ما هو إطار العمل المرن القابل للتوسّع (SAFe)؟

في جوهره، يُعد SAFe نموذجًا يهدف إلى مواءمة الفرق متعددة التخصصات حول أهداف مشتركة، لمساعدة المؤسسات، لا سيما الشركات الكبرى ذات المحافظ المعقدة من المنتجات، على الوصول إلى السوق بسرعة أكبر وبمنتجات أفضل.

يُدمج SAFe منهجيات التفكير المرن والرشيق وعمليات التطوير، والأنظمة في نموذج واحد قابل للتوسع. ويرتكز على سبع كفاءات أساسية للمرونة المؤسسية:

• القيادة المرنة والرشيقة (Lean-agile)
• المرونة الجماعية والفنية
• التسليم المرن للمنتجات
• تسليم الحلول على مستوى المؤسسة
• الإدارة المرنة للمحافظ
• المرونة التنظيمية
• ثقافة التعلّم المستمر

صمّم "Dean Leffingwell" إطار SAFe في عام 2011 لمعالجة أوجه القصور في تسليم البرمجيات من خلال أساليب إدارة المشاريع التقليدية. وكان هدفه تحسين السرعة والجودة والتركيز على العملاء في عمليات تطوير البرمجيات واسعة النطاق. كانت المؤسسات بحاجة إلى أسلوب يُمكنّها من الاستجابة بسرعة لتغيرات السوق، وقد صُمّم إطار SAFe لتلبية هذه الحاجة.

إطار SAFe الآن في إصداره السادس، ويوفر أربع تهيئات مختلفة لتلبية احتياجات المؤسسات حسب حجمها وهياكلها ومتطلباتها: SAFe الأساسي (Essential SAFe) وSAFe للحلول الكبيرة (Large Solution SAFe) وSAFe للمحافظ (Portfolio SAFe) وSAFe الكامل (Full SAFe).

ويُعد Leffingwell أيضًا الشريك المؤسس لشركة Scaled Agile Inc.، التي تُدير نظام SAFe وتوفر تدريبات وموارد مفيدة لتعلّم SAFe وتطبيقه. وبحسب Scaled Agile Inc.، فإن SAFe يُستخدم حاليًا في أكثر من 20,000 مؤسسة حول العالم.

تهدف منهجية الأسلوب الرشيق (Agile) إلى جعل تطوير المنتجات وتسليمها أكثر فاعلية من خلال المرونة والتعاون والتحسين المستمر عبر دورات تطوير متكررة. وهي تمنح الفرق الصغيرة استقلالية للعمل ضمن دورات تطوير قصيرة (sprints) كأجزاء من مشروع أكبر. وتُسهم هذه الفرق في تحقيق الهدف الكلي.

أما منهجية Lean فتركز على القضاء على الهدر وتحسين العمليات التجارية. ويجمع نهج Lean-Agile بين هاتين المنهجيتين.توفر مرونة نهج Lean-Agile فرصًا أكبر للتعاون والابتكار، ولكن تطبيق نموذج الأسلوب الرشيق (agile) على نطاق مؤسسي قد يشكّل تحديًا.

وهنا يأتي دور SAFe الذي يستفيد من مزايا ممارسات الأسلوب الرشيق (Agile) ويجعلها أكثر ملاءمة للمؤسسات التي تتطلب تنسيقًا وإشرافًا أكبر مما قد يتيحه نموذج Agile التقليدي. ففي حين أن الحرية المطلقة قد تنجح في المؤسسات الصغيرة، فإن المساءلة على نطاق أوسع تُعد ضرورية على مستوى المؤسسات الكبرى.

يوفّر إطار SAFe طبقة من الإدارة بين فرق الأسلوب الرشيق (Agile) المستقلة والهيكل التنظيمي، من خلال توسيع إطار Agile من مستوى الفريق الواحد إلى فرق متعددة. ويُسهّل SAFe تدفق المعلومات من الفرق إلى الإدارة، ومن الإدارة إلى الفرق، وأيضًا أفقيًا بين المطوّرين والمهندسين الذين يعملون على أجزاء مختلفة من المشروع ذاته.

يركّز إطار SAFe على المواءمة والتعاون وتسليم النتائج، ويقدّم نموذجًا قابلًا للتكوين يهدف إلى مواءمة الفرق المنفصلة من حيث التواصل والتخطيط والأهداف. وتتمثل إحدى أبرز مزايا المنهجية المرنة على مستوى المطورين والمهندسين في أنهم يتمتعون بحرية حل المشكلات بطريقة إبداعية دون الوقوع في قيود البيروقراطية. ولهذا، فمن الضروري ألّا يتعارض إطار SAFe مع تلك الحرية.

