ما هي القضايا البيئية؟

منظر جوي لشارع أفينيدا باوليستا في مدينة ساو باولو، البرازيل

المؤلفون

Amanda McGrath

Staff Writer

IBM Think

Alexandra Jonker

Staff Editor

IBM Think

ما هي القضايا البيئية؟

القضايا البيئية هي مجموعة التحديات والمشكلات التي تواجه كوكب الأرض وأنظمته الطبيعية. من تغير المناخ والتلوث إلى الاكتظاظ السكاني واستخدام الطاقة، تُعد هذه القضايا معقّدة ومترابطة.

ونظرًا لتأثيرها على سلامة العالم الطبيعي، يمكن أن يكون للقضايا البيئية تأثيرات كبيرة على صحة الإنسان وعافيته، فضلًا عن تأثيرها على المؤسسات والعمليات التجارية.

وتنتج القضايا البيئية عن مزيج من الأسباب الطبيعية وتأثير النشاط البشري. على الرغم من أن النظم البيئية على كوكب الأرض مهيّأة بطبيعتها لتحمّل قدر معيّن من الاضطرابات الطبيعية (مثل حرائق الغابات والفيضانات) فإن الأنشطة البشرية قد تخلق ظروفًا تجعل هذه الاضطرابات تحدث بوتيرة أعلى أو بدرجة أشدّ.

ومنذ الثورة الصناعية، أدّى حرق الوقود الأحفوري والأنشطة البشرية الأخرى إلى زيادة انبعاثات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي للأرض، مما أسهم في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري. وأدّى تغير المناخ المتزايد إلى تسريع وتيرة اضطراب البيئة وتعطيل العديد من العمليات الطبيعية الحيوية. كما تسهم ممارسات استخدام الأراضي، واستخراج الموارد الطبيعية، والتخلّص من النفايات، وغيرها من السلوكيات البشرية في تفاقم القضايا البيئية.

أحدث الأخبار التقنية، مدعومة برؤى خبراء

ابقَ على اطلاع دائم على أبرز الاتجاهات في مجالات الذكاء الاصطناعي، والأتمتة، والبيانات، وغيرها الكثير من خلال رسالة Think الإخبارية. راجع بيان الخصوصية لشركة IBM.

شكرًا لك! أنت مشترك.

سيصلك محتوى الاشتراك باللغة الإنجليزية. ستجد رابط إلغاء الاشتراك في كل رسالة إخبارية. يمكنك إدارة اشتراكاتك أو إلغاء اشتراكك من هنا. لمزيد من المعلومات، راجع بيان خصوصية IBM.

ما هي الأنواع الرئيسية للقضايا البيئية؟

تساهم كل قضية بيئية في مجموعة من التحديات المترابطة التي تواجه الأرض والإنسان معًا. وفيما يلي نظرة تفصيلية على أبرز هذه المشكلات:

  1. تغيُّر المناخ
  2. فقدان التنوع البيولوجي
  3. تلوث الهواء
  4. سلامة المحيطات
  5. تلوث المياه
  6. الزيادة السكانية
  7. استخدام الطاقة
  8. أحداث الطقس

تغيُّر المناخ

يشير تغيّر المناخ إلى التحوّلات طويلة الأمد في درجات الحرارة، وهطول الأمطار، وأنماط الطقس الأخرى، الناجمة عن الأنشطة البشرية مثل حرق الوقود الأحفوري. وقد أدّت هذه الأنشطة إلى زيادة انبعاثات غازات الدفيئة التي تعمل على احتجاز الحرارة داخل الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى ارتفاع متواصل في درجات حرارة الكوكب.

ووفقًا لوكالة NASA، فقد ارتفع متوسط درجة حرارة سطح الأرض بنحو درجة مئوية واحدة منذ أواخر القرن التاسع عشر.1 وتشمل النتائج المترتبة على ذلك: ذوبان الأنهار الجليدية، وارتفاع مستويات سطح البحر، واضطراب النظم البيئية، وزيادة تواتر الظواهر المناخية الشديدة مثل الجفاف والفيضانات وموجات الحر وحرائق الغابات.

