يقدم وسطاء الرسائل نمطين أساسيين لتوزيع الرسائل أو أنماط المراسلة:

المراسلة من نقطة إلى نقطة: هذا هو نمط التوزيع المستخدم في قوائم انتظار الرسائل مع وجود علاقة أحادية بين مرسل الرسالة ومستقبلها. تُرسل كل رسالة في قائمة الانتظار إلى مستلم واحد فقط ويتم استهلاكها مرة واحدة فقط. يتم استدعاء المراسلة من نقطة إلى نقطة عندما يجب التصرف بناءً على رسالة مرة واحدة فقط. وتتضمن أمثلة حالات الاستخدام المناسبة لأسلوب المراسلة هذا كشوف المرتبات ومعالجة المعاملات المالية. يحتاج كل من المرسلين والمستقبلين في هذه الأنظمة، إلى ضمان إرسال كل دفعة مرة واحدة ومرة واحدة فقط.

مراسلة النشر/الاشتراك: في هذا النمط من توزيع الرسائل، والذي يشار إليه غالبًا بـ "pub/sub"، يقوم منتج كل رسالة بنشرها إلى موضوع ما، ويقوم مستهلكو الرسائل المتعددة بالاشتراك في المواضيع التي يريدون تلقي الرسائل منها. يتم توزيع جميع الرسائل المنشورة لموضوع ما على جميع التطبيقات المشتركة فيه. هذه طريقة توزيع على غرار البث، حيث توجد علاقة واحد إلى متعدد بين ناشر الرسالة ومستهلكيها. على سبيل المثال، إذا قامت إحدى شركات الطيران بنشر تحديثات حول أوقات الهبوط أو حالة التأخير في رحلاتها، فيمكن لأطراف متعددة الاستفادة من المعلومات: الطواقم الأرضية التي تقوم بصيانة الطائرة وإعادة التزود بالوقود، ومناولي الأمتعة، والمضيفين والطيارين الذين يستعدون للرحلة التالية للطائرة، ومشغلي شاشات العرض المرئية التي تُخبر الجمهور. سيكون أسلوب المراسلة "pub/sub" مناسبًا للاستخدام في هذا السيناريو.

تم تصميم التطبيقات السحابية الأصلية للاستفادة من الفوائد الكامنة في الحوسبة السحابية، بما في ذلك المرونة وقابلية التوسع والنشر السريع. تتكون هذه التطبيقات من مكونات صغيرة ومنفصلة وقابلة لإعادة الاستخدام تسمى الخدمات المصغرة. يتم نشر كل خدمة مصغرة ويمكن تشغيلها بشكل مستقل عن الخدمات الأخرى. ويعني هذا أنه يمكن تحديث أي منها أو تحجيمها أو إعادة تشغيلها دون التأثير على الخدمات الأخرى في النظام. وغالبًا ما يتم تعبئتها في حاويات، وتعمل الخدمات المصغرة معًا لتكوين تطبيق كامل، على الرغم من أن لكل منها مجموعتها الخاصة، بما في ذلك قاعدة بيانات ونموذج بيانات قد يكون مختلفًا عن غيره.

يجب أن يكون لدى الخدمات المصغرة وسيلة للتواصل مع بعضها البعض من أجل العمل بشكل متناسق. ويمثل وسطاء الرسائل إحدى الآليات التي يستخدمونها لإنشاء هذا النظام الأساسي من الاتصالات المشتركة.

غالبًا ما يتم استخدام وسطاء الرسائل لإدارة الاتصالات بين الأنظمة المحلية والمكونات السحابية في البيئات السحابية الهجينة. ويوفر استخدام وسيط الرسائل تحكمًا متزايدًا في الاتصالات بين الخدمات، ما يضمن إرسال البيانات بأمان وموثوقية وكفاءة بين مكونات التطبيق. ويُمكن لوسطاء الرسائل أداء نفس الدور في دمج البيئات متعددة الأوساط السحابية ، ما يتيح الاتصال بين أحمال التشغيل وأوقات التشغيل الموجودة على منصات مختلفة. كما أنها مناسبة تمامًا للاستخدام في الحوسبة بدون خادم، حيث تعمل الخدمات الفردية المستضافة على السحابة عند الطلب على أساس كل طلب.

تستخدم واجهات برمجة تطبيقات نقل الحالة التمثيلية (REST) بشكل شائع للاتصالات بين الخدمات المصغرة. ويحدد مصطلح نقل الحالة التمثيلية (REST) مجموعة من المبادئ والقيود التي يمكن للمطورين اتباعها عند إنشاء خدمات الويب. وستتمكن أي خدمات تلتزم بها من التواصل عبر مجموعة من المشغلين والطلبات المشتركة الموحدة عديمة الحالة. تشير واجهة برمجة التطبيقات (API) إلى الكود الأساسي الذي، إذا كان يتوافق مع قواعد نقل الحالة التمثيلية (REST)، فإنه يسمح للخدمات بالتحدث مع بعضها البعض.

تستخدم واجهات برمجة تطبيقات نقل الحالة التمثيلية (REST) بروتوكول نقل النص التشعبي (HTTP) للاتصال. ونظرًا لأن نقل النص التشعبي (HTTP) هو بروتوكول النقل القياسي للإنترنت العام، فإن واجهات برمجة تطبيقات نقل الحالة التمثيلية (REST) معروفة على نطاق واسع ومستخدمة بشكل متكرر وقابلة للتشغيل البيني على نطاق واسع. نقل النص التشعبي (HTTP) هو بروتوكول طلب/استجابة، ومع ذلك، فمن الأفضل استخدامه في المواقف التي تحتاج إلى طلبًا/ردًا متزامنًا. وهذا يعني أن الخدمات التي تقدم الطلبات عبر واجهات برمجة تطبيقات نقل الحالة التمثيلية (REST) يجب أن تكون مصممة لتوقع استجابة فورية. إذا كان العميل الذي يتلقى الاستجابة معطلاً، سيتم حظر خدمة الإرسال أثناء انتظار الرد. يجب تضمين منطق تجاوز الفشل ومعالجة الأخطاء في كلتا الخدمتين.

