تاريخ النشر: 13 مايو 2024
المساهمون: أماندا ماكجراث، وألكسندرا جونكر
في عملية احتجاز الكربون وتخزينه، يتم احتجاز انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وعزلها قبل وصولها إلى غلاف الأرض الجوي. يهدف احتجاز الكربون وتخزينه إلى التخفيف من أزمة تغير المناخ بالحيلولة دون مساهمة كميات كبيرة من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في حدوث الاحتباس الحراري والاضطراب البيئي.
حيث تشتمل عملية احتجاز الكربون وتخزينه على تجميع ثاني أكسيد الكربون المنبعث من محطات الطاقة والعمليات الصناعية وغيرهما من المصادر، ثم نقله إلى موقع تخزين، عادةً يكون تحت الأرض، ليبقى مخزنًا هناك بشكل دائم. يُشار أحيانًا إلى احتجاز الكربون وتخزينه باسم "احتجاز الكربون واستخدامه وتخزينه"، في إشارة إلى حقيقة مفادها أن الكربون المحتجز يمكن استخدامه أحيانًا كمنتج لتسهيل عمليات صناعية أخرى.
أصبح تقليل كمية غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي أمرًا ضروريًّا لخفض وتيرة تغير المناخ. ويُعد الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة عاملًا حيويًّا لتحقيق هذا الهدف. ومع هذا، سيظل الوقود الأحفوري جزءًا من مزيج الطاقة العالمي لحين من الزمن، نظرًا لذيوع انتشاره وللتحديات التي يفرضها التبديل إلى خيارات أكثر استدامةً. كما أن احتجاز الكربون وتخزينه يتيح الاستخدام الأنظف للوقود الأحفوري بتقليل كمية ثاني أكسيد الكربون التي يطلقها الوقود الأحفوري.
وتأتي التركيزات الرئيسية لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون من مصادر كبرى، مثل: المنشآت الصناعية المنتشرة في ربوع العالم، وعمليات معالجة الغاز الطبيعي، ومصافي تكرير النفط ومحطات الطاقة، حيث تُمثل هذه المصادر أماكن مرشحة بقوة لتنفيذ مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه. ففي عام 2022، تم احتجاز وتخزين 46 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون على مستوى العالم؛ وبحلول عام 2030، من المتوقع أن تنجح هذه المشاريع في احتجاز وتخزين 254 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون سنويًّا على مستوى العالم1 ومع سعي مزيد من الدول والشركات نحو الوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية والاستثمار في استراتيجيات الطاقة النظيفة، يتزايد الاهتمام بمشاريع احتجاز الكربون وتخزينه وتقنيات احتجاز الكربون.
تمر عملية احتجاز الكربون وتخزينه بثلاث مراحل هي: احتجاز ثاني أكسيد الكربون ثم نقله ثم تخزينه.
هناك ثلاث طرق رئيسية لاحتجاز ثاني أكسيد الكربون: طريقة ما بعد احتراق الوقود، وطريقة ما قبل احتراق الوقود، وطريقة حرق الوقود بالأكسجين. ولكلٍّ منها مميزاتها وعيوبها. ويعتمد الاختيار على بعض العوامل، مثل نوع محطة الطاقة أو المنشأة الصناعية، والخصائص المحددة للوقود الأحفوري المستخدم، واعتبارات اقتصادية عامة.
بمجرد احتجاز ثاني أكسيد الكربون، يتم نقله إلى موقع التخزين. وعادةً ما يُنقل عبر أنابيب بنفس التقنية المستخدمة في نقل الغاز الطبيعي والنفط إلى مسافات طويلة. وربما تُستخدم السفن والشاحنات في عملية النقل لمسافات أقصر أو حين تكون التضاريس وعرة.
تتضمن مرحلة "تخزين الكربون"، المعروفة أيضًا باسم "عزل الكربون"، وسائل طويلة الأجل ووسائل دائمة لتخزين ثاني أكسيد الكربون ومنع إطلاقه في الغلاف الجوي. توجد عدة أنواع لتخزين الكربون:
بعد احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه يتاح أمامنا خياران: إما تركه في مواقع التخزين إلى الأبد، أو استخدامه في عمليات صناعية أخرى. وتُعد الاستفادة من الكربون المخزن في تحسين استخراج النفط من أكثر الاستخدامات شيوعًا. حيث يتم في هذه الطريقة حقن ثاني أكسيد الكربون المحتجز في حقل النفط لزيادة كمية النفط الخام التي يمكن استخراجها.
