باتت الأوساط السحابية الهجينة هي البنية التحتية المفضلة لتكنولوجيا المعلومات، إذ توفر المرونة اللازمة للتشغيل المتبادل والقدرة على النقل التي تحتاجها المؤسسات للوصول إلى البيانات في أي وقت تحتاجها وأي مكان. غير أن بناء وإدارة بيئة حوسبة هجينة ذات طبيعة معقدة يفرض تحديات فريدة من نوعها. ولتحقيق أقصى استفادة من قدرات الأوساط السحابية الهجينة، يجب على قادة الأعمال وتكنولوجيا المعلومات وضع استراتيجية قوية للأوساط السحابية الهجينة تدعم أهداف أعمالهم الأساسية.
تجمع بيئة حوسبة الأوساط السحابية الهجينة بين مزايا الأوساط السحابية العامة والأوساط السحابية الخاصة والبنية التحتية المحلية لتوفير بنية تحتية واحدة ومرنة لتكنولوجيا المعلومات:
كما تُوفر بيئات حوسبة الأوساط السحابية الهجينة الحديثة أدوات للإدارة والتنسيق، تتيح تطبيقات البرامج هذه تكامل البيئات الخارجية والبيئات القائمة على الأوساط السحابية، وهو ما يُوفر قدرات موحدة للنشر والإدارة على الأوساط السحابية.
تنقسم خدمات الحوسبة السحابية ومنتجات الإدارة إلى ثلاث فئات رئيسية:
تعتمد معظم المؤسسات الكبرى اليوم على بيئة الأوساط السحابية المتعددة الهجينة، وتُمثل الأوساط السحابية المتعددة حلًّا مبتكرًا للحوسبة السحابية يجمع بين الخدمات السحابية العامة من مزودي خدمات سحابية مختلفين ويمكن نقلها عبر البنى التحتية السحابية لمزودي الخدمات السحابية المتعددين، فالأوساط السحابية المتعددة الهجينة تُوفر مرونة أكبر تساهم في التقليل من اعتماد المؤسسة على مزود واحد، وهو ما يمنع الاحتكار لمنتج معين.
عادةً ما تُبنى الأوساط السحابية المتعددة الهجينة على التقنيات السحابية الأصلية مفتوحة المصدر، مثل منصة Kubernetes، والتي تُعرف أيضا بـ "k8s" أو "kube"، وتُعد منصة Kubernetes منصة تنظيم الحاويات لتنظيم وأتمتة نشر، وإدارة، وتوسيع نطاق التطبيقات المحوسبة في حاويات، كما تتضمن بيئات الأوساط السحابية المتعددة الهجينة أدوات لإدارة أعباء العمل عبر بيئات متعددة. وهذه تتضمن لوحات تحكم أو لوحات معلومات فردية تساعد على بناء لوحة التحكم الموحدة (SPOG) وتهدف هذه اللوحة إلى تقديم واجهة موحدة للفريق لتسهيل عرض الموارد ومراقبتها.
تدعم بيئة الأوساط السحابية المتعددة الهجينة الخدمات المصغرة (أو بنية الخدمات المصغرة)، وهي النهج البنائي الأصلي للأوساط السحابية، فيتكون تطبيق واحد من العديد من عناصر أو خدمات أصغر والتي تكون مترابطة ارتباطًا فضفاضًا وقابلة للنشر بشكل مستقل. وتُسهم الخدمات المصغرة في تسريع عمليات تطوير ونشر أكبر؛ لأن كل خدمة يُمكن تطويرها ونشرها بمعزل عن غيرها؛ فعلى سبيل المثال، يمكن لفريق عمليات التطوير توسيع نطاق أو زيادة وظيفة التطبيق بسرعة عن طريق دمج خدمات مصغرة جديدة دون الحاجة إلى إضافة سطر من الكود القائم أو التأثير في جوانب أخرى من التطبيق. وتشمل أمثلة الصناعات التي تبنت بنية الخدمات المصغرة بدلًا من البنية المتجانسة خدمات البث القائمة على الاشتراك مثل Netflix، والتي تستخدم الخدمات المصغرة لتتبع سجلات المستخدمين، وأنشطتهم، وبياناتهم الأخرى بغرض تقديم توصيات في الوقت الفعلي لتعزيز المشاركة وتحسين تجربة العملاء.