فقدان التنوع البيولوجي

ويشير التنوع البيولوجي إلى تعدّد أشكال الحياة على الأرض، بما في ذلك الحيوانات والنباتات والكائنات الحية الدقيقة. ومن غابات الأمازون إلى سهول التندرا، يُعد التنوع البيولوجي عنصرًا أساسيًا في الحفاظ على التوازن البيئي للكوكب. يمكن أن يؤدي فقدان التنوع البيولوجي إلى انقراض الأنواع، وتعريض إمدادات الغذاء والمياه للخطر، وتقليل عملية عزل الكربون (العملية الطبيعية لإزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، وهي ضرورية للحد من تغيّر المناخ).

وتسهم الأنشطة البشرية، مثل إزالة الغابات، والتوسع الزراعي، وتغيّر استخدام الأراضي، والتلوث، في الفقدان العام للتنوع البيولوجي. كما يمكن لاستخدام المبيدات أن يضر بالأنواع غير المستهدفة ويُخلّ بالنظم البيئية. وفقًا للصندوق العالمي للأحياء البرية، فقدت الأرض 69٪ من سكانها من الأحياء البرية منذ عام 1970.2

تلوث الهواء

يشير تلوث الهواء إلى وجود مواد ضارة، مثل ثاني أكسيد الكربون والميثان وثاني أكسيد النيتروجين، في الهواء الذي يتنفسه الناس. ويمكن أن يؤثّر حرق الوقود الأحفوري، والعمليات الصناعية، ووسائل النقل، وحرائق الغابات سلبًا في جودة الهواء. وقد يؤدّي التعرّض للجسيمات الدقيقة، والأوزون القريب من سطح الأرض، وغيرها من الملوثات، إلى مشكلات تنفسية وأمراض القلب والسرطان وحالات صحية أخرى. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يتسبّب تلوث الهواء الخارجي في 4.2 ملايين حالة وفاة مبكرة سنويًا.3

سلامة المحيطات

تواجه محيطات الأرض العديد من التهديدات. فالمحيطات تمتص ما يقرب من ثلث ثاني أكسيد الكربون المنبعث إلى الغلاف الجوي؛ ومع ارتفاع الانبعاثات الكربونية العالمية، تزداد الكمية التي تمتصها المحيطات، مما يؤدي إلى تحمّضها. ويمكن لتحمّض المحيطات أن يضر بالحياة البحرية، ويعطّل النظم البيئية، ويؤثّر في الأمن الغذائي العالمي.

كما يعرّض التلوّث المحيطات للخطر؛ إذ تُقدِّر الأمم المتحدة أن 11 مليون طن متري من البلاستيك تدخل المياه سنويًا.4 وتتسبّب مياه الصرف الصحي، وانسكابات النفط، والمواد الكيميائية، وغيرها من الملوثات في الإضرار بالكائنات الحية وموائلها الطبيعية. كذلك، ومع ذوبان الأنهار الجليدية نتيجة الاحتباس الحراري، ترتفع مستويات سطح البحر، مما قد يضر بالحياة البحرية ويتسبّب في فيضانات ساحلية وتآكلٍ للشواطئ.

تلوث المياه

ولا تقتصر التحديات على المحيطات؛ فإمدادات المياه الأخرى على الأرض تواجه أيضًا تحديات. تُعدّ مياه الشرب الآمنة عنصرًا حيويًا لصحة الإنسان؛ غير أن النفايات الصناعية والمبيدات والعمليات الزراعية يمكن أن تلوّث مصادر المياه. ويمكن لوجود البكتيريا والتركيزات الكيميائية الناتجة في مياه الشرب أن يسبّب مشكلات في الجهاز الهضمي، وأمراضًا عصبية، والتهابات جلدية وغيرها.