بل على العكس، يوفّر SAFe فرصًا للتنسيق على مستوى المؤسسة بأكملها من حيث أهداف الأعمال وتقدم عمليات التطوير، إلى جانب تقديم نظام يضمن المساءلة على مستوى جميع الجوانب. وبهذا الإطار، يمكن للمطورين الحفاظ على استقلاليتهم وقدرتهم على التكرار المستمر دون إبطاء عملية التطوير أو التأثير على جودة المنتج.

توفر شركة Scaled Agile Inc. خارطة طريق لتطبيق SAFe.

وقد طوّرت شركة Scaled Agile Inc. إطار SAFe يعتمد على ما تُسميه الشركة السبع كفاءات الأساسية لمرونة الأعمال. تمثل مرونة الأعمال قدرة المؤسسة على التنافس والنجاح في العصر الرقمي، حيث تحدث التغيرات في السوق بوتيرة متسارعة للغاية. ومن هذه الكفاءات الأساسية:

• القيادة المرنة والرشيقة (Lean-agile)
• المرونة الجماعية والفنية
• التسليم المرن للمنتجات
• تسليم الحلول على مستوى المؤسسة
• الإدارة المرنة للمحافظ
• المرونة التنظيمية
• ثقافة التعلّم المستمر

يساعد تقييم هذه الكفاءات وإيجاد فرص التحسين المؤسسات على تنفيذ إطار عمل SAFe وتكراره بنجاح:

القيادة المرنة والرشيقة: دعم مهارات القيادة الرشيقة لتعزيز التغيير التنظيمي وتمكين الأفراد والفرق.

مرونة الفرق والمرونة التقنية: إنشاء فرق عالية الأداء وتنفيذ ممارسات تقنية سليمة.

تسليم المنتجات بطريقة الأسلوب الرشيق: تشكيل فرق متعددة تعمل من خلال التفكير التصميمي وعمليات التطوير والتطوير المستمر للتركيز على العميل وتقديم منتجات ذات قيمة باستمرار.

تسليم الحلول المؤسسية: توفير حلول لدعم أكبر التطبيقات والشبكات العالمية.

إدارة المحافظ المرنة: تقييم ممارسات إدارة المحافظ المرنة مثل تحديد أولويات المحافظ، واستراتيجية المحافظ، وإعداد الميزانيات المرنة وإطار الحوكمة.

المرونة التنظيمية: تطبيق مبادئ التفكير الرشيق وتفكير الأنظمة على الاستراتيجية، وإدارة المحافظ الرشيقة، والحوكمة المؤسسية.

ثقافة التعلم المستمر: تشجيع الأفراد على الالتزام بتعزيز المعرفة والكفاءة والأداء، والسعي المستمر لإيجاد حلول مبتكرة.

يستند SAFe إلى عشرة مبادئ جوهرية تنتمي إلى فلسفة Lean-Agile، تشمل:

• تبنّي منظور اقتصادي
• تطبيق تفكير الأنظمة
• افترض وجود تباين، واحتفظ بالخيارات:
• ابنِ تدريجيًا من خلال دورات تعلم متكاملة وسريعة:
• استند إلى تقييم موضوعي للأنظمة العاملة عند تحديد المراحل الأساسية:
• اجعل تدفق القيمة مستمرًا دون انقطاع:
• طبق إيقاعًا منتظمًا، وتزامن مع التخطيط عبر المجالات:
• أطلق الدافع الذاتي لدى العاملين بالمعرفة:
• لامركزية صنع القرار
• نظّم فرقك حول تدفقات القيمة:

تشكل هذه المبادئ الأساس الذي يقوم عليه إطار SAFe، حيث تساهم في بناء نظام متكامل يُحسّن من تفاعل الموظفين، ويُسرّع الوصول إلى السوق، ويرفع جودة الحلول، ويزيد من إنتاجية الفرق. وبالاستناد إلى هذا الأساس، يمكن للمؤسسات تعديل تركيزها وممارساتها بما يتناسب مع أهدافها واحتياجاتها.