يجب على كل مؤسسة التعامل مع بنيتها التحتية الخاصة، وأعباء العمل المختلفة، والعمليات التجارية، واحتياجات سير العمل. ومن هذا المنطلق، فإن صياغة استراتيجية أوساط سحابية هجينة مخصصة لكل مؤسسة على حدة هو أمر بالغ الأهمية، فلا توجد حلول جاهزة تناسب جميع الاحتياجات المتنوعة للأعمال.
لوضع خارطة طريق لاستراتيجية ناجحة للأوساط السحابية الهجينة، إليك بعض الخطوات المهمة:
تتمثل المرحلة الأولية لاستراتيجية الأوساط السحابية الهجينة في وضع خارطة طريق واضحة وجذابة تعكس الأهداف التجارية الفورية وطويلة الأمد؛ فعلى سبيل المثال، يمكن للمؤسسات الاستفادة من بيئة الأوساط السحابية الهجينة لتحسين تجربة العملاء، والامتثال للوائح، وتحسين التكاليف، وتعزيز أمان البيانات، والمزيد.
ابدأ بتحليل شامل للأنظمة، والتطبيقات، ومهارات القوى العاملة الحالية لديك بعناية. حدِّد بدقة التحديات التجارية والتكنولوجية الحالية والناشئة التي يمكن أن تجد حلولًا مبتكرة عبر الأوساط السحابية الهجينة، وتسمح لك بتحقيق التحول الرقمي دون اضطراب أو توقف كبير. هل تحتاج شركتك إلى خدمات لتسريع عملية الانتقال السلس إلى الأوساط السحابية؟ أم أنك تطمح إلى تسريع التحول التجاري من خلال الاستفادة من التقنيات الأصلية للأوساط السحابية، مثل الحاويات والخدمات المصغرة، لتحسين وتحديث أعباء العمل لديك؟
لتحقيق أقصى استفادة من استراتيجية الأوساط السحابية الهجينة، ينبغي تحديد حالات استخدام الأعمال بدقة، والتي من شأنها أن تسهم في تحقيق فوائد شاملة لمؤسستك. يستخدم العديد من الشركات الكبرى نهج الأوساط السحابية الهجينة لأغراض النسخ الاحتياطي واستعادة البيانات في حالات الكوارث، ويتضمن ذلك إنشاء نسخة أو أكثر من الملفات بشكل دوري أو تحديثها وتخزينها في موقع أو مواقع بعيدة واستخدام هذه النسخ لاستئناف العمليات التجارية في حالة حدوث تلف في البيانات، أو هجوم إلكتروني أو كارثة طبيعية.
يمكن لحلول النسخ الاحتياطي واستعادة البيانات في الأوساط السحابية الهجينة دعم كلٍ من البيئات الإنتاجية المحلية والموجودة على الأوساط السحابية؛ فعلى سبيل المثال، كانت المستشفيات وأنظمة الرعاية الصحية معتادة على الاعتماد على تخزين جميع سجلاتها التجارية والطبية محليًّا. واستجابةً للنمو السريع في البيانات، لجأت كيانات الرعاية الصحية إلى الأوساط السحابية الهجينة كوسيلة فعالة لتخزين وتأمين البيانات على أوساط سحابية خاصة. بالإضافة إلى ذلك، يتعين على مقدمي الرعاية الصحية والطبية الذين يخضعون للوائح قانون نقل التأمين الصحي والمساءلة (HIPAA) (محتوى الرابط موجود خارج موقع ibm.com) الآن الاحتفاظ بسجلات الأعمال والبيانات الطبية المكررة، إن بيئة الأوساط السحابية الهجينة مثالية لتلبية متطلبات تخزين كميات كبيرة من البيانات وإجراء نسخ احتياطي على الأوساط السحابية، وهو ما يضمن استمرارية الأعمال واستعادة البيانات (BCDR) في حالة حدوث أي طارئ، وبالتالي حماية البيانات الحساسة للمرضى.
