يُكلف الموظفون في مجال المشتريات، مثل كبار موظفي المشتريات (CPOs)، أو الأقسام، حسب حجم المؤسسة، بمهمة تحقيق وفورات في التكاليف والحد من المخاطر والالتزام بمعايير الامتثال وغير ذلك الكثير.

أصبح من المهم الآن أكثر من أي وقت مضى أن تستثمر المؤسسات في قيمة البيانات وأن تتبنى العالم القائم على التكنولوجيا الذي نعاصره في الوقت الحالي. يمكن أن توفر تقنية الذكاء الاصطناعي معارف تشغيلية بشأن البيانات لم تكن مرئية بطريقة أخرى، كما تضمن حصول المؤسسات على الموارد المناسبة للعمل بفعالية.

ستستمر الأدوات والتطورات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في النمو على نطاق عالمي. ويجب على الشركات التي ترغب في تحقيق نمو مستمر أن تفكر في دمج الذكاء الاصطناعي في عمليات الشراء لديها. يمكن لهذا التحول أن يعفي موظفي المشتريات من أداء المهام الروتينية، ما يمكنهم من التركيز على اتخاذ القرارات الإستراتيجية وتعزيز الابتكار. إن تقنية الذكاء الاصطناعي موجودة لتكملة القوى العاملة البشرية وتمكين الموظفين العاملين من تحقيق الأهداف التي حددتها المؤسسة.

من المهم أن ندرك أهمية الذكاء الاصطناعي ومدى تأثيره في طريقة عيش الموظفين وعملهم وأدائهم للأعمال في الوقت الحالي. ولإحداث تغيير مستدام في مجال الذكاء الاصطناعي، يجب أن تتعلم المؤسسات وتفهم ماهية الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن أن يكون له تأثير عميق في عمليات التوريد والشراء.

يعمل الذكاء الاصطناعي التوليدي على تغيير طريقة عمل مؤسسات المشتريات الحالية من خلال تسهيل العمليات على عكس أي أدوات أخرى سابقة وتغيير الطريقة التي يعمل بها قادة المشتريات.

الذكاء الاصطناعي التوليدي، وغالبًا ما يتم اختصاره إلى gen AI، هو نوع من أنواع الذكاء الاصطناعي يمكنه إنشاء محتوى أصلي، مثل النصوص أو الصور، استجابةً لطلبات المستخدمين. إن استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي سيكون له تأثير كبير في مجال المشتريات حيث إن بعض وظائفه الرئيسية تتمثل في إعداد طلبات الشراء وتحليل المستندات، مثل طلبات تقديم العروض (RFPs) والعقود.

ما يمكنه فعله

يمكن أن يسهل استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في مجال المشتريات وظائف المشتريات، مثل أتمتة المهام المتكررة وتحليل كميات هائلة من البيانات. ويمكن لهذه التقنية الجديدة إنشاء تحليل للإنفاق وتحسين التدفق النقدي وإدارة الإنفاق. كما يمكنها تلخيص المستندات وتحليل الأسعار وبيانات الإنفاق في الوقت الفعلي، ما يحقق كفاءة تشغيلية أفضل بكثير.

وأخيرًا، يمكن أن يساعد الذكاء الاصطناعي التوليدي على تسهيل التفاعلات بين فرق المشتريات والأطراف المعنية الداخلية والموردين. بفضل الذكاء الاصطناعي التوليدي، يمكن للفرق إنشاء محادثات شبيهة بالمحادثات البشرية وتزويد المستخدم بردود مخصصة مفيدة. إن مجال المشتريات جاهز للتغيير باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، ولكن ذلك سيعتمد على مدى قدرة المؤسسة واستعدادها لضبط نماذج الذكاء الاصطناعي لديها.

التغلب على التحديات

توصل تقرير حديث لمعهد IBM Institute for Business Value (IBV) إلى أن 59% من كبار موظفي المشتريات (CPOs) يعتقدون أنه من المهم تطبيق الذكاء الاصطناعي التوليدي على الإنفاق التنبؤي وتحليلات عمليات التوريد. بيد أن التحدي الأول هو إقناعهم بدعم التقنية الجديدة، وهو ما سيتطلب التوضيح لكبار موظفي المشتريات ما يمكن تحقيقه باستخدام الذكاء الاصطناعي والتحديات التي يمكنهم التغلب عليها.