تبنِّ منظورًا اقتصاديًا: لتقديم أفضل المنتجات في أقصر وقت ممكن، يجب على الفرق أن تفهم اقتصاديات بناء الأنظمة وتتخذ قراراتها ضمن هذا السياق. يسلّط SAFe الضوء على الموازنة بين المخاطر، وتكلفة التأخير (CoD)، وتكاليف التطوير، والتشغيل، والتصنيع. كما يعزز نموذج تطوير قائم على تدفقات القيمة، مع الحفاظ على الميزانيات المعتمدة والقيود الحاكمة (guardrails) في الحسبان.

تطبيق التفكير المنظومي: التفكير المنظومي هو نهج لحل المشكلات يُركّز على العلاقات والروابط بين مكوّنات النظام، بدلاً من النظر إلى المشكلات كحالات منفصلة. ويُطبَّق هذا المفهوم في SAFe على كل من البرمجيات أو المنتجات قيد التطوير، وعلى المؤسسة نفسها التي تطورها.

افترض وجود تباين، واحتفظ بالخيارات: في كثير من الأحيان، يُجبر مطورو البرمجيات على اختيار مسار واحد والالتزام به. بينما يشجّع إطار SAFe على استكشاف خيارات متعددة بالتوازي للوصول إلى الخيار الأمثل، وليس الاكتفاء بالخيار الأول المتاح.

ابنِ تدريجيًا من خلال دورات تعلم متكاملة وسريعة: من خلال تطوير الحلول على شكل دورات قصيرة ومتكررة، يمكن للمؤسسات جمع تعليقات العملاء بسرعة، وتقليل المخاطر، وتطبيق الدروس المستفادة على الإصدارات التالية. ومكّن هذه الدورة السريعة للتعليقات المطورين تغيير الاتجاه لتطوير منتج يلبي احتياجات العملاء بأفضل شكل ممكن.

استند إلى تقييم موضوعي للأنظمة العاملة عند تحديد المعالم: يُقيِّم الأطراف المعنية التقدّم في نقاط معالم موضوعية مدمجة ضمن عملية التطوير. وتساعد هذه التقييمات المنتظمة على التأكد من أن الاستثمارات تحقق عوائد مالية وتقنية ملموسة.

اجعل تدفق القيمة مستمرًا دون انقطاع: يُعد SAFe نظامًا قائمًا على التدفق، ويجب تحديد أي انقطاع في تسليم القيمة بسرعة وتصحيحه فورًا.

طبق إيقاعًا منتظمًا، وتزامن مع التخطيط عبر المجالات: تساعد دورات التطوير ذات الإيقاع المنتظم الفرق على إيجاد وتيرة عمل والحفاظ على التوافق وسط حالات عدم اليقين. ويُسهم التزامن بين تلك الإيقاعات عبر جميع الأطراف المعنية في تعزيز التنسيق بين الفرق المختلفة.

أطلق الدافع الذاتي لدى العاملين بالمعرفة: من الأفضل تحفيز الموظفين من خلال منحهم الاستقلالية وتقليل القيود وتوفير بيئة إبداعية، بدلاً من الاعتماد على الحوافز الفردية التي قد تؤدي إلى منافسة ضارة وتعوق التعاون المطلوب ضمن هذا الإطار. يرى إطار SAFe أن هذا النهج يؤدي إلى نتائج أفضل على مستوى الأفراد والعملاء والمؤسسة ككل.

اللامركزية في صناعة القرار: لتسريع تطوير البرمجيات، لا يمكن للمطورين التوقف لطلب الموافقة على كل قرار يتخذونه. تُسهم اللامركزية في اتخاذ القرار في تعزيز تدفق العمل، وتقليل التأخير، وخلق حلول أكثر ابتكارًا من قِبل المطورين والمهندسين الأقرب إلى المعرفة السياقية.

لكن في المقابل، هناك حالات تتطلب اتخاذ قرارات مركزية (مثل القرارات المرتبطة بالاستراتيجية العامة). لذا، يجب تطوير إطار يُمكّن الأطراف المعنية من معرفة متى وكيف تُتخذ هذه القرارات. إن وجود بروتوكول واضح ومُعلن يساعد على منع تعطيل تدفق القيمة.

نظّم فرقك حول تدفقات القيمة: بدلًا من التنظيم القائم على التخصص أو الهيكل الهرمي التقليدي، يُوصي SAFe بتنظيم المؤسسة حول تدفقات القيمة للحفاظ على ميزة السرعة التنافسية — أي مدى سرعة المؤسسة في تلبية احتياجات السوق والعملاء بحلول جديدة. ويؤكد SAFe أن هذا النوع من التنظيم هو المفتاح للنجاح في العصر الرقمي.

يتوفر إطار SAFe بأربع تكوينات رئيسية تناسب احتياجات تنظيمية مختلفة:

• Essential SAFe
• Large Solution SAFe
• Portfolio SAFe
• Full SAFe

Essential SAFe هو أبسط طريقة لتطبيق SAFe، ويشكّل الركيزة الأساسية لجميع التكوينات الأخرى. في هذا التكوين، تنسق المؤسسات العمل على مستوى الفرق والبرامج لضمان المواءمة وتحقيق القيمة بفعالية.

لتحقيق هذا التنسيق، تعتمد المؤسسات على ما يُعرف باسم قطارات منظومة الإطلاق المرن (ARTs). إن تقنيات ART هي "منظمات افتراضية تُشكَّل لتجاوز الحدود الجغرافية والتنظيمية، والقضاء على عمليات التسليم غير الضرورية، وتسريع تحقيق القيمة"، على النحو الذي حددته Scaled Agile، Inc. وباختصار، ART هو مجموعة من الفرق الصغيرة التي تعمل معًا لتحقيق هدف مشترك.

يوفّر Essential SAFe الحد الأدنى من العناصر اللازمة لتسليم الحلول عبر منظومة ARTs، مع التركيز على مفاهيم جوهرية مثل التسليم المستمر والقيادة المرنة والرشيقة (Lean-Agile Leadership).لا يتضمن هذا التكوين جوانب متعلقة بتسليم الحلول المؤسسية أو إدارة المحافظ.

Large Solution SAFe هو امتداد لتكوين Essential SAFe، حيث يبني على مبادئ SAFe الأساسية وإنشاء منظومة ARTs.

بالإضافة إلى اللبنات الأساسية المُقدَّمة في تكوين SAFe الأساسي، يتضمن Large Solution SAFe تنفيذ تسليم الحلول المؤسسية (ESD)، والذي ينسّق عمل عدة منظومات إطلاق مرنة (ARTs) لتقديم حل كبير واحد. يركّز هذا التكوين على المتطلبات الفنية والمعمارية اللازمة لتسليم حلول معقدة.

يُناسب هذا التكوين المؤسسات التي تبني حلولًا ضخمة ومعقدة ولا تحتاج إلى إدارة المحافظ.

يُوسع Portfolio SAFe كلاً من Essential SAFe الأساسي وLarge Solution SAFe من خلال إضافة كفاءات إضافية مثل: يعمل هذا التكوين على مستوى تنظيمي أعلى بهدف مواءمة تطوير الحلول مع استراتيجية الأعمال. بدلاً من التركيز على حل واحد، يمكن لهذا التكوين إدارة عدة تدفقات للقيمة. كما يتبنى منظورًا أشمل من خلال التركيز على ما إذا كانت المؤسسة تُطوّر المنتجات المناسبة، مع التأكيد على القرارات الاستراتيجية والاستثمارية وإدارة الموارد.

بشكل أساسي، ينظّم هذا التكوين عمليات التطوير حول تدفقات قيمة متعددة، ويساعد في مواءمة محافظ المنتجات مع الاستراتيجية المؤسسية الأشمل.

Full SAFe هو التبنّي الكامل لإطار العمل المرن القابل للتوسّع (SAFe). على هذا المستوى، تتبنى المؤسسات جميع الكفاءات الأساسية السبعة لتحقيق مرونة الأعمال في تكوينها الأكثر شمولاً وتفصيلاً. ويُعد هذا التكوين من SAFe مثاليًا للمؤسسات العالمية التي تحتاج إلى حلول لتدفقات قيمة متعددة وأنظمة معقدة.

ويمكن فهمه على أنه دمج للتكوينات الأربع السابقة لإطار SAFe في نموذج واحد يهدف إلى مزامنة الجهود على مستوى المؤسسة ككل—من خلال دمج تدفقات منظومة الإطلاق المرن (ART flow)، وتدفقات الحلول الكبيرة (large solution flow)، وتدفقات المحافظ (portfolio flow).

ورغم أن المؤسسات الأكبر غالبًا ما تختار SAFe، إلا أنه ليس النموذج الوحيد لتطبيق منهجية الأسلوب الرشيق (Agile) على نطاق واسع. تشمل البدائل الأخرى Scrum@Scale، وLarge-Scale Scrum (LeSS)، وDisciplined Agile (DA) ونموذج Spotify، وهي نماذج أقل شيوعًا من SAFe، لكنها توفر خيارات مختلفة في أسلوب الإدارة والتنسيق التنظيمي. شعبية من SAFe، ولكنها تقدم خيارات مختلفة لأسلوب الإدارة والتنسيق التنظيمي.

