تم النشر بتاريخ: 19 يونيو 2024
المساهمون: Alexandra Jonker، وTom Krantz
علم الأرصاد الجوية هو دراسة الغلاف الجوي والظواهر الجوية وتأثيرها في الطقس. وهو فرع من علوم الغلاف الجوي إلى جانب فيزياء الغلاف الجوي وكيمياء الغلاف الجوي وعلم الطيران وعلم المناخ.
تميل الأرصاد الجوية إلى التركيز على الطبقة الدنيا من الغلاف الجوي للأرض، والمعروفة باسم طبقة التروبوسفير، حيث تقع معظم أحداث الطقس. وتمتد تطبيقاتها عبر مختلف الصناعات، بما في ذلك الطاقة والمرافق والنفط والغاز والزراعة والطيران والبناء.
يُطلق على العلماء في مجال الأرصاد الجوية خبراء الأرصاد الجوية. ولا يقتصر عمل خبراء الأرصاد الجوية على مراقبة الطقس والتنبؤ به فحسب، بل يدرسون أيضًا التوجهات المناخية طويلة الأجل وتأثيرها في السكان. ومع ذلك، فإن الجزء الأكبر من الأبحاث المتعلقة بالمناخ تندرج ضمن مجال علم المناخ.
حاولت الحضارات الأولى مراقبة الطقس والتنبؤ به وحتى التأثير فيه. وغالبًا ما يُنسَب إلى الفيلسوف اليوناني أرسطو الفضل في كونه مؤسس علم الأرصاد الجوية. ومصطلح الأرصاد الجوية باللغة الإنجليزية (meteorology) مشتق من الكلمة اليونانية "meteoron"، والتي تعني "أي ظاهرة تحدث في السماء".كتب أرسطو أول دراسة رئيسية حول الغلاف الجوي بعنوان Meteorologica حوالي عام 350 قبل الميلاد، وظلت هذه الدراسة مرجعًا رئيسيًا في هذا المجال لما يقرب من 2,000 عام.
خلال القرن السابع عشر، شهدت الأرصاد الجوية ثورة علمية عندما طبَّق الفيلسوف وعالم الرياضيات الفرنسي رينيه ديكارت منهجه العلمي على هذا الموضوع. وعلى الرغم من أن نظريات ديكارت كانت تعتمد بشكل كبير على الاستنتاج؛ نظرًا لافتقار الأدوات الدقيقة الخاصة بالأرصاد الجوية، إلا أن هذه النظريات أسست علم الأرصاد الجوية كفرع معترف به من فروع الفيزياء.
مثَّل اختراع البارومتر (مقياس الضغط الجوي) والترمومتر (مقياس الحرارة) في القرن الثامن عشر نقطة تحول كبيرة في علم الأرصاد الجوية. حيث أتاحت هذه الأجهزة للخبراء قياس متغيِّرَين مهمَّين في الغلاف الجوي: الضغط الجوي ودرجة الحرارة. خلال هذا الوقت، طوَّر الخبراء أيضًا نماذج رياضية لتحسين دقة التنبؤات الجوية.
بحلول القرن التاسع عشر، أتاحت الابتكارات، مثل التلغراف، لخبراء الأرصاد الجوية تبادل المعلومات باستخدام شفرة مورس، ما أدى إلى تطوير أول خرائط حديثة للطقس. وقد قدَّمت هذه الخرائط عرضًا واسع النطاق لأنماط الطقس العالمية وأتاحت إجراء تنبؤات أكثر دقة بشأن الطقس.
في القرن العشرين، أدت التطورات في فيزياء الغلاف الجوي إلى تأسيس التنبؤات الجوية العددية الحديثة. اكتشف خبراء الأرصاد الجوية النرويجيون مفهوم الكتل الهوائية والجبهات، وهي الأسس التي يعتمد عليها التنبؤ بالطقس في يومنا هذا.
