعلقة بتسجيل المعاملات والاحتفاظ بالبيانات. على سبيل المثال، تُلزم معايير أمان بيانات بطاقات الدفع (PCI DSS) المؤسسات بالاحتفاظ بسجل تدقيقي لتاريخ تصفح الويب لمدة لا تقل عن عام واحد. يؤدي تحليل السجلات دورًا مهمًا في الاحتفاظ بهذه السجلات وضمان التزامها بجميع القوانين المعمول بها.
يتم تقييم أقسام تكنولوجيا المعلومات إلى حد كبير بناءً على جودة وشمولية معالجتها لطلبات الدعم. يساعد تحليل السجلات على تسريع حل المشكلات بمختلَف أنواعها وضمان استمرار عمليات الأعمال الحيوية دون انقطاع. من خلال استخدام تحليل الأسباب الأساسية، يمكن للمهندسين تحديد سبب تعطُّل نظام أو تطبيق ما وإصلاحه قبل أن يؤدي إلى فترة تعطُّل كبيرة.
يُتيح تحليل السجلات لمهندسي عمليات التطوير تكوين فهم أعمق لسلوك المستخدمين، ويساعدهم على تحديد فرص تحسين أداء الأنظمة والتطبيقات. في حالة موقع تجارة إلكترونية شهير مثلًا، يمكن لتحليل السجلات إظهار الميزات التي يتفاعل معها المستخدمون أكثر، وتلك التي لا تحظى بالاهتمام الكافي، ما قد يوفر رؤًى حول سلوك العملاء ويؤدي إلى تغييرات في تصميم الموقع.
تعتمد فرق عمليات التطوير الحديثة على برامج تحليل السجلات من أجل تعزيز قابلية الملاحظة، ما يساعدها على فهم كيفية عمل الأنظمة والتطبيقات بشكل أفضل. من خلال مقاييس مثل الاستخدام، وحركة المرور على الويب، وعمليات تسجيل الدخول وغيرها، يُظهر تحليل السجلات لفريق عمليات التطوير نقاط القوة في التعليمات البرمجية وأماكن التحسين الممكنة. كما يساعد على تحديد الفرص لتطوير ميزات وقدرات جديدة. عادةً يتم تزويد منصات عمليات التطوير الحديثة بأدوات تحليل سجلات تجمع البيانات من مصادر متعددة وتستخدِم تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لاكتشاف الأنماط التي تساعد على تحديد المشكلات.
يؤدي تحليل السجلات دورًا حاسمًا في مجال الأمن الإلكتروني وحماية الأنظمة والتطبيقات والأفراد من التهديدات الإلكترونية. يعزِّز ذلك من قدرة فرق الأمن الإلكتروني على مراقبة الأنظمة والتطبيقات التي تقع تحت مسؤوليتها، من خلال توفير سجلات تفصيلية لعمليات تسجيل الدخول وسلوك المستخدمين قد تتضمن دلائل على حدوث هجوم. يمكن لأدوات تحليل السجلات المتقدمة في مجال الأمن الإلكتروني أتمتة اكتشاف الأنشطة المشبوهة، وتنبيه مديري تكنولوجيا المعلومات عند حدوث نوع معيّن من السلوك.
إن الرؤية الواضحة لا تساعد فرق تشغيل تكنولوجيا المعلومات في منع الهجمات الإلكترونية فحسب، بل تُسهم أيضًا في دعم العمليات اليومية التي تضمن عمل أنظمة وتطبيقات المؤسسة كما هو مخطط لها. تعتمد فرق عمليات تكنولوجيا المعلومات (ITOps) على أدوات فعَّالة لتحليل السجلات للوصول إلى كميات كبيرة من البيانات ومراقبتها وتحديد مشكلات الأداء. يساعد تحليل السجلات على توحيد النهج الاستراتيجي للفريق، ما يمنح رؤية شاملة حول كيفية عمل الأنظمة والتطبيقات عبر المؤسسة بأكملها.
يمكن تسريع عملية تحديد الحوادث الهجينة باستخدام التحليلات التشغيلية في زمن شبه حقيقي.
حقِّق نتائج تُحدِث تحولًا في أعمالك من خلال حلول التحليلات السحابية التي تُتيح لك تحليل البيانات بسهولة وبناء نماذج تعلم آلي.
اكتشِف قدرات جديدة وعزِّز مرونة أعمالك من خلال خدمات الاستشارات السحابية من IBM.