أكثر من مليار شخص حول العالم لا يحصلون على مياه شرب نظيفة. ومع تقلّص إمدادات المياه المتاحة بفعل تغيّر المناخ وتصرفات البشر، قد يواجه ثلثا سكان العالم نقصًا في المياه بحلول عام 2025.5

الزيادة السكانية

وفقًا للأمم المتحدة، من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 9.7 مليارات نسمة بحلول عام 2050.6 ومع ازدياد عدد سكان العالم، يزداد الطلب على الموارد الطبيعية ويتصاعد تأثير الإنسان في البيئة. ومن دون تحقيق تنمية مستدامة، يمكن للزيادة السكانية المفرطة أن تؤدي إلى نقص في الغذاء والمياه واستنزاف موارد أخرى. كما يمكن أن تفاقم مشكلات مثل التخلّص من النفايات، والتلوث، وإزالة الغابات، وهي عوامل تسهم في مشكلات الصحة العامة.

استخدام الطاقة

ويمكن لاستخدام الطاقة بوجه عام أن يترك أثرًا كبيرًا في البيئة. واليوم يُعد الوقود الأحفوري المصدر الرئيسي للطاقة بالنسبة لمعظم الأفراد والشركات والصناعات. إلا أن احتراق هذا الوقود يمثّل مصدرًا رئيسيًا لانبعاثات غازات الدفيئة، وقد يسهم في مشكلات بيئية أخرى مثل الأمطار الحمضية. وقد تتيح مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية، سبلًا لخفض انبعاثات الكربون، لكنها قد تترتب عليها بدورها تأثيرات بيئية محتملة.

أحداث الطقس

وتزداد تواترًا وحدّةً الأحداثُ المناخية القاسية—مثل الأعاصير والفيضانات وحرائق الغابات والجفاف والعواصف الثلجية—بسبب تغيّر المناخ. وتشكّل هذه الأحداث تهديدًا للبيئة وللبشر على حدّ سواء، ويمكن أن تسبّب أضرارًا جسيمة للبنية التحتية والمنازل وأنماط الحياة.

يُسهم ارتفاع درجات الحرارة وارتفاع منسوب مياه البحر، إلى جانب عوامل أخرى، في تفاقم الظروف الجوية القاسية.وفقًا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، تسببت الظواهر الجوية والمناخية القاسية في مليوني حالة وفاة وفي خسائر اقتصادية بلغت 4.3 تريليون دولار أمريكي بين عامي 1970 و2021.

Mixture of Experts | 12 ديسمبر، الحلقة 85

فك تشفير الذكاء الاصطناعي: تقرير إخباري أسبوعي

انضمّ إلى نخبة من المهندسين والباحثين وقادة المنتجات وغيرهم من الخبراء وهم يقدّمون أحدث الأخبار والرؤى حول الذكاء الاصطناعي، بعيدًا عن الضجيج الإعلامي.

كيف يتعامل الأفراد والمؤسسات مع القضايا البيئية؟

يحاول الأفراد والحكومات والمنظمات والمجتمعات معالجة القضايا البيئية بطرق متعددة:

البحث والتعليم

من خلال البحث العلمي والتطوير، يتعرّف الناس بشكل أوسع على أسباب القضايا البيئية وطرق الحد من آثارها السلبية أو معالجتها. ويمكن للتقنيات الجديدة، بما في ذلك التطورات في مصادر الطاقة المتجددة والعمليات الموفِّرة للطاقة، أن تسهم في خفض انبعاثات الكربون.

ويمكن لعلم البيئة والعلوم البيئية أن يقدّما فهمًا أفضل للطرق المعقّدة التي تؤثر بها الأنشطة البشرية في كوكب الأرض. وتسهم جهود التوعية والتعليم العام في نشر المعرفة حول التأثير الضار لبعض السلوكيات والممارسات على البيئة، ويمكن أن تعزّز الاهتمام بحماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.

التعاون الدولي

تحاول الجهود الدولية المشتركة إيجاد حلول للمشكلات البيئية وتنفيذها بما يخفّف من حدتها. وتركّز منظمات البيئة والصحة والسلامة (EHS) على حماية البيئة من التلوث والتدهور. وتضطلع هذه المنظمات بدور في إجراء الأبحاث وتقديم المشورة بشأن أساليب إدارة البيئة وتدابير الحماية، بهدف الحد من التأثير السلبي للأنشطة البشرية والانبعاثات والمواد الخطرة في النظم البيئية.