وكذلك من بين حالات الاستخدام المحتملة التي يجب مراعاتها عند صياغة استراتيجية الأوساط السحابية الهجينة هي "التدفق السحابي"، وهو تكوين يجمع بين الأوساط السحابية الخاصة والعامة ويعتمِد بشكل أساسي على موازنة الأعباء. وتُستخدم هذه التقنية لإعادة توجيه التدفق الزائد للحركة عندما يتطلب ارتفاع الطلب مزيدًا من القدرة الحوسبية، وهو ما يلغي الحاجة إلى التخصيص الزائد؛ فعلى سبيل المثال، يُمكن لتجار التجزئة على الإنترنت استخدام "التدفق السحابي" خلال فترات الذروة التسويقية، مثل المواسم أو الأعياد والعطلات، من خلال تحويل أعباء العمل الضرورية إلى البنية التحتية للأوساط السحابية العامة، ولن تتجاوز متطلبات المعالجة القدرة.
ترحيل البيانات إلى الأوساط السحابية - أصبح ترحيل البيانات إلى الأوساط السحابية ضرورة تجارية محورية لتبسيط عمليات تكنولوجيا المعلومات، وتنفيذ تدابير خفض التكاليف، وتسريع التحول الرقمي الشامل. ولإنشاء عملية ترحيل ناجحة إلى الأوساط السحابية، يجب على المؤسسات وضع سير عمل شامل يغطي مراحل التخطيط الشامل، والتنفيذ، والتحسين.
وبينما يختلف نهج الترحيل إلى الأوساط السحابية من شركة إلى أخرى بناءً على احتياجاتها التجارية والتكنولوجية، فإن هناك العديد من استراتيجيات الترحيل التي يمكن أن تساعد في تبسيط العملية. وتتضمن هذه الاستراتيجيات عملية الرفع والتحويل "Lift-and-Shift" (وهي عملية نقل نسخة مطابقة من التطبيق أو عبء العمل من الموقع إلى الأوساط السحابية العامة أو الخاصة)، أو إعادة التهيئة (تعديل التطبيق من خلال الاستفادة من القدرات الأصلية للأوساط السحابية)، أو بناء تطبيقات جديدة لإعادة التصميم حسب الحاجة.
في الحوسبة السحابية، يشير عبء العمل إلى أي خدمة أو تطبيق أو قدرة تستهلك موارد الأوساط السحابية (مثل الأجهزة الافتراضية، وقواعد البيانات، والتطبيقات، والخدمات المصغرة والعُقَد). تتضمن استراتيجية الأوساط السحابية الهجينة تقييم أعباء العمل وتحديد المكان الذي ترغب في وضعها فيه في بيئة الأوساط السحابية الهجينة.
إن أعباء العمل التي تتضمن محتوى الويب، تحليلات البيانات الكبيرة والذكاء الاصطناعي مثالية للبنية التحتية للأوساط السحابية الهجينة؛ فعلى سبيل المثال، يمكن للأوساط السحابية الهجينة أن تساهم في تسريع الذكاء الاصطناعي التوليدي لخدمة العملاء. من خلال دعم الوصول إلى موارد الحوسبة العالية الأداء اللازمة لدعم كميات كبيرة من بيانات العملاء، تُمَكِّن الأوساط السحابية الهجينة التقنيات، مثل الوكلاء الافتراضيين، من تقديم إجابات وتوصيات مخصصة وتقديم اقتراحات وحلول مصممة لتحسين تجربة العملاء.
حوّل رؤيتك إلى خطة عمل ملموسة من خلال اختيار موفري خدمات سحابية يلائمون احتياجاتك بعناية، إذ يجب أن يساعدك مزود الأوساط السحابية الهجينة في دمج البنية التحتية الخاصة والعامة، وذلك من خلال دعم تقنياتك الحالية، مثل الأجهزة الافتراضية، وهو ما يُقلل من فترات التوقف ويحسِّن من كفاءة التكاليف.
