تتبع الأصول هو ممارسة مراقبة موقع الأصول المادية للمؤسسة لزيادة الكفاءة إلى أقصى حد وتقليل الخسارة. تشمل الأصول المادية كلَّ شيءٍ بدءًا من مركبات التوصيل وأجهزة كمبيوتر الموظفين المحمولة وصولًا إلى الآلات الثقيلة.
يُعَدّ تتبُّع الأصول جزءًا من إدارة الأصول الثابتة، وهي عملية تتبُّع جميع الأصول المادية وصيانتها، بالإضافة إلى إدارة أصول تكنولوجيا المعلومات (ITAM)، وهي المنهج الشامل لتتبُّع أصول تكنولوجيا المعلومات وإدارتها من البداية إلى النهاية. وتُدار الأصول الرقمية من خلال عملية مستقلة تُعرَف باسم إدارة الأصول الرقمية.
تشمل الممارسة الأشمل لإدارة الأصول وضع استراتيجيات الصيانة؛ أي الكيفية التي تُقلِّل بها الشركات فترات تعطّل المعدات، وتحافظ بها على تكاليف الصيانة تحت السيطرة، وتُسهم في ضمان تشغيل مصانعها بأقصى طاقتها أو بالقرب منها.
يستفيد تتبُّع الأصول الحديث من كلٍّ من الأجهزة والبرمجيات لتتبُّع حركة الأصول وتلقّي بيانات مواقعها في الوقت الفعلي. وتتضمّن مكوِّنات الأجهزة تقنيات التتبُّع مثل الرموز الشريطية (Barcodes)، ورموز الاستجابة السريعة (QR codes)، وتقنية التعرّف باستخدام الترددات اللاسلكية (RFID). أما البرمجيات فعادةً ما تتمثّل في أنظمة وبرامج متخصِّصة في تتبُّع الأصول.
يُعدّ تتبّع الأصول المعتمد على هذه التقنيات عاملًا بالغ الأهمية لتحسين إدارة المخزون واكتشاف مجالات رفع الكفاءة في أماكن العمل والمصانع التي تزداد اعتمادًا على الرقمنة اليوم. وعلى مستوى المستهلكين، فإن أي شخص استخدم ماسحًا للرموز الشريطية (الباركود) في ممر الدفع الذاتي في متجر بقالة يكون قد تفاعل فعليًا مع نظام لتتبّع الأصول.
تتطلّب الأصول الثابتة، مثل الخوادم وشاحنات النقل، استثمارات رأسمالية كبيرة، وقد تشكّل جزءًا كبيرًا من صافي قيمة الشركة. إضافةً إلى ذلك، تمتلك العديد من المؤسسات أصولًا مادية أكثر مما تدركه في الواقع. فالمصاعد في مبنى الشركة، على سبيل المثال، تُعدّ من الأصول المادية.
وكلما أدارت الشركة أصولها بصورة أفضل وأكثر كفاءة، زادت قدرتها على تعزيز قيمة تلك الاستثمارات مع توسّع أعمالها. ويمثّل تتبّع الأصول الخطوة الأولى للكشف عن الأصول التي تُضيف قيمة، وتلك التي لا تفعل ذلك.
يُسهِم تتبّع الأصول الفعّال في تبسيط مهام فرق الإدارة والصيانة من خلال توفير سجلات دقيقة ومفصّلة لمعلومات الأصول. وبهذه الطريقة، لا يضيّع الموظفون ساعات عملهم في البحث عن أصول مفقودة قد تكون موجودة بالفعل في الموقع، أو في شراء أصول جديدة لها مثيلات غير مُستغلّة.
أظهرت دراسة حديثة أن تحسين الرؤية الشاملة للأصول على مستوى المؤسسة يمكن أن يزيد إنتاجية أعمال الصيانة بنسبة 28%، ويُقلّل تكاليف صيانة المخزون وإصلاحه بنسبة 18%.
وتشمل فوائد تتبّع الأصول أيضًا الحدّ من الفقدان والسرقة، وتحسين سلامة تحريك وتشغيل الآلات الخطرة، وضمان بقاء البضائع القابلة للتلف في ظروف تشغيل وتخزين مثالية.
تستعين حلول تتبّع الأصول غالبًا بالتقنيات التالية للحصول على بيانات الأصول في الوقت الفعلي:
تُعَدّ الرموز الشريطية هي المعيار الأكثر شيوعًا لتتبّع الأصول. وتجسّد ملصقات الرموز الشريطية البيانات في صورة خطوط متوازية تختلف في العرض والمسافات والأطوال. وتُثبَّت هذه الملصقات على الأصول المادية، لا سيّما كبيرة الحجم منها، لتمنح كل أصلٍ معرّفًا فريدًا.
تتوافر العديد من تطبيقات أندرويد وiOS، إلى جانب أجهزة محمولة مزوَّدة ببرامج لمسح الرموز الشريطية، مما يجعل هذه التقنية خيارًا قابلًا للتوسّع، منخفض التكلفة، وموثوقًا للاستخدام على نطاق واسع. وتُعَدّ رموز الاستجابة السريعة (QR Codes) الجيل ثنائي الأبعاد من الرموز الشريطية. ويمكن مسحها من أي زاوية، كما أنها قادرة على احتواء قدرٍ أكبر من المعلومات مقارنة بالرموز الشريطية التقليدية.