قد تؤدي طرق استخراج النفط التقليدية إلى ترك كمية كبيرة من النفط؛ إلا إن مشاريع تحسين استخراج النفط تجعل الاستخراج أكثر كفاءةً. وبما أن ثاني أكسيد الكربون يبقى في الغلاف الجوي، فإن هذه الطريقة توفر أيضًا خيار التخزين على المدى الطويل.
ثمة مزايا عديدة لعملية تحسين استخراج النفط لهذه الصناعة، علاوة على أنها تيسِّر أيضًا الاستمرار في استخدام الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة. ولهذا يُنظر إليها كجزء من استراتيجية أوسع نطاقًا للتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة والمساعدة في الحد من الانبعاثات، ولا يُنظر إليها كحل كامل.
تُستخدم طرق احتجاز الكربون الموصوفة سابقًا عادةً مع مصادر الكربون الضخمة مثل محطات الطاقة أو المنشآت الصناعية، حيث يتم فيها احتجاز انبعاثات الكربون الناجمة حديثًا قبل إطلاقها. لكنَّ هناك طرقًا أخرى لاحتجاز الكربون تساعد في معالجة انبعاثات الكربون التي انطلقت فعلاً في الغلاف الجوي. وهذا ما يُعرف باسم إزالة ثاني أكسيد الكربون. هناك طريقتان شائعتان لإزالة ثاني أكسيد الكربون:
أفادت كل من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) التابعة للأمم المتحدة، ووكالة الطاقة الدولية بأن احتجاز الكربون وتخزينه يشكل جزءًا أساسيًّا من استراتيجياتهما لتحقيق أهداف صافي الانبعاثات الصفرية على الصعيد العالمي بحلول عام 2050. وتتعامل الدول ومناطق العالم مع احتجاز الكربون وتخزينه، ولكل دولة ومنطقة طرقها الخاصة. فيما يلي بعض الأمثلة:
توجد في الولايات المتحدة نحو 10 منشآت واسعة النطاق لاحتجاز وتخزين الكربون، بما في ذلك مشروع Petra Nova في ولاية تكساس. وباعتباره أكبر مشروع لاحتجاز الكربون بعد الاحتراق في العالم، يحتجز هذا المشروع أكثر من مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون سنويًّا من محطة طاقة تعمل بالفحم، وتستخدم هذه الكمية في تحسين استخراج النفط في حقل نفط قريب. وتقدم الحكومة حوافز مالية لاحتجاز الكربون وتخزينه من خلال الائتمان الضريبي 45Q، والذي يقدم ائتمانًا ضريبيًّا لكل طن متري من ثاني أكسيد الكربون يتم احتجازه أو تخزينه.
كما تعد كندا موطنًا للعديد من المشاريع المهمة لاحتجاز الكربون وتخزينه، بما في ذلك حقل "ويبورن-ميدال"، الذي يعمل منذ عام 2000 ويخزن حوالي 2 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون سنويًا. وتدعم الحكومة الكندية احتجاز الكربون وتخزينه من خلال التمويل المخصص للبحث والتطوير، فضلًا عن اتخاذ تدابير تنظيمية تشجع استخدام الكربون المحتجز في عمليات الرمال النفطية.
وكذلك تُعد النرويج إحدى الدول الرائدة في مجال احتجاز الكربون وتخزينه. إذ يعمل حقل Sleipner في بحر الشمال على احتجاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه منذ عام 1996، ما يجعله أحد أطول مشاريع احتجاز وتخزين الكربون تشغيلًا. حيث يتم فصل ثاني أكسيد الكربون عن الغاز الطبيعي المستخرج من الحقل، ثم يتم حقنه في التكوينات الملحية تحت الأرض. وتوفر حكومة النرويج التمويل لهذه المشاريع، حيث تعتبر احتجاز الكربون وتخزينه أداة أساسية لتحقيق أهدافها المناخية.
وباعتبار الصين أكبر مُصدِّر لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم، ترى الصين أن احتجاز الكربون وتخزينه يشكل جزءًا أساسيًّا من استراتيجيتها الرامية إلى الحد من الانبعاثات. ولديها عدة مشاريع تجريبية لاحتجاز الكربون وتخزينه، كما تستثمر بشكل كبير في البحث والتطوير. ومع ذلك، لا يزال انتشار تقنية احتجاز الكربون وتخزينه على نطاق كبير في الصين مقيدًا ومحدودًا.