كما يوحي الاسم، فإن Scrum@Scale يستند إلى الإطار الأساسي لإطار Scrum، ويضيف له بنية قابلة للتوسع عبر الفرق المختلفة.

Scrum هو إطار لإدارة المشاريع الرشيقة، يُستخدم من قِبل بعض فرق التطوير في عمليات تطوير البرمجيات. واسمه مستوحى من لعبة الرجبي (rugby) في لعبة الرجبي، تشير scrummage لإعادة اللعب بعد فقدان الاستحواذ على الكرة، والتي تعتمد على التواصل الواضح بين اللاعبين الذين يعملون في انسجام تام.

في scrum، يتم تقسيم فرق التطوير إلى وحدات صغيرة يقود كل منها مدير scrum. يتولى مدير scrum رفع التقارير إلى مالك المنتج، وهو بدوره نقطة الاتصال الأساسية بين فرق scrum المختلفة.يُشجَّع كل فريق فرعي على تحمُّل المسؤولية الكاملة عن المهام الموكلة إليه خلال كل sprint، مما يتيح حلولًا مبتكرة وقدرة على التكيّف دون الحاجة إلى انتظار التعليقات من الأطراف الأخرى.

ولكي يعمل Scrum بالشكل المطلوب، يجب أن تتسم الفرق بالانفتاح والتواصل المستمر، تمامًا كفريق رياضي تحت الضغط. يهدف Scrum@Scale إلى توسيع هذا الإطار بأقل قدر ممكن من البيروقراطية، مع التأكيد على ثقافة قائمة على القيم مثل: الانفتاح، والشجاعة، والتركيز، والاحترام، والالتزام.

يقود هذه البنية ما يُعرف باسم Scrum of Scrums Master، الذي ينسق أهداف العمل بين الفرق المختلفة ويقدّم توجيهات حول "كيفية" تنفيذ تطوير البرمجيات. يعمل مدير Scrum of Scrums الرئيسي مع كبير مالكي المنتج (CPO)، الذي ينسّق أولويات قوائم المهام (Backlog) لتلبية احتياجات العملاء والأطراف المعنية. ويقدم CPO إرشادات حول "ماذا" في تطوير البرمجيات.

تُعد Scrum of Scrums (SoS) جوهر نموذج Scrum@Scale. تدعو SoS، بقيادة Scrum of Scrums Master، المؤسسة إلى العمل وكأنها فريق Scrum واحد كبير. يقوم فريق أكبر مكوَّن من عدة فرق بتطبيق نموذج Scrum على المستوى المؤسسي، في حين تحتفظ الفرق الفردية باستقلاليتها في تنفيذ المهام.نظرًا لأن إطار Scrum مألوف بالفعل، فإن تطبيق Scrum@Scale لا يتطلب تدريبات أو ورش عمل باهظة التكلفة.

ويُعد Scrum@Scale مثاليًا للمؤسسات التي تثق في قدرة كل فريق على تنفيذ المهام التجارية بكفاءة دون تدخل خارجي. وبالمقارنة مع إطار SAFe، فإن Scrum@Scale يُعد خفيفًا من حيث الهيكل وأقل تدخلًا، ويتطلب تدريبًا وإعادة تنظيم أقل بكثير.

أما إطار Large-Scale Scrum (LeSS) فهو أيضًا مبني على إطار Scrum، ومصمم لعدة فرق تعمل على منتج واحد. لا يزال LeSS يستخدم دورات تطوير قصيرة (sprints)، واجتماعات Scrum اليومية، والمراجعات. ويستخدم دورة تطوير واحدة مشتركة لجميع الفرق، ويعتمد على سجل مهام (backlog) واحد للمنتج. يركّز LeSS على تقليل التعقيد التنظيمي أو "تسطيح" الهيكل المؤسسي، ويتجنب استخدام البرامج والمحافظ، وغالبًا ما يكون الأنسب لتطوير المنتجات، حيث تتعاون عدة فرق على منتج واحد كبير.