باختيارك نهج منصة أوساط سحابية هجينة موحدة، ستتمكن مؤسستك من الاستفادة من مجموعة شاملة من الخدمات. اختر منصة إدارة الأوساط السحابية الهجينة التي يمكن تشغيلها بسلاسة على أي أوساط سحابية وأدوات التنسيق بمرونة عبر الأوساط السحابية لدعم أعباء العمل التي يمكن نشرها بسلاسة عبر بيئة أوساط سحابية متعددة لتحقيق الأداء التشغيلي والتجاري الأمثل. ثم قم بمواءمة شراكات نظام الأوساط السحابية المتعددة لديك تحت استراتيجية واحدة لجمع أفضل الخدمات والتقنيات السحابية معًا.
ضع في اعتبارك أن مزودي الخدمات السحابية يقدمون مجموعة متنوعة من نماذج التسعير ومستويات الخدمة لمساعدتك على مواءمة موارد وتكاليف تكنولوجيا المعلومات السحابية مع احتياجات التطبيقات وقيمة الأعمال. وتشمل نماذج التسعير هذه مجموعة من تكاليف الخدمة—بما في ذلك تكاليف التخزين السحابي، وتكاليف المنصة، وتكاليف الخوادم، وتكاليف صيانة البرامج—والتي غالبًا ما تكون معقدة ويجب تقييمها بعناية؛ فعلى سبيل المثال، قد يفرض بعض مزودي الخدمة السحابية العامة رسومًا إضافية على نقل وإخراج البيانات (على سبيل المثال، حذف البيانات من الأوساط السحابية)، وهو ما يجعل عملية تغيير مزود خدمة سحابية أكثر تكلفةً.
قد ترتفع تكاليف مزودي الخدمات السحابية أعلى مما هو متوقع، خاصةً في البيئات متعددة البائعين. لذا، فإن مراقبة الإنفاق على الأوساط السحابية أمر بالغ الأهمية لتحقيق الاستفادة القصوى. ويُمكن للأدوات البرمجية المصممة لأغراض تحسين تكلفة الأوساط السحابية المساعدة على مراقبة طلبات عبء العمل لتحقيق الأداء الأكثر كفاءةً من حيث التكلفة.
اعتمدت صناعة تكنولوجيا المعلومات تقليديًّا على استراتيجيات الأمان المحيطي، فكانت تعتمد على حواجز أمان مثل جدران الحماية لحماية الموارد القيمة، مثل بيانات المستخدم والملكية الفكرية. بينما تتطلب البنية التحتية للأوساط السحابية الهجينة المتعددة -حيث تتوزع الموارد عبر بيئات تكنولوجيا المعلومات المتعددة مع العديد من نقاط النهاية (بما في ذلك أجهزة إنترنت الأشياء (IoT) وبيئات الحافة) مع مستويات متفاوتة من الرؤية والتحكم- نهجًا أمنيًّا شاملًا يغطي جميع جوانب النظام. وتحتاج المؤسسات إلى تنفيذ إطار عمل "الثقة الصفرية"، بمعنى أنه يجب تشفير البيانات أيضًا لكي تضمن عدم وصول أحد إليها سوى المستخدمين المرخص لهم فقط.
وبشكل عامّ، ينبغي أن تتضمن استراتيجيتكم الخاصة بالأوساط السحابية الهجينة برنامجًا أمنيًّا موحدًا يوجه المبادرات التجارية، ويحسِّن موارد الأمان، ويحوِّل ثقافة العمل نحو تبني نهج "الأمان أولًا". واليوم، تجمع منصات أمان الأوساط السحابية الهجينة بين الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي والأتمتة لاستيعاب كميات هائلة من بيانات الأمان المعقدة، وهو ما يتيح الكشف عن التهديدات والتنبؤ بها في وقت قريب من الوقت الحقيقي.
يكمن بناء استراتيجية السