ذكاء المواقع الجغرافية هو طريقة الحصول على رؤًى من البيانات الجغرافية المكانية. تساعد هذه الرؤى على تحديد الأنماط وإجراء التنبؤات وتوفير فهم في الوقت الفعلي للأسئلة الخاصة بالمواقع الجغرافية.
غالبًا ما يتم تمثيل ذكاء المواقع الجغرافية بصريًا من خلال الخرائط والرسوم البيانية والإحصاءات والخرائط التخطيطية. السياق المكاني الإضافي الذي توفِّره هذه العروض المصورة لبيانات ذكاء المواقع الجغرافية يمكن أن يساعد الشركات والأفراد والحكومات على الإجابة عن أسئلة مثل:
ذكاء الأعمال (BI) هو برنامج يعمل على استيعاب البيانات وعرضها بطريقة سهلة الاستخدام لمساعدة الشركات في الحصول على رؤًى قابلة للتنفيذ واتخاذ قرارات أفضل. يُتيح ذلك للمؤسسات طرح الأسئلة بلغة بسيطة والحصول على إجابات مفهومة تتعلق بالإنتاج وسلاسل التوريد والعملاء وتوجهات السوق.
تتصل أدوات ذكاء الأعمال بمجموعة واسعة من البيانات، سواء أكانت تاريخية أم حالية، من مصادر خارجية أم داخلية. قد تكون بعض هذه البيانات بيانات جغرافية مكانية يتم استخدامها للحصول على رؤى ذكاء المواقع الجغرافية والإجابة عن أسئلة "أين؟". غالبًا ما يكون برنامج ذكاء المواقع الجغرافية الذي يستخدم التحليل المكاني امتدادًا لقدرات الخرائط في ذكاء الأعمال الحالي أو مدمجًا معها.
تَصِف البيانات الجغرافية المكانية الكائنات أو الأحداث أو السمات الأخرى على سطح الأرض أو بالقرب منه في نقطة زمنية معينة أو خلال فترة محددة. كي نكون أكثر تحديدًا، تجمع البيانات الجغرافية المكانية بين معلومات الموقع (الإحداثيات) والمعلومات الوصفية (خصائص الكائن أو الحدث أو الظاهرة) مع المعلومات الزمنية (الوقت أو الفترة المتعلقة بوجود الموقع والسمات). على سبيل المثال، كلما بحث شخص ما على هاتفه الذكي عن "مكان لتناول الغداء بالقرب مني"، فإنه يعتمد على البيانات الجغرافية المكانية للحصول على الإجابة.
تُعَد مجموعات البيانات الجغرافية المكانية كبيرة الحجم، وقد تتضمن معلومات ديموغرافية من التعدادات السكانية، بالإضافة إلى مصادر البيانات التكنولوجية مثل الأقمار الصناعية، وLiDAR، الهواتف المحمولة وغير ذلك. تحتوي مجموعات البيانات الجغرافية المكانية على نوعين رئيسيين من البيانات: المتجهة (Vector) والنقطية (Raster). تتكون البيانات النقطية من شبكات أو خلايا من وحدات البكسل، حيث ترتبط بكل خلية معلومات مكانية، مثل الارتفاع أو درجة الحرارة. البيانات المتجهة تمثِّل عنصرًا جغرافيًا مكانيًا من خلال إحداثياته x وy.
تأتي بيانات ذكاء المواقع الجغرافية من عدة تقنيات، مثل الأقمار الصناعية والطائرات دون طيار وLiDAR وأجهزة الاستشعار المدعومة بإنترنت الأشياء (IoT). في الواقع، أدَّت الزيادة الكبيرة في عدد الأجهزة الذكية المدعومة بإنترنت الأشياء في السنوات الأخيرة إلى توليد كمية هائلة من البيانات الجغرافية ذات الصلة، والتي يمكن استخدامها في منصات ذكاء المواقع الجغرافية. بدأ تنفيذ تكامل الذكاء الاصطناعي ونماذج الأساس القابلة للتوسع -نماذج التعلم الآلي المدرّبة على مجموعات بيانات واسعة- للمساعدة على تحليل هذا الحجم الكبير من البيانات.