يقدم LeSS إطارين عمل:

Basic LeSS: وهو الشكل الافتراضي لإطار LeSS ويعمل بوجود مالك منتج واحد، ومن فريقين إلى ثمانية فرق، بالإضافة إلى Scrum Master لكل فريق أو لعدد من الفرق (من فريق واحد إلى ثلاثة). تعمل هذه الفرق على منتج قابل للإصدار، باستخدام سجل منتج واحد وسجل دورة تطوير قصيرة (Sprint) واحد. ويشارك كل فريق في دورة تطوير قصيرة واحدة تغطي جميع الفرق.

LeSS Huge: يُعد الأنسب للمؤسسات التي تضم أكثر من ثمانية فرق (وقد تشمل الآلاف). يتم تجميع الفرق ضمن مجالات متطلبات مختلفة، ويكون لكل منها مالك منتج خاص بها. ويعمل مالك منتج عام على تنسيق الأهداف مع مالكي المنتجات في كل مجال. ويستمر هذا الإطار في استخدام دورة تطوير قصيرة واحدة لجميع الفرق وسجل منتج موحّد.

أما إطار Disciplined Agile (DA)، فيُعد مجموعة من المبادئ والوعود والإرشادات، وليس إطار عمل متكاملًا. ويُعد نهجًا مرنًا وخفيفًا وهجينًا لإدارة البرامج، ويوفّر حرية كبيرة لأعضاء الفرق.

بعض أُطر الأسلوب الرشيق (Agile) تتبع منهجيات وصفية وخطوات محددة مسبقًا. وقد يكون هذا مناسبًا لبعض المشاريع، لكن DA يهدف إلى تقديم مرونة وحرية أكبر لأعضاء الفرق. وتقوم فكرته الأساسية على تمكين الأفراد من اختيار المفاهيم والأطر التي تناسب مهام سير العمل الخاصة بهم (مثل Kanban أو Scrum). قد يُناسب Scrum بعض الفرق دون غيرها، خاصة ضمن برامج أكبر.

ويقدّم DA تمكينًا كبيرًا للأفراد، مما يجعله مناسبًا للمشاريع التي تضم فرقًا ذات معرفة متقدمة واستقلالية، ومتمكنة من مفاهيم الأسلوب الرشيق (Agile) الأساسية.

ويُعد إطار SAFe الأنسب للمؤسسات الكبيرة التي تضم فرقًا ومنتجات متعددة. يُوفر العديد من الفوائد، بما في ذلك:

تسريع الوصول إلى السوق:  من خلال مواءمة الفرق متعددة الوظائف من فرق الأسلوب الرشيق (Agile) حول تقديم القيمة، يمكن لإطار SAFe تعزيز التواصل، وتمكين اتخاذ قرارات أسرع، وتبسيط العمليات، والحفاظ على تركيز العميل في صميم الجهود—وكل ذلك يسهم في تسريع طرح المنتجات في السوق.

تقديم منتجات أفضل:  يستخدم إطار SAFe دورات تطوير قصيرة ودورات إنتاج تتضمن باستمرار تعليقات العملاء في كل تكرار جديد، ويُدمج بها عمليات مضبوطة لضمان الجودة. ومن خلال التحقق من الجودة خلال عملية التطوير بدلًا من الانتظار حتى اكتمال المنتج (أو اقتراب اكتماله)، تتمكن الفرق من تحسين المنتجات بشكل منتظم وتسريع وتيرة إصدار التحديثات.

زيادة الإنتاجية:  التحسين المستمر يُعد مبدأ أساسيًا في إطار SAFe. يشجّع هذا الإطار الفرق على مراجعة ما تعمل عليه بانتظام، وكيفية تعاملها مع مهامها، وطرح تساؤلات عمّا إذا كانت هناك طرق أفضل لأداء العمل. ويعزز هذا النظام القضاء على أوجه القصور والتأخير، ويمنح الفرق قدرًا من الاستقلالية لإجراء التحسينات التي تساعدها على أن تكون أكثر إنتاجية.

تعزيز مشاركة الموظفين:  يمنح إطار SAFe الفرق استقلالية، كما يُنشئ رابطًا مباشرًا بين العمل الفردي وأهداف المؤسسة ونتائجها. وهذا يعزز شعور الموظفين بالمسؤولية والفخر تجاه مساهماتهم في المشاريع.

تعزيز المواءمة والتعاون:  يهدف إطار SAFe، خصوصًا في تشكيلاته الأوسع، إلى تعزيز المواءمة بين الفرق التي كانت تعمل سابقًا بمعزل عن بعضها، وتشجيع المؤسسة بأكملها على التعاون من أجل تحقيق أهداف استراتيجية واضحة. ويُعد هذا التعاون في صميم فلسفة إطار SAFe.