ما المقصود بإعادة تصميم عمليات الأعمال (BPR)؟

إعادة تصميم عمليات الأعمال هو نهج إداري إستراتيجي يركز على إعادة النظر بشكل أساسي في عمليات الأعمال الأساسية وإعادة تصميمها لتحقيق تحسينات كبيرة في الأداء والكفاءة.

تركز إعادة تصميم عمليات الأعمال على تحسين العمليات من بدايتها حتى نهايتها وإزالة التكرارات. من خلال الفحص النقدي لعمليات الأعمال وإعادة تصميمها، تعمل إعادة تصميم عمليات الأعمال على تحسين الكفاءة والفعالية والأداء. يمكن أن تؤثر عمليات التحسين هذه في جوانب العمل المختلفة بما في ذلك التكلفة والإنتاج والخدمة والسرعة والجودة. لا تُعد إعادة تصميم عمليات الأعمال مشروعًا لمرة واحدة فقط، ولكنه رحلة مستمرة من الابتكار والتحسين. يجب على المؤسسات تقييم عملياتها وتحسينها باستمرار للتكيف مع بيئات العمل المتغيرة والحفاظ على الميزة التنافسية.

يشمل تنفيذ إعادة تصميم عمليات الأعمال المؤسسات على مختلف أحجامها ومجالاتها. ويتمثل الغرض من ذلك في تبسيط مهام سير العمل وإلغاء الخطوات غير الضرورية وتحسين استخدام الموارد من أجل تعزيز الكفاءة والفعالية. تتضمن إعادة تصميم عمليات الأعمال تغييرات جذرية تتحدى المعايير والأساليب الحالية في المؤسسات. ولا ينبغي الخلط بينها وبين إدارة عمليات الأعمال (BPM) أو تحسين عمليات الأعمال (BPI)، والتي تبدأ بتغيير أكثر تدرجًا.

لتنفيذ إعادة تصميم عمليات الأعمال، تحلل الشركات أولاً العمليات لتحديد الثغرات وفرص التحسين. تعمل تقنيات مثل عملية التعدينالمدعومة بالذكاء الاصطناعي على تحليل أنظمة المعلومات لاكتساب معارف. يساعد هذا التقييم على توجيه صناعة القرار المتعلق بكيفية تنفيذ العمل، بما في ذلك النظر في تعهيد عمليات الأعمال (BPO) وإعادة تحديد أدوار الأطراف الخارجية. تهدف إعادة تصميم عمليات الأعمال إلى إعادة تشكيل كيفية إدارة العمل بشكل أساسي. استخدام تكنولوجيا المعلومات من أجل الأتمتة والتكامل لتحسين مهام سير العمل، والتخلص من المهام التي لا تضيف قيمة، وإعادة هيكلة العمليات الحالية أو استبدالها.

يتطلب التنفيذ الناجح لإعادة تصميم عمليات الأعمال قيادة قوية وإدارة تغيير فعالة والتزامًا بالتحسين المستمر. يجب على القادة دعم مبادرة إعادة تصميم عمليات الأعمال وتوفير الموارد والدعم والتوجيه اللازمين لتحقيق التغيير الهادف. كما يجب على المؤسسات أن تستثمر في إستراتيجيات إدارة التغيير للتخفيف من حدة المقاومة وضمان مشاركة الموظفين ودعمهم طوال العملية.

ظهرت إعادة تصميم عمليات الأعمال في أوائل التسعينيات كنهج إداري يهدف إلى إعادة تصميم عمليات الأعمال بشكل جذري لتحقيق تحول الأعمال.

اكتسبت منهجية إعادة تصميم عمليات الأعمال شهرة مع نشر كتاب "Reengineering the Corporation" للكاتبين Michael Hammer وJames Champy في عام 1993. وغالبًا ما ينسب الفضل إلى Hammer، وهو أستاذ ومؤسس نظريات في مجال الإدارة، بصفته إحدى الشخصيات المؤسسة لمنهجية إعادة تصميم عمليات الأعمال. كما أسهم كتاب "Process Innovation"، الذي ألفه Thomas Davenport ونُشر في العام نفسه، في منهجية إعادة تصميم عمليات الأعمال. شدد Davenport على أهمية الابتكار في نموذج العمليات والنهج المنظم لتحديد فرص تحسين عمليات الأعمال.

وكان من أوائل المتبنين لمنهجية إعادة تصميم عمليات الأعمال شركة Ford Motor التي نفذت مبادرات إعادة التصميم في التسعينيات لتبسيط عمليات التصنيع لديها وتحسين قدرتها التنافسية. وبفضل إعادة تنظيم مهام سير العمل وتقليل طبقات الإدارة واستخدام التقنيات، حققت Ford وفورات كبيرة في التكاليف وعززت الكفاءة التشغيلية بشكل ملحوظ.