ومن ناحية أخرى، يرى كبار موظفي سلاسل التوريد (CSCOs) وكبار موظفي عمليات التشغيل (COOs) أن الفرصة مواتية لتحقيق الاستدامة باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي في مجال المشتريات.

توصل تقرير معهد IBV "دليل المديرين التنفيذيين لاستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي" إلى أن 77% من كبار موظفي سلاسل التوريد وكبار موظفي عمليات التشغيل يقولون إن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكنه تحديد المخاطر الجيوسياسية والمناخية المحتملة والتوصية بإجراءات استباقية للحد من المخاطر. كما يقول ثلاثة من كل أربعة منهم إن الذكاء الاصطناعي التوليدي يتيح رؤية ومعارف واتخاذ قرارات بشكل أفضل عبر الأنظمة البنائية التي تُعد مهمة جدًا لتحقيق الاستدامة والامتثال.

ومع وجود أساس قوي للبيانات وعقل منفتح، يمكن أن يوفر الذكاء الاصطناعي التوليدي مساحة أكبر للتحسين في جميع أنحاء المؤسسة ويساعد الرؤساء التنفيذيين على تجاوز الاضطرابات والحد من المخاطر بسرعة.

التوريد الذكي هو منصة مشتريات مدعومة بالذكاء الاصطناعي ومصممة لتحليل قاعدة بيانات الموردين وإدارة البيانات القديمة. والهدف منه هو رصد اتجاهات السوق ومساعدة المؤسسة على العثور على الموردين المناسبين لتلبية احتياجات المشتريات المحددة والمساعدة على بناء علاقات أقوى مع الموردين.

الكشف عن الأخطاء يستخدم الذكاء الاصطناعي للكشف عن الخطأ تلقائيًا قبل وقوعه ويمكنه منع حدوث أعطال في سير العمل بسرعة قياسية. يمكن أن يكشف الذكاء الاصطناعي عن أشياء مثل الاحتيال ومخالفات الامتثال والمخاطر المحتملة طوال دورة حياة سلسلة التوريد.

التحليلات التنبؤية هي خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تأخذ بيانات المبيعات القديمة واتجاهات السوق وتحللها لإصدار توقعات الطلب. يمكن أيضًا أن تحلل التحليلات التنبؤية العوامل الخارجية، مثل أحوال الطقس أو المؤشرات الاقتصادية كجزء من تحليلها.

التحليل المؤتمت للعقود هي أداة مدعومة بالذكاء الاصطناعي لإدارة العقود يمكنها تحليل العقد تلقائيًا واستخراج أهم الحقائق والمعلومات منه في الوقت الفعلي. تُبلغ أداة التحليل الآلي للعقود عن المخاطر المحتملة ومشكلات عدم الامتثال قبل أن تصل إلى المستخدم.

المعالجة المؤتمتة لطلبات الشراء هي أداة مستندة إلى الذكاء الاصطناعي تستخرج المعلومات من طلبات الشراء، وهي وثيقة مهمة تضفي الطابع الرسمي على الاتفاق بين المشتري والبائع، وتؤتمت عملية الإنشاء والإدارة.

إدارة مخاطر الموردين تستخدم الذكاء الاصطناعي من خلال أتمتة وتحليل معلومات الموردين قبل ظهور المشكلات. يمكن أن تكشف عملية إدارة مخاطر الموردين باستخدام الذكاء الاصطناعي عن أنماط خفية وحالات شاذة ويمكن أن تساعد المؤسسات على الحد من المخاطر المحتملة التي يمكن أن تُبطئ عمليات الشراء.

استخراج بيانات الفواتير تشير إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في فرق الحسابات الدائنة عن طريق استخراج البيانات من الفواتير من خلال عملية مؤتمتة تجري في غضون ثوانٍ. قد تعد المؤسسات التي لا تعمل بأنظمة المصدر إلى الدفع أو غيرها من الأنظمة التقنية المتقدمة ذلك خيارًا جيدًا.