ومع ذلك، تقع أنظمة المعلومات الجغرافية (GIS) في صميم أدوات ذكاء المواقع الجغرافية. وهي أنظمة كمبيوتر تعمل على التقاط البيانات الجغرافية المكانية وتخزينها وتحليلها وتصويرها وإدارتها. باستخدام أنظمة المعلومات الجغرافية (GIS)، يمكن للمستخدمين إنشاء استفسارات تفاعلية، وتحليل المعلومات المكانية، وتحرير البيانات، ودمج الخرائط، وعرض النتائج. من دون تقنية أنظمة المعلومات الجغرافية (GIS)، يسهل إغفال مجموعات البيانات الجغرافية المكانية وما تحمله من رؤًى بسبب حجمها وتعقيدها. تعرض أنظمة المعلومات الجغرافية (GIS) هذه البيانات في صيغ سهلة الفهم تُظهر أنماطًا يمكن التعرُّف عليها.
تستخدم المؤسسات في مختلف القطاعات الخرائط ولوحات المعلومات والتطبيقات والتحليلات المدعومة بأنظمة المعلومات الجغرافية (GIS)؛ لتحسين إدارة الموارد وإدارة الأصول وتقييم الأثر البيئي وإدارة سلاسل التوريد وغيرها من الأنشطة. تُعَد Esri شركة رائدة في تطوير برمجيات أنظمة المعلومات الجغرافية (GIS)، وهي المسؤولة عن ابتكار العديد من الأساليب والتقنيات المستخدمة اليوم، مثل ArcGIS.
بعض من أبرز التحديات الحرجة التي يواجهها العالم اليوم ترتبط بذكاء المواقع الجغرافية، مثل آثار تغيّر المناخ والنزاعات الجيوسياسية والأوبئة العالمية وغيرها. وتُعَد الرؤى القائمة على الموقع والمستخلصة من البيانات الجغرافية المكانية ضرورية لفهم هذه التحديات والتعامل معها بشكل أفضل.
من منظور الأعمال، يمكن لذكاء المواقع الجغرافية أن يوفر ميزة تنافسية من خلال ثلاث فوائد رئيسية:
يمكن لتحليل بيانات الموقع أن يوفر فهمًا أعمق للعمليات والأفراد والنتائج، ما يساعد على توجيه استراتيجية الأعمال بشكل أفضل.
يمكن جمع بيانات الموقع وتحديثها في الوقت الفعلي، ما يمكِّن صنّاع القرار في مجال الأعمال من الحصول على أحدث المعلومات.
يوفر الجمع بين بيانات الموقع وبيانات الأعمال التقليدية رؤية شاملة للعمليات. ويمكن أن يساعد هذا على تحليل المعلومات ومعالجة مشكلات انعزال البيانات.
يتم استخدام بيانات الموقع في مختلف القطاعات، مثل الرعاية الصحية والعقارات والخدمات المالية والزراعة والمرافق العامة. وفيما يلي بعض حالات الاستخدام في العالم الحقيقي:
هناك العديد من حالات استخدام ذكاء المواقع الجغرافية في إدارة سلسلة التوريد (SCM). على سبيل المثال، تحسين مسارات النقل وتوزيع القوى العاملة. باستخدام بيانات الموقع، يمكن للشركات تحسين أساطيلها وزيادة كفاءة السائقين. بالإضافة إلى ذلك، يمكن لتحسين الشبكات واختيار المواقع أن يساعد تجار التجزئة على تحديد أماكن بناء مستودعات جديدة قريبة من العملاء، ما يقلل من أوقات تسليم الطلبات.
عند دمج تحليلات المواقع الجغرافية مع برمجيات إدارة علاقات العملاء (CRM)، يمكنها المساعدة على اكتشاف أنماط سلوك المستهلكين لتحسين الحملات التسويقية واستراتيجية التجزئة وتجربة العملاء. على سبيل المثال، يمكن للمتخصصين في التسويق تعديل الأسعار والرسائل بناءً على موقع العميل.
