التنبؤ بالأحمال هو عملية توقع كمية الطاقة الكهربائية التي ستكون مطلوبة في وقت معين وكيف سيؤثر هذا الطلب في شبكة المرافق. ويستخدم لضمان توفر طاقة كافية لتلبية احتياجات الاستهلاك مع تجنب الهدر وعدم الكفاءة.
يعد التنبؤ بأحمال الكهرباء عاملاً أساسيًا في التخطيط التشغيلي لأنظمة الطاقة، وهو ضروري لتجنب انقطاع التيار الكهربائي. يمكن أن تتراوح توقعات التنبؤ بالأحمال بين القصيرة الأجل (ساعات أو أيام مقبلة) والطويلة الأجل (شهور أو سنوات مقبلة). وتؤثر دقة هذه التوقعات بشكل مباشر في تكلفة نظام الطاقة بأكمله وجدارته بالثقة. كما أن التنبؤ بالأحمال هو أحد مكونات التنبؤ الأوسع بالطاقة التي تشمل توقعات تتعلق بتوافر الوقود مثل النفط والغاز وأسعاره، فضلاً عن مصادر الطاقة المتجددة .
يضمن التنبؤ بالأحمال الدقيق توفر إمدادات كهربائية كافية لتلبية الطلب في أي وقت، ومن ثَمَّ الحفاظ على توازن شبكة الكهرباء واستقرارها. وتأتي هذه الموثوقية مصحوبة بزيادة الكفاءة وتوفير التكاليف. كما يتيح التنبؤ بالأحمال للمرافق إدارة مواردها بشكل أفضل من خلال برامج الاستجابة للطلب التي تغير الاستخدام عن طريق تحفيز المستهلكين على تقليل استهلاكهم للكهرباء خلال أوقات الاستخدام المرتفع. ويمكن أن يساعد هذا النوع من التنبؤ بالطلب المرافق على تجنب التكاليف الإضافية المرتبطة بإنتاج كمية كبيرة جدًا أو قليلة جدًا من الطاقة الكهربائية.
يمكن أيضًا استخدام بيانات التنبؤ بالأحمال في قرارات التخطيط الإستراتيجي مثل توسيع السعة وتطوير البنية التحتية وجدولة الصيانة. على سبيل المثال، يمكن أن تسلط هذه البيانات الضوء على الموقع الأمثل لمحطات الطاقة أو خطوط النقل الجديدة، ما يضمن تلبية الطلب المستقبلي. وفي أسواق الكهرباء غير الخاضعة للتنظيم، يمكن أن تساعد بيانات التنبؤ بالأحمال أيضًا المشاركين في السوق على وضع إستراتيجيات مزايدة مستنيرة وإدارة عقود الطاقة وتخفيف حدة المخاطر.
هناك عدة طرق مستخدمة في التنبؤ بالأحمال، كل منها يحلل بيانات الأحمال القديمة والمدخلات الأخرى ذات الصلة لوضع تنبؤات لأطر زمنية مختلفة.
تغطي هذه التنبؤات فترة تصل إلى أسبوع وتعتمد بشكل كبير على تنبؤات الطقس وبيانات الأحمال الحديثة. يعد التنبؤ بالأحمال قصير الأجل، بما في ذلك التنبؤات لليوم التالي، مهمًا بشكل خاص لإدارة شبكة الكهرباء في الوقت الفعلي، حيث يتيح لمشغلي النظام اتخاذ قرارات فورية بشأن كمية الطاقة التي يجب توليدها ومكان توجيهها. وتعد الدقة أمرًا بالغ الأهمية في هذا السياق، حيث إن حتى الأخطاء الصغيرة في التنبؤ يمكن أن تؤدي إلى إهدار الطاقة أو تحميل خطوط الكهرباء فوق طاقتها.
تتراوح هذه التنبؤات من أسبوع إلى سنة وتستخدم لجدولة الصيانة وإدارة احتياطي الوقود. وتأخذ في الحسبان التغيرات الموسمية في استهلاك الكهرباء بالإضافة إلى حالات الانقطاع المخطط لها.
تغطي هذه التنبؤات عادةً فترة تزيد على سنة وتأخذ في الحسبان عوامل مثل التغيرات الديموغرافية والنمو الاقتصادي وتأثيرات سياسة الطاقة. ويركز التنبؤ بالأحمال طويل الأجل على تخطيط النظام وتحسينه، ما يساعد مرافق الخدمات العامة على اتخاذ قرارات بشأن أماكن الاستثمار في قدرات توليد الطاقة الجديدة وكيفية تحقيق التوازن بين مصادر الطاقة المختلفة، مثل الطاقة المتجددة والوقود الأحفوري التقليدي.