يمكّن وسطاء الرسائل الاتصالات غير المتزامنة بين الخدمات بحيث لا تحتاج الخدمة المرسلة إلى انتظار رد الخدمة المستقبلة. وهذا يحسن من تحمل الأخطاء والمرونة في الأنظمة التي يتم استخدامها فيها. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام وسطاء الرسائل يجعل من السهل توسيع نطاق الأنظمة لأن نمط المراسلة "النشر/الاشتراك" يمكن أن يدعم بسهولة تغيير أعداد الخدمات. يقوم وسطاء الرسائل أيضًا بتتبع حالات المستهلكين.

وفي حين أنه يمكن لوسطاء الرسائل دعم نمطين أو أكثر من أنماط المراسلة، بما في ذلك قوائم انتظار الرسائل pub/sub، فإن منصات بث الأحداث لا تقدم إلا أنماط توزيع بأسلوب pub/sub. ومنصات بث الأحداث المصممة للاستخدام مع أحجام كبيرة من الرسائل قابلة للتوسع بسرعة. فهي قادرة على تنظيم تدفقات السجلات في فئات تسمى الموضوعات وتخزينها لمدة زمنية محددة مسبقًا. لكن على عكس وسطاء الرسائل، لا تستطيع منصات بث الأحداث ضمان تسليم الرسائل أو تتبع المستهلكين الذين تلقوا الرسائل.

توفر منصات بث الأحداث قابلية توسع أكبر من وسطاء الرسائل ولكن ميزات أقل تضمن التسامح مع الخطأ (مثل إعادة إرسال الرسائل)، بالإضافة إلى إمكانات محدودة لتوجيه الرسائل ووضعها في قائمة الانتظار.

تعرف على المزيد عن البنية القائمة على الأحداث.

ناقل خدمة المؤسسة (ESB) هو نمط بُنيوي يستخدم أحيانًا في البنية الموجهة نحو الخدمة (SOAs) التي يتم تنفيذها عبر المؤسسات. في ناقل خدمة المؤسسة (ESB)، تجمع منصة برمجية مركزية بروتوكولات الاتصال وتنسيقات البيانات في "لغة مشتركة" يمكن لجميع الخدمات والتطبيقات في البنية مشاركتها. قد تقوم، على سبيل المثال، بترجمة الطلبات التي تتلقاها من بروتوكول واحد (مثل XML) إلى بروتوكول آخر (مثل JSON). تحوِّل ناقلات خدمة المؤسسة (ESB) حمولات الرسائل الخاصة بها باستخدام عملية مؤتمتة. تتعامل منصة البرامج المركزية أيضا مع منطق التنسيق الآخر، مثل الاتصال والتوجيه ومعالجة الطلبات.

ومع ذلك، فإن البنى التحتية لناقلات خدمة المؤسسة (ESB) معقدة، وقد يكون من الصعب دمجها وصيانتها مكلفة. من الصعب استكشاف الأخطاء وإصلاحها عند حدوث مشكلات في بيئات الإنتاج، وليس من السهل توسيع نطاقها، والتحديث ممل.

يُعد وسطاء الرسائل هم البديل "الخفيف" لناقلات خدمة المؤسسة (ESB) حيث تؤدي نفس الوظيفة وهي—آلية للاتصالات بين الخدمات—بشكل أكثر بساطة وبتكلفة أقل. وهي مناسبة تمامًا للاستخدام في بنيات الخدمات المصغرة التي أصبحت أكثر انتشارًا حيث تراجع انتشار ناقلات خدمة المؤسسة (ESB).

يمكن لتنفيذ وسطاء الرسائل تلبية مجموعة واسعة من احتياجات العمل في الصناعات وضمن بيئات حوسبة المؤسسات المتنوعة. فخي مفيدة في أي وقت ومكان يتم فيه طلب اتصال موثوق بين التطبيقات وتسليم رسائل مضمون.

غالبا ما يتم توظيف وسطاء الرسائل بالطرق التالية:

• المعاملات المالية ومعالجة المدفوعات: من المهم التأكد من إرسال المدفوعات مرة واحدة ومرة واحدة فقط. يوفر استخدام وسيط الرسائل للتعامل مع بيانات هذه المعاملات ضمانًا بعدم فقدان معلومات الدفع أو تكرارها عن طريق الخطأ، ويوفر إثباتًا للاستلام، ويسمح للأنظمة بالتواصل بشكل موثوق حتى في حالة تعطل الشبكات الوسيطة.
  
  
• معالجة طلبات التجارة الإلكترونية وتنفيذها: إذا كنت تمارس عملاً تجاريًا عبر الإنترنت، فإن قوة سمعة علامتك التجارية تعتمد على موثوقية موقعك الإلكتروني ومنصة التجارة الإلكترونية. إن قدرة وسطاء الرسائل على تعزيز القدرة على تحمل الأخطاء وضمان استهلاك الرسائل مرة واحدة ومرة واحدة فقط تجعلها خيارًا طبيعيًا للاستخدام عند معالجة الطلبات عبر الإنترنت.
  
  
• حماية البيانات الحساسة للغاية أثناء السكون وأثناء النقل: إذا كان مجال عملك خاضعًا للوائح تنظيمية شديدة أو إذا كان عملك يواجه مخاطر أمنية كبيرة، فاختر حلاً للمراسلة مزودًا بإمكانيات التشفير من طرف إلى آخر.