خلال الحربين العالميتين، ساهم العلماء في تطوير علم الأرصاد الجوية مع تزايد اعتماد العمليات العسكرية على فهم الظروف الجوية والتنبؤ بها. حتى الرادار، الذي تم اختراعه في الأصل لتتبُّع حركة الطائرات والسفن وسرعتها، تمّت إعادة توجيهه لتتبُّع اتجاه أنماط الطقس وسرعتها.
وبحلول خمسينيات وستينيات القرن العشرين، تمكَّنت الأقمار الصناعية ونماذج الحاسوب من مراقبة الضغط الجوي على نطاق عالمي وإجراء عمليات محاكاة قائمة على البيانات، ما أدى إلى إجراء توقعات أكثر دقة للطقس. يستخدم علم الأرصاد الجوية الحديث إصدارات متقدمة من هذه التقنيات لمراقبة الطقس والتنبؤ به في الوقت الفعلي تقريبًا.
يتم اتخاذ القرارات بناءً على الطقس يوميًا. من المهم أن تتوافر لدى الأفراد والشركات الموارد اللازمة للتنبؤ بالظواهر الجوية القاسية والتخطيط لها والتفاعل معها، خاصةً في الوقت الراهن، حيث تزداد وتيرة الظواهر الجوية القاسية وشدتها.
تعتمد الشركات على توقعات الطقس لإدارة المخاطر. فصناعة الطيران، على سبيل المثال، تستخدم بيانات الطقس مثل سرعة الرياح وهطول الأمطار لتخطيط الرحلات الجوية وتتبُّعها. تأخذ المؤسسات التي لديها أساطيل من المركبات معلومات الطقس في الاعتبار للتأكد من عدم إرسال أسطولها إلى عاصفة. وتعتمد شركات مرافق الخدمات على أدوات ذكاء الموقع لإجراء توقعات الطقس مثل تقنية LiDAR لإدارة شبكات الطاقة والتنبؤ بالأحمال الكهربائية وتقليل المخاطر المحتملة لاندلاع حرائق الغابات.
يمكن لخبراء الأرصاد الجوية المساعدة على التنبؤ بالآثار الضارة للظواهر الجوية القاسية والتخفيف من حدتها. يأتي هذا في وقت بلغت فيه الأضرار الناجمة عن الكوارث الطبيعية العالمية 380 مليار دولار أمريكي من الخسائر الاقتصادية في عام 2023.1
باستخدام نماذج المناخ العالمي، يمكن لخبراء الأرصاد الجوية أيضًا تتبُّع التوجهات المناخية المستمرة مثل درجة حرارة الأرض. وفقًا لفريق العمل المعني بالإفصاحات المالية المتعلقة بالمناخ (TCFD)، فإن هذه الظروف المناخية المتغيرة لها أيضًا آثار مالية محتملة على جوانب مختلفة من البيئة والأعمال والمجتمع. ويُعَد فهم هذه المخاطر المناخية وبناء القدرة على التكيف مع المناخ أمرًا بالغ الأهمية حيث تعمل دول العالم معًا لمكافحة تغير المناخ وتحقيق صافي انبعاثات صفري.
خبراء الأرصاد الجوية هم خبراء متخصصون في دراسة الغلاف الجوي والظواهر الجوية، يمكن تصنيفهم إلى فئتين: الأرصاد الجوية البحثية، الأرصاد الجوية العملياتية.
يدرس خبراء الأرصاد الجوية ظواهر مثل تلوث الهواء والحمل الحراري والمناخ لتكوين فَهْم أفضل لكيفية تأثير ظروف الغلاف الجوي على سطح الأرض. ويجمع خبراء الأرصاد الجوية العملياتية بين تلك الأبحاث والنماذج الرياضية ومبادئ الطبيعة، مثل الديناميكا الحرارية، لتقييم الحالة الحالية والمستقبلية للغلاف الجوي.
ينتمي خبراء الأرصاد الجوية إلى منظمات مثل الجمعية الأمريكية للأرصاد الجوية (AMS) والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) وخدمة الطقس الوطنية (NWS). وتعمل هذه المجموعات على تطوير الأبحاث في مختلف فروع علم الأرصاد الجوية بما في ذلك الغلاف الجوي والمحيطات والأرصاد الهيدرولوجية، والجيولوجيا الفيزيائية.