يدعم الاتحاد الأوروبي احتجاز الكربون وتخزينه من خلال "نظام تداول الانبعاثات" التابع له، والذي يمكن أن يجعل احتجاز الكربون وتخزينه تقنية جذابة من الناحية المالية من خلال فرض سعر على انبعاثات الكربون. ومع ذلك، كان التقدم في مجال احتجاز الكربون وتخزينه بطيئًا في أوروبا، مع وجود عدد قليل فقط من المشاريع التشغيلية.
وعلى الرغم من إمكاناتها الواعدة، تواجه تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه العديد من التحديات. فتكلفة احتجاز ثاني أكسيد الكربون ونقله وتخزينه يمكن أن تكون مرتفعة، ولا تزال تقنيات احتجاز الكربون في مراحل تطويرية متنوعة. وعلى الرغم من توقع انخفاض التكاليف مع نضوج تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه، فإنها تظل تشكل عائقًا كبيرًا أمام نشرها على نطاق أكبر. كما تتطلب عملية احتجاز الكربون وتخزينه أيضًا كمية كبيرة من الطاقة، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة الانبعاثات الإجمالية لمحطة الطاقة أو المنشأة الصناعية إذا لم تنجح إدارتها بالشكل الصحيح. وهذا ما يُعرف باسم "عقوبة الطاقة" المفروضة على احتجاز الكربون وتخزينه.
كما أن التوسع في احتجاز الكربون وتخزينه محدود ومقيد كذلك بسبب الجغرافيا، حيث لا تتوفر في جميع المناطق مواقع مناسبة لتخزين ثاني أكسيد الكربون، كما أن إمكانية إنشاء مواقع جديدة محدودة. وهناك أيضًا مخاوف بشأن الاستقرار طويل الأمد لمواقع التخزين الدائمة واحتمال حدوث تسرب منها. ورغم أن المخاطر تعتبر منخفضة، فإن أي تسرب قد يقوض فعالية احتجاز الكربون وتخزينه في الحد من الانبعاثات والتخفيف من آثار تغير المناخ. ولكن مع تطور تقنيات الطاقة وزيادة فعالية المشاريع من حيث التكلفة، من المتوقع أن يصبح احتجاز الكربون وتخزينه أسلوبًا مهمًا لإدارة انبعاثات الكربون من كبار المنتجين.
تم تصميم منتجات برامج إزالة الكربون من IBM لجمع وتوحيد بيانات الطاقة وتحسين إدارة الطاقة المحسَّنة في جميع أنحاء مؤسستك.
بسِّط عملية الإبلاغ عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري باستخدام برنامج يساعدك على حساب بيانات انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وتتبعها والإبلاغ عنها بدقة في النطاق 1 و2 و3.
بفضل توفر بيانات الانبعاثات في مكان واحد، يمكن للمؤسسة مراقبة تطور غازات الاحتباس الحراري على الصعيد العالمي وسهولة تتبع مدى تأثر مشاريع الاستدامة بهذه الظاهرة.
إزالة الكربون هي طريقة للتخفيف من آثار تغير المناخ عن طريق تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
يشير تغير المناخ إلى الاحتباس الحراري، وهو الزيادة الموثقة في درجة الحرارة العالمية لسطح الأرض منذ أواخر القرن التاسع عشر.
يُشير مصطلح الاستدامة في مجال الأعمال إلى استراتيجية الشركة وإجراءاتها للحد من الآثار البيئية والاجتماعية الضارة الناجمة عن عمليات الأعمال.
ازدادت القدرة العالمية على توليد الطاقة المتجددة بشكل أسرع من أي وقت مضى خلال الثلاثين عامًا الماضية.
فيما يلي توضيح لكيفية تمكّن المؤسسات من إعداد بياناتها لتسريع أهداف خفض الانبعاثات وبناء أساس للاستدامة.
فيما يلي كيفية مساعدة التقنيات المتطورة الناس على التكيف مع آثار تغير المناخ اليوم والاستعداد للمستقبل.
1 احتجاز الكربون. الاستخدام، والنقل، والتخزين ((محتوى الرابط موجود خارج موقع ibm.com)، وزارة الطاقة الأمريكية، يونيو 2023