يمكن لتقييم بيانات المناخ والرؤى المتعلقة بنمو الغطاء النباتي باستخدام ذكاء المواقع الجغرافية مساعدة شركات المرافق على منع تعطُّل العمليات الناتج عن تلف الأصول والبنية التحتية. يمكن لهذه البيانات نفسها أيضًا المساعدة على تحديد أنماط استهلاك الطاقة، ما يدعم التنبؤ بالطاقة ويُسهِم في اتخاذ قرارات استباقية لتجنُّب الانقطاعات.
يُتيح تحليل البيانات المكانية في الوقت الفعلي تمكين النقل الذكي في المدن. ويستخدم ذكاء المواقع الجغرافية بيانات المرور لتحسين انسياب الحركة وتخفيف الازدحام وتقليل الانبعاثات. كما يدعم ذكاء المواقع الجغرافية التطبيقات التي تعرض تحديثات وصول وسائل النقل العامة في الوقت الفعلي وأوقات انقطاع الصيانة.
هناك العديد من حالات استخدام ذكاء المواقع الجغرافية في مجال الزراعة الذكية. على سبيل المثال، يمكن دمج بيانات الرطوبة من أجهزة استشعار حالة التربة مع بيانات الطقس لتقديم توصيات للري الذكي وتعزيز الاستخدام الفعَّال للمياه. يمكن لبيانات الموقع المستمدة من أجهزة الاستشعار المرفقة بالماشية تتبُّع نشاطها، ما يوفر رؤًى حول سلوكها واستخدام الأراضي.
يُتيح ذكاء المواقع الجغرافية مراقبة الأحوال الجوية الشديدة والفيضانات وجودة الهواء. على سبيل المثال، يستخدم خبراء الأرصاد الجوية ذكاء المواقع الجغرافية لتحديد مسار الأعاصير التي تتجه نحو منطقة معينة. وبالمثل، يمكنه أن يساعد فرق الاستجابة للطوارئ على التنبؤ بدقة بمسار حرائق الغابات وتتبُّع امتدادها باستخدام بيانات الأقمار الصناعية والتعدادات وبيانات الرياح.
يمكن للشركات في هذا القطاع استخدام ذكاء المواقع الجغرافية لتخطيط الشبكات وتصميمها، وتحديد الحدود، واكتشاف أسواق عملاء جديدة. على سبيل المثال، يمكنهم تجنُّب الأخطاء المكلِّفة مثل تركيب أبراج الهواتف المحمولة في مواقع غير مناسبة، وتحديد مواقع أقرب للعملاء ضمن منطقة الخدمة بدلًا من ذلك.
يمكن مراقبة وتحليل العوامل المرتبطة بتغيُّر المناخ، مثل انبعاثات الكربون وحالة الشعاب المرجانية ودرجات حرارة البحار والمستويات السطحية والغابات وغيرها، باستخدام ذكاء المواقع الجغرافية. تُتيح تقنية أنظمة المعلومات الجغرافية (GIS) تصوُّر المخاطر وتوجيه اتخاذ القرارات المتعلقة بتخفيف آثار تغيُّر المناخ. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للقدرة على تحديد الظروف الجوية والمخاطر المناخية وغيرها من العوامل المرتبطة بالموقع أن تساعد مطوري الطاقة المتجددة على اختيار أفضل المواقع للبنية التحتية مثل توربينات الرياح والألواح الشمسية.
إنشاء أنظمة تدفق البيانات الذكية وإدارتها من خلال واجهة رسومية سهلة الاستخدام، ما يسهِّل تكامل البيانات بسلاسة عبر البيئات الهجينة ومتعددة السحابة.
اكتشف IBM Databand، وهو برنامج متخصص في مراقبة مسارات البيانات. يجمع البيانات الوصفية تلقائيًا لبناء خطوط أساسية تاريخية، واكتشاف حالات الخلل، وإنشاء عمليات سير عمل لمعالجة مشكلات جودة البيانات.
أنشئ مسارات بيانات مرنة وعالية الأداء ومحسَّنة من حيث التكلفة لمبادرات الذكاء الاصطناعي التوليدي، والتحليلات في الوقت الفعلي، وتحديث مستودعات البيانات، وتلبية احتياجات التشغيل باستخدام حلول تكامل البيانات من IBM.