يتعامل جزء كبير من علم الأرصاد الجوية مع ظواهر الغلاف الجوي، أو أي حدث يمكن ملاحظته يحدث داخل الغلاف الجوي. ويمكن أن تتراوح هذه الظواهر من حالة محلية من الضباب إلى رياح تجتاح الكوكب. وبالنظر إلى النطاق الهائل من الأحداث التي يمكن أن تحدث، هناك أربعة مقاييس للأرصاد الجوية تُستخدم عند الحديث عن الطقس وظواهر الغلاف الجوي: المقياس المجهري والمقياس المتوسط والمقياس العام والمقياس العالمي.
تتراوح الظواهر المجهرية في الحجم من بضعة سنتيمترات إلى بضعة كيلومترات. وهي ذات جدول زمني قصير، عادةً أقل من يوم واحد. تؤثر هذه الظواهر في مناطق جغرافية صغيرة وعلى درجات الحرارة والتضاريس في تلك المناطق. ومن الأمثلة عليها انتقال الحرارة بين التربة والغطاء النباتي، وحركة ملوثات الهواء وجودة الهواء.
تتراوح الظواهر متوسطة الحجم من بضعة كيلومترات إلى ما يقرب من 1,000 كيلومتر ويمكن أن تستمر من أقل من يوم إلى عدة أسابيع. وتتكون من ظاهرتين: مجمعات الحمل الحراري متوسطة الحجم (MCC) وأنظمة الحمل الحراري متوسطة الحجم (MCS). يتحول بخار الماء إلى هطول الأمطار ويظهر على شكل نظام سحابي منفرد ينتج عنه هطول أمطار غزيرة، يُصنَّف على أنه نظام سحابي كبير (MCC)، أو مجموعة أصغر من العواصف الرعدية، تُصنَّف على أنها (MCS).
تغطي الظواهر الجوية على المقياس العام مساحة تمتد لعدة مئات إلى آلاف الكيلومترات ويمكن أن تستمر لمدة تصل إلى 28 يومًا. وهي مكونة من نظامَي الضغط المرتفع والمنخفض. في نظام الضغط المنخفض، يتم سحب الرياح والرطوبة إلى نظام الضغط المرتفع، ويؤدي هذا إلى تسريع الحمل الحراري وينتج عنه ظروف مناخية أكثر قسوة. تتميز أنظمة الضغط المرتفع بحركة رأسية هبوطية وعادةً ما ينتج عنها طقس أكثر جفافًا وأقل عاصفة.
تُشير الظواهر العالمية إلى تدفق الرياح والحرارة والرطوبة من المناطق الاستوائية إلى القطبَين. ودوران الغلاف الجوي العالمي (GAC) هو النمط واسع النطاق الذي يوزِّع الحرارة عبر سطح الأرض. يحتوي كل نصف كرة على ثلاثة أنواع من تيارات الحمل الحراري، أو الخلايا: خلايا هادلي وخلايا فيريل والخلايا القطبية. غالبًا ما يركِّز خبراء الأرصاد الجوية على خلايا هادلي؛ لأن لها التأثير الأكبر في الدوران العام للغلاف الجوي (GAC) ويمكن أن تحدد تدفق الرياح التجارية التي تستخدمها السفن.
يعتمد خبراء الأرصاد الجوية على عدة أدوات لمساعدتهم على تقييم أنظمة الطقس وتوقعها. وتتضمن بعض أدوات الأرصاد الجوية الشائعة ما يلي:
تُعتبر موازين الحرارة أداة أساسية تُستخدم في علوم الأرض. فهي توفر قراءة رقمية بناءً على درجة حرارة الهواء المحيط، وتُحدِّد مدى "سخونة" أو "برودة" البيئة المحيطة.
البارومتر هي أداة مهمة أخرى تُستخدم لقياس ضغط الهواء. حيث تُشير الضغوط الجوية المرتفعة إلى ظروف جوية صافية، بينما قد تُشير الضغوط المنخفضة إلى عاصفة أو طقس سيئ آخر.