تبدأ طرق التنبؤ بالأحمال بجمع بيانات الأحمال القديمة. وهذا يشمل البيانات من العديد من العوامل التي يمكن أن تؤثر في استخدام الكهرباء، بما في ذلك بيانات الطقس (درجة الحرارة والرطوبة وسرعة الرياح) والوقت من اليوم والمتغيرات التقويمية (الفصول والأعياد وأيام الأسبوع مقابل عطلة نهاية الأسبوع) والعوامل الديموغرافية (الكثافة السكانية والنشاط الاقتصادي). يأخذ التنبؤ بالأحمال كل هذه المجموعات من البيانات في الحسبان لإنشاء صورة شاملة للطلب على الطاقة.
بمجرد جمع البيانات، يُطور نموذج للتنبؤ. تتضمن بعض الأمثلة على النماذج المستخدمة للتنبؤ بالأحمال ما يلي:
يُدرّب نموذج التنبؤ باستخدام جزء من البيانات القديمة ويُختبر للتحقق من صحته. وتُستخدم مقاييس الأداء مثل خطأ النسبة المئوية المطلقة المتوسطة (MAPE) لتقييم دقة التنبؤات.
بمجرد التحقق من صحة النموذج وضبطه، يمكنه إنشاء تنبؤات بالأحمال المستقبلية. ويمكن بعد ذلك استخدام هذه التنبؤات في التخطيط التشغيلي وإدارة الطاقة وأنشطة صنع القرار الأخرى. هذه عملية مستمرة وقابلة للتكيف: مع توفر بيانات جديدة، تتطلب النماذج عادةً تحديثات أو إعادة تدريب للحفاظ على دقتها.
يمكن أن يكون التنبؤ بالأحمال مفيدًا، ولكن له حدوده. إحدى المشكلات الرئيسية هي التعقيد المتزايد لشبكة الكهرباء التي تشمل الآن موارد الطاقة الموزعة (DER) مثل الألواح الشمسية والمركبات الكهربائية. وقد يكون من الصعب التنبؤ بهذه الموارد ودمجها في نماذج التنبؤ بالأحمال، ما يتطلب منهجيات وسمات إدخال جديدة.
وثمة تحدٍ آخر يتمثل في الحاجة إلى تنبؤات جوية دقيقة، حيث يمكن أن تؤثر الظروف الجوية بشكل كبير في الطلب على الطاقة. وقد ساعدت عمليات تحسين تقنية التنبؤ بالطقس في معالجة هذه المشكلة، ولكن لا يزال هناك مجال للتحسين.
من خلال تمكين عمليات أكثر كفاءة ومرونة وذكاء لنظام الطاقة، يعد التنبؤ بالأحمال أداة استدامة مهمة. ويمكن أن يسهم في الاستدامة بعدة طرق:
يعد التنبؤ بالأحمال الدقيق ضروريًا لدمج مصادر الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية في الشبكة. وهذه المصادر متقطعة، ما يعني أن إنتاجها يعتمد على الظروف الجوية والوقت من اليوم. فمن خلال التنبؤ الدقيق بالطلب على الكهرباء، يمكن للمرافق العامة التخطيط بشكل أفضل للتقلبات وتحقيق أقصى استفادة. ويمكن أن يساعد ذلك على تقليل إجمالي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري عن طريق تقليل الاعتماد على توليد الطاقة من الوقود الأحفوري.
تسمح التنبؤات الدقيقة لشركات الكهرباء بتشغيل أنظمة التوزيع الخاصة بها بشكل أكثر كفاءة، بناءً على الحمل اليومي أو الساعي، ما يقلل من هدر الطاقة ويحسن إمدادات الطاقة الإجمالية. على سبيل المثال، يمكن للشركات استخدام هذه المعلومات لجدولة الصيانة أو فترات التوقف الأخرى في أوقات انخفاض الطلب.
تحفز هذه البرامج الناس على تقليل استهلاكهم للطاقة خلال أوقات الذروة أو تغييره، ما يساعد على تحقيق التوازن بين العرض والطلب من دون الحاجة إلى توفير مصادر توليد إضافية قد تكون أقل استدامة.
يعد التنبؤ بالأحمال الدقيق أمرًا بالغ الأهمية لشبكات أكثر ذكاءً ومرونة وأنظمة الطاقة المستقبلية. وسيتيح إستراتيجيات إدارة شبكات أكثر تطورًا يمكنها استيعاب موارد الطاقة الموزعة والمركبات الكهربائية والتقنيات الجديدة الأخرى.
أدى التقدم التقني، لا سيما في مجال التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي، إلى تحسين قدرات التنبؤ بالأحمال بشكل كبير. ويمكن لهذه التقنيات التعامل مع مجموعات البيانات الكبيرة والتعلم من الأنماط القديمة والتكيف مع الاتجاهات الجديدة، ما يحسن دقة التنبؤ بشكل عام.
التطبيق العملي لحلول الاستدامة باستخدام حلول الطاقة ومرافق الخدمات من IBM.
استخدم خدمات استشارات الاستدامة من IBM لتصبح شركة أكثر مسؤولية وربحية.
تحسين عمليات مرافق الخدمات لديك باستخدام حلول IBM المتقدمة.