شبكة LPWAN هي شبكة اتصالات لاسلكية تدعم الاتصال بعيد المدى مع استهلاك منخفض للطاقة، وهو ما يُعَد أبرز مزاياها. في الواقع، يمكن لكفاءة استهلاك الطاقة في تقنية LPWAN أن تسهم في إطالة عمر بطارية أجهزة إنترنت الأشياء (IOT).
في حين تعمل شبكة WAN لاسلكية على ربط الأفراد والمؤسسات، تتولى شبكة LPWAN ربط أجهزة إنترنت الأشياء (IOT) بالبيانات القادمة من مستشعراتها. وباستخدام شبكة LPWAN مع الأجهزة الداعمة لإنترنت الأشياء (IOT)، يمكن للمؤسسات تتبّع الأصول ومراقبتها سواء كانت داخلية أم خارجية.
تُعرَف أيضًا بشرائح RFID، وتقوم وسوم RFID بتخزين بيانات الأصل وبثّ موقعه باستخدام الموجات اللاسلكية. وتتمتّع هذه الوسوم بمجموعة واسعة من الاستخدامات؛ إذ قد تلجأ المؤسسات إلى استخدامها لتتبّع مخزون المستودعات.
كما تُستخدَم أيضًا في ماسحات بوابات تحصيل رسوم الطرق السريعة، وفي سباقات الدراجات لتسجيل أوقات الانطلاق والوصول، وكذلك لتتبّع حركة المواشي. ولا تحتاج هذه الوسوم إلى مسح مباشر كما هو الحال مع الرموز الشريطية أو رموز الاستجابة السريعة، لذا يمكن قراءة الشريحة حتى عندما تكون غير مرئية.
ترسل أجهزة تتبّع الأصول المعتمدة على BLE إشارات دورية تلتقطها الأجهزة الداعمة لتقنية BLE مثل الهواتف الذكية. يوجد نوعان رئيسيان من تقنيات BLE، لكلٍ منهما حالة استخدام مختلفة: تُعَد منارات BLE الأنسب للأصول الداخلية الثابتة، بينما تعمل وسوم BLE بكفاءة مع الأصول الصغيرة غير الثابتة.
تتميّز تقنية BLE بعمر بطارية أطول، وتكاليف أقل، ودقة أعلى في تحديد المواقع مقارنةً ببعض تقنيات تتبّع الأصول الأخرى. ولهذه الأسباب، وجدت قطاعات مثل الرعاية الصحية والتصنيع فيها قيمة كبيرة. ومع ذلك، تبقى أجهزة BLE الأنسب لحالات نقل البيانات قصيرة المدى فقط.
تنقل أجهزة تتبّع الأصول المعتمدة على نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) البيانات عبر الأقمار الصناعية والشبكات الخلوية لتحديد مواقع الأصول وتتبعها. تتسم أنظمة تتبّع الأصول باستخدام نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) بدرجة عالية من الدقة، ويمكنها تتبّع الأصول حول العالم، فضلًا عن توفيرها عدة خيارات للاتصال.
كما تتيح هذه الأنظمة إعداد حدود جغرافية افتراضية (Geofences)، بحيث تتلقّى المؤسسات إشعارات عند خروج أحد الأصول من النطاق المحدَّد. تُعَد أجهزة تتبّع الأصول المعتمدة على نظام تحديد الموقع العالمي (GPS) عنصرًا محوريًا في إدارة الأساطيل؛ إذ يستخدم مديرو الأساطيل أنظمة تتبّع الأصول بنظام (GPS) للحصول على رؤية مباشرة وفي الوقت الفعلي لحركة مركباتهم على الطرق.
ما زالت بعض المؤسسات تستخدم دفاتر ورقية، أو جداول بيانات Excel، أو أدوات تخطيط الموارد المؤسسية (ERP) لتتبّع الأصول. لكن إدخال البيانات يدويًا معرّض للأخطاء البشرية، كما أنه وسيلة بطيئة لمتابعة أعداد كبيرة من الأصول، مثل أساطيل المركبات.
يمكن لبرامج تتبّع الأصول وحلول إدارة الأصول أن توفّر طريقة موثوقة لتتبّع الأصول الثابتة، من خلال مزايا مثل تتبّع الموقع، ومعالجة أوامر العمل، وسجلات التتبّع والتدقيق. العديد من حلول إدارة الأصول اليوم قائمة على السحابة، وتوفّر تكاملًا مع تطبيقات الأجهزة المحمولة، بحيث يستطيع الموظفون الوصول إلى البيانات واتخاذ القرارات عبر الهاتف الذكي أو الجهاز اللوحي على مدار الساعة.
بالنسبة للمؤسسات الكبرى، توفّر أنظمة إدارة الأصول المؤسسية (EAM) منصة مركزية لإدارة الأصول تُستخدَم لتتبّع جميع الأصول الثابتة وإدارتها. يمكن لأنظمة إدارة الأصول المؤسسية (EAM) دمج بيانات الأصول من مختلف مراحل دورة حياة الأصل: بدءًا من الاستحواذ، مرورًا بالتشغيل والصيانة والاستهلاك، ووصولًا إلى التجديد أو الاستبدال.
تُشغِّل بعض أنظمة إدارة الأصول المؤسسية (EAM) مزيجًا من الذكاء الاصطناعي (AI) ومهام سير العمل الذكية والمساعدة البشرية عن بُعد، وذلك بهدف أتمتة وتسريع العمليات وتحقيق مستويات أعلى من الكفاءة ضمن عملية إدارة الأصول الثابتة.