تعطي مراكز البيانات الخضراء الأولوية للتصميمات المدمجة والفعَّالة لتقليل المساحة المادية الإجمالية المطلوبة للبناء. ولا يحافظ هذا النهج لتصميم مركز البيانات على الموارد فحسب، بل يساعد أيضًا على تقليل البصمة البيئية للمنشأة.

تختار مراكز البيانات الخضراء المواد والممارسات منخفضة الانبعاثات التي تساعد على ضمان أن عملية البناء نفسها تقلِّل من إطلاق المواد الضارة في البيئة. خلال مرحلة البناء وطوال فترة التشغيل، تعتمد مراكز البيانات الخضراء على عناصر بنية تحتية موفِّرة للطاقة. بدءًا من أنظمة الإضاءة ووصولًا إلى آلات البناء، يبذل الممارسون جهودًا لتقليل استهلاك الطاقة وتعزيز الاستدامة.

وتنفِّذ مراكز البيانات الخضراء أيضًا استراتيجيات لتقليل نفايات البناء، مع التركيز على إعادة تدوير المواد وإدارة العناصر المهمَلة بشكل مسؤول.

تؤدي أنظمة التبريد الفعّالة دورًا مهمًا في مواجهة تحديات استهلاك الطاقة داخل مراكز البيانات. غالبًا ما تعتمد المرافق التقليدية على أنظمة تكييف الهواء لتبريد الخوادم ومنع ارتفاع درجة الحرارة. ومع ذلك، يمكن أن تكون هذه الأنظمة كثيفة الاستهلاك للطاقة، ما يساهم بشكل كبير في الاستخدام العام للطاقة. يساعد تطبيق تقنيات التبريد المتقدمة، مثل التبريد السائل أو التبريد الدقيق، على تحسين كفاءة الطاقة من خلال تحسين التحكم في درجة الحرارة وتقليل عبء العمل على أجهزة تكييف الهواء التقليدية.

في عملية تبريد الهواء، يتم تدوير الهواء البارد حول الجهاز لامتصاص الحرارة. ويُعد تبريد الهواء طريقة تقليدية وفعَّالة من حيث التكلفة ومناسبة لمراكز البيانات الصغيرة ولكنها قد تواجه صعوبة في تحمُّل الأحمال الحرارية عالية الكثافة. 

يَستخدِم التبريد السائل سائلًا (غالبًا الماء) لنقل الحرارة وتبديدها. يوفِّر التبريد السائل كفاءة أكبر في التعامل مع الحرارة عالية الكثافة، ما يوفِّر تحكمًا دقيقًا في درجة الحرارة ويقلِّل من استهلاك الطاقة. ومع ذلك، فإنه يتطلب بنية تحتية وصيانة متخصصة.

يتضمن أحد الأساليب المبتكرة لتعزيز استدامة مراكز البيانات استخدام الحرارة المهدرة للحصول على فوائد إضافية للطاقة. فبدلًا من التعامل مع الحرارة المهدرة كعائق، تستغل مراكز البيانات هذه الحرارة في تطبيقات مفيدة.

تتمثل إحدى الطرق في توليد الطاقة المشترك، المعروف أيضًا بالحرارة والطاقة المدمجة (CHP)، حيث تُلتقط الحرارة المهدرة وتُستخدَم لتوليد كهرباء إضافية أو لتوفير الحرارة لعمليات أخرى. وهذا يحسِّن من كفاءة الطاقة الإجمالية ويزيد من فائدة الطاقة المولَّدة داخل مركز البيانات^.2

يمكن أن تساعد استراتيجيات احتواء الممر الساخن والممر البارد أيضًا على تسهيل تبريد أكثر كفاءة في مراكز البيانات. تتضمن هذه الاستراتيجيات تنظيم رفوف الخادم لتحسين تدفق الهواء وتقليل اختلاط الهواء الساخن والبارد. في إعداد احتواء الممر الساخن، تواجه رفوف الخادم بعضها، مع توجيه هواء العادم الساخن إلى ممر مغلق. 

يتضمن احتواء الممر البارد ترتيب رفوف الخوادم بحيث تواجه فتحات سحب الهواء البارد بعضها ، ما يؤدي إلى إنشاء ممر بارد مغلق. يساعد احتواء الممر البارد على تحسين كفاءة التبريد، وتقليل الحمل على أنظمة التبريد، وضمان توزيع أكثر انتظامًا وتوقعًا لدرجات الحرارة. ويساهم هذا في توفير الطاقة بشكل عام في عمليات مركز البيانات.³

تُتيح المحاكاة الافتراضية تشغيل عدة خوادم افتراضية على خادم فعلي واحد، ما يؤدي إلى دمج أعباء العمل وتحسين استخدام الموارد. من خلال زيادة استخدام الأجهزة الحالية، تقلِّل المحاكاة الافتراضية من عدد الخوادم الفعلية المطلوبة، ما يؤدي إلى استهلاك أقل للطاقة وبنية تحتية أكثر كفاءة لمركز البيانات.

تركِّز مراكز البيانات الخضراء على الحوسبة المسؤولة، أو تحسين أعباء العمل واستخدام الموارد. يساعد هذا التركيز على تقليل أو القضاء على المساحة المهدرة ويمكِّن المؤسسات من استخدام موارد البنية التحتية بشكل أكثر كفاءة في استخدام الطاقة.

يُعَد دمج مصادر الطاقة المتجددة في إمدادات الطاقة لمراكز البيانات خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف الاستدامة وتقليل التأثير البيئي لهذه المرافق. ومن خلال التحول من مصادر الطاقة التقليدية، مثل الوقود الأحفوري الذي تنبعث منه الغازات المسببة للاحتباس الحراري عند حرقه، إلى مصادر متجددة مثل الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح أو الطاقة الكهرومائية، يمكن لمراكز البيانات تقليل اعتمادها على الطاقة غير المتجددة.

يتماشى هذا التحول مع الجهود الأوسع لمكافحة تغيُّر المناخ ويعزِّز مزيجًا من الطاقة أنظف وأكثر استدامة. ويُعَد الحد من انبعاثات الكربون وتقليل البصمة الكربونية من الأهداف الأساسية في السعي إلى عمليات مركز بيانات أكثر استدامة.

تركِّز مراكز البيانات المستدامة على إعادة استخدام معدات تكنولوجيا المعلومات وتحسينها كجزء من ممارساتها الصديقة للبيئة. فبدلًا من التخلص من الأجهزة واستبدالها، تعمل هذه المراكز على إطالة عمر معدات تكنولوجيا المعلومات من خلال الترقيات والتجديدات والصيانة الفعَّالة. 

تركِّز مراكز البيانات المستدامة بشدة على ممارسات إعادة التدوير المسؤولة.⁴ عندما تصل الأجهزة إلى نهاية عمرها التشغيلي، تسمح إعادة التدوير المسؤولة بالتخلص السليم من المواد الخطرة، واستعادة المكونات القابلة لإعادة الاستخدام لتنفيذ مبادرات إعادة التدوير.

تشمل إدارة البنية التحتية لمراكز البيانات العديد من هذه المبادرات. توفِّر إدارة البنية التحتية لمراكز البيانات منصة مركزية لمراقبة وإدارة الجوانب المختلفة للبنية التحتية لمراكز البيانات، بما في ذلك توزيع الطاقة وأنظمة التبريد وأصول تكنولوجيا المعلومات.

تراقب أدوات إدارة البنية التحتية لمراكز البيانات استهلاك الطاقة من خلال التتبُّع والتحليل المستمرين لاستخدام الطاقة داخل مركز البيانات. ومن خلال استخدام أدوات المراقبة المتقدمة، يمكن لمشغلي مراكز البيانات اكتساب رؤى حول توزيع واستخدام الطاقة عبر المكونات المختلفة، بما في ذلك الخوادم وأنظمة التبريد والإضاءة. وتُتيح هذه الرؤية في الوقت الفعلي التحديد الاستباقي لأوجه القصور وتنفيذ استراتيجيات التحسين.