وتهدف معاهدات مثل اتفاقية باريس إلى معالجة تغيّر المناخ على نطاق دولي. كما يمكن أن يسهم تبادل الموارد وأفضل الممارسات بين الدول في تعزيز فاعلية جهود حماية البيئة.

مسؤولية الشركة

وتزداد أعداد الشركات التي تتبنى سياسات للمسؤولية الاجتماعية وتأخذ التحديات البيئية في الاعتبار عند إدارة أعمالها. وتسعى هذه الشركات إلى تعزيز الاستدامة في أعمالها لتقليل أي إسهام في تغيّر البيئة. وقد تشمل جهودها خفض الانبعاثات وتقليل بصمتها الكربونية، من خلال ترشيد استهلاك المياه والطاقة، وتقليل حجم النفايات وتحسين إدارة التعامل معها.

التحلّي بالشفافية في الإبلاغ عن أثرها البيئي، من خلال استخدام أطر إعداد تقارير الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات (ESG).وهذا النهج، كما تفرضه توجيهات مثل التوجيه الأوروبي للإبلاغ عن استدامة الشركات (CSRD)، يساعد على مساءلة الشركات ويمكّن المستهلكين من اتخاذ قرارات مستنيرة.

ويتّبع كثيرون التوصيات الصادرة عن فريق العمل المعني بالإفصاحات المالية المتعلقة بالتغيرات المناخية (TCFD) لإطلاع المستثمرين والمساهمين والجمهور على المخاطر المالية المرتبطة بالمناخ. وقد تساعد الجهود المبذولة لمعالجة الأثر البيئي الشركات على استكشاف سبل خفض التكاليف وبناء الثقة وتعزيز الولاء لدى المستهلكين والمستثمرين.

الحوافز الاقتصادية

تستخدم بعض الحكومات حوافز اقتصادية، مثل الضرائب والإعانات، لمعالجة المشكلات البيئية وتشجيع الممارسات الصديقة للبيئة. فعلى سبيل المثال، لجأت بعض الحكومات إلى فرض ضرائب على الكربون في محاولة لردع الأنشطة المسبِّبة للتلوث، أو قدّمت إعانات للمساعدة في جعل السيارات الكهربائية أو الألواح الشمسية في متناول الجميع. كما يمكن للاستثمارات في البنية التحتية المستدامة، مثل وسائل النقل العام والمباني الموفِّرة للطاقة، أن تحقق فوائد اقتصادية واجتماعية طويلة الأمد، وفي الوقت نفسه تقلّل الأثر البيئي.

الإجراءات الفردية

ويتخذ بعض الأفراد خيارات في أسلوب حياتهم بهدف الحد من أثرهم البيئي على المستوى الشخصي. وقد تشمل هذه الخيارات تقليل استهلاك الطاقة، وإعادة التدوير، واختيار المنتجات المستدامة، وتقليل هدر المياه. ويمكن للأفراد كذلك مناصرة القضايا البيئية ودعم السياسات والأعمال التي تعطي الأولوية للاستدامة.

حلول ذات صلة
الذكاء البيئي

زوّد المطورين وعلماء البيانات ببيانات بيئية ورؤى قائمة على الذكاء الاصطناعي لتعزيز القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية وتحسين كفاءة الأعمال

استكشف Environmental Intelligence
حلول الاستدامة

حقِّق أهدافك البيئية من خلال التكنولوجيا المدعومة بالذكاء الاصطناعي والشراكات الاستراتيجية مع حلول الاستدامة من IBM.

استكشف حلول الاستدامة
الخدمات الاستشارية في مجال الاستدامة

استخدم خدمات استشارات الاستدامة من IBM لتحويل طموحاتك في الاستدامة إلى أفعال ملموسة والتحول إلى مؤسسة أكثر مسؤولية وربحية.

استكشف الخدمات الاستشارية في مجال الاستدامة
اتخِذ الخطوة التالية

زوّد المطورين وعلماء البيانات ببيانات بيئية ورؤى قائمة على الذكاء الاصطناعي لتعزيز القدرة على التكيف مع التغيرات المناخية وتحسين كفاءة الأعمال

استكشف Environmental Intelligence استكشف حلول الاستدامة