عندما أثارت منهجية إعادة تصميم عمليات الأعمال الاهتمام في عالم الأعمال في التسعينيات، وُجهت لها أيضًا انتقادات. يمكن أن يتجاهل تركيزها على القوى العاملة البسيطة العوامل البشرية التي تشارك في التغيير المؤسسي. وأدى ارتباطها باتجاهات تخفيض العمالة والاستعانة بمصادر خارجية، التي لم تكن تحظى بشعبية في ذلك الوقت، إلى جذب الانتباه السلبي لأساليب هذه المنهجية. وعلى الرغم من الانتقادات، واصلت منهجية إعادة تصميم عمليات الأعمال تطورها، حيث تضمنت أساليب وتقنيات جديدة مرتبطة بالتحول الرقمي بهدف تعزيز الإصلاح وتحسين عمليات الأعمال. وفي الوقت الحالي، لا تزال منهجية إعادة تصميم عمليات الأعمال نهجًا مهمًا ومؤثرًا في تعزيز الابتكار والأداء المؤسسي.

يُعد استخدام منهجية إعادة تصميم عمليات الأعمال قرارًا إستراتيجيًا بالنسبة إلى المؤسسات التي تسعى إلى إحداث تغيير جذري وتحسين الأداء التشغيلي. تتضمن بعض الأسباب التي قد تدفع المؤسسات إلى استخدام منهجية إعادة تصميم عمليات الأعمال ما يلي:

• استياء الموظفين مع ارتفاع معدل استقالة الموظفين
• زيادة التكاليف التشغيلية بسبب هدر الوقت والموارد
• قصور التقنيات التي تجعل العمليات الحالية غير فعالة أو قديمة
  
• انعدام كفاءة العمليات مع تكرار الخطوات والتأخيرات
• النمو المؤسسي و العمليات الحالية التي لا تتماشى مع النطاق الجديد
• سوء جودة المنتجات أو الخدمات التي تفشل باستمرار في تلبية معايير المجال أو احتياجات العملاء وتوقعاتهم
• استياء العملاء الذين يقدمون شكاوى ويطلبون استرداد الأموال

فيما يلي الخطوات الشائعة لعملية إعادة التصميم التي تستخدمها المؤسسات لإجراء تحسينات كبيرة في الأداء والكفاءة والقدرة التنافسية:

تتيح إعادة تصميم عمليات الأعمال للمؤسسات الفرصة لتحقيق تحسينات كبيرة في الأداء والقدرة التنافسية والربحية. تشمل المزايا المحتملة ما يلي:

الميزة التنافسية: من خلال إجراء تحسينات كبيرة في الكفاءة وإدارة الجودة ورضا العملاء، يمكن أن تحقق إعادة تصميم عمليات الأعمال للمؤسسات ميزة تنافسية مستدامة في المجال. ونظرًا إلى أن إعادة تصميم عمليات الأعمال تؤدي إلى تحسينات كبيرة في الكفاءة والجودة ورضا العملاء، فإنها تحقق للمؤسسات ميزة تنافسية مستدامة في المجال.

تحسين الجودة: الهدف من إعادة تصميم عمليات الأعمال هو تحسين جودة المنتجات والخدمات من خلال إعادة تصميم العمليات للتخلص من الأخطاء والعيوب. ومن خلال توحيد العمليات وتطبيق أفضل الممارسات ودمج فحوصات الجودة، يمكن للمؤسسات تقديم نتائج عالية الجودة للعملاء، ما يؤدي إلى زيادة الرضا والولاء.

تسريع الطرح في السوق: تساعد إعادة تصميم عمليات الأعمال المؤسسات على تسريع الوقت اللازم لطرح المنتجات والخدمات الجديدة في السوق من خلال تبسيط عمليات تطوير المنتجات والتصنيع والتسليم. ومن خلال تقليل أوقات الدورات وتعزيز المرونة، يمكن للمؤسسات الاستجابة بسرعة أكبر لطلبات السوق.

تحسين رضا العملاء: تركز إعادة تصميم عمليات الأعمال على تقديم قيمة للعملاء من خلال إعادة تصميم العمليات مع مراعاة احتياجاتهم. ومن خلال تحسين تقديم الخدمات وزيادة الاستجابة والجودة، يمكن للمؤسسات تعزيز ولاء العملاء والقدرة على الاحتفاظ بهم.

تعزيز الكفاءة: تركز إعادة تصميم عمليات الأعمال على إعادة تصميم العمليات بشكل جذري، ما يؤدي إلى تبسيط مهام سير العمل وتقليل زمن الدورات وتحسين استخدام الموارد. ومن خلال التخلص من المهام الروتينية والأنشطة التي لا تضيف قيمة، يمكن للمؤسسات تحقيق المزيد باستخدام موارد أقل، ما يؤدي إلى تعزيز الكفاءة.

خفض التكاليف: يمكن أن يؤدي تقليل الخطوات غير الضرورية وأتمتة المهام اليدوية وتحسين تخصيص الموارد إلى خفض التكاليف التشغيلية وتحقيق وفورات كبيرة للمؤسسات.

المواءمة الإستراتيجية: تمكّن إعادة تصميم عمليات الأعمال المؤسسات من مواءمة عملياتها مع الأهداف الإستراتيجية وأهداف العمل. ومن خلال إعادة النظر في كيفية إنجاز العمل والتركيز على الأنشطة التي تضيف القيمة الأكبر، يمكن للمؤسسات ضمان تخصيص الموارد بفعالية لدعم أولوياتها الإستراتيجية.