تُستخدم أجهزة قياس شدة الرياح لقياس حركة الرياح وسرعتها. تدفع الرياحُ المارةُ الجهازَ لتحديد سرعة الرياح، بينما يشير الدوار المنفصل إلى حركة الرياح.
يمكن دمج أدوات الأرصاد الجوية مع تقنيات مثل التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي والبيانات الكبيرة لتوفير تنبؤات أكثر دقة ورؤى أخرى قيّمة. في بعض الحالات، يمكن لهذه الحلول تحسين عمليات الأعمال بشكل جذري. وتشمل بعض الأمثلة البارزة ما يلي:
يمكن تثبيت أطباق الرادار على البالونات الجوية والطائرات والقوارب وغيرها. وهي تستخدم أجهزة استشعار لنقل موجات الراديو، والتي تجمع معلومات مثل بُعد السحابة وسرعتها واتجاهها. ينشر الرادار ثنائي الاستقطاب نبضات موجية أفقية ورأسية، ما يوفر قدرات أفضل للتنبؤ بالطقس. ويمكن أن تكون هذه الرؤى ذات قيمة عند تحليل المخاطر المناخية لتحسين تدابير السلامة في صناعة الطيران، على سبيل المثال.
تلعب الأقمار الصناعية دورًا حاسمًا في مراقبة التغيرات الجوية والتنبؤ بظواهر الطقس على النطاق العالمي. وتُعد كلٌّ من الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا) والإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) منظمتَين تديران أقمارًا صناعية بيئية تشغيلية ثابتة المدار. تجمع هذه الأقمار الصناعية بيانات جغرافية مكانية قيّمة يمكن تصورها باستخدام أنظمة المعلومات الجغرافية. وبالإضافة إلى أنماط الطقس، توفر هذه الأقمار الصناعية أيضًا قدرات الاستشعار عن بُعد لمساعدة المزارعين على إدارة المحاصيل وتحسين استخدام المياه.
في الوقت الحالي، تُعد النمذجة الحاسوبية واحدة من أكثر الطرق موثوقية ودقة لخبراء الأرصاد الجوية في التنبؤ بأنماط الطقس. تتكون نماذج الكمبيوتر من رموز وخوارزميات مختلفة، والتي تعالج مساحات كبيرة من بيانات الأرصاد الجوية وتحوِّلها إلى توقعات تُعرَف باسم نماذج الطقس. تتغير هذه النماذج وفقًا لمدخلات معينة، ما يسمح لخبراء الأرصاد الجوية بتعديل توقعاتهم حسب الحاجة. كما يمكن لمسؤولي الصحة العامة استخدام تقنيات مماثلة لتوقع الأمراض ومراقبتها.
تحسين سلامة الموظفين والعملاء من خلال التخطيط لمواجهة الطقس القاسي
استجب للأحداث الجوية القاسية قبل أن تؤثر سلبًا في عملك؛ وذلك من خلال الاستفادة من التوقعات الدقيقة القابلة للتنفيذ.
توقع الأحداث المناخية الشديدة واستجب لها باستخدام بيانات الطقس الأكثر دقة في العالم.
نماذج الطقس هي محاكاة حاسوبية للغلاف الجوي لكوكب الأرض بغرض البحث والتنبؤ بأحوال الجو والطقس.
توقع الأحمال هو عملية تقدير كمية الكهرباء التي ستكون مطلوبة في وقت معين.
البيانات الجغرافية المكانية هي بيانات مستندة إلى عنصر الزمن متعلقة بموقع محدد على سطح الأرض.
تُعَد LiDAR تقنية استشعار عن بُعد تستخدم أشعة الليزر لقياس المسافات الدقيقة والحركة في بيئة معينة.
ذكاء الموقع هو طريقة الحصول على رؤى من البيانات الجغرافية المكانية.
يشير تغير المناخ عمومًا إلى أي تحول في أنماط الطقس على كوكب الأرض على المدى الطويل.
1 "رؤية حول المناخ والكوارث" (الرابط موجود خارج موقع ibm.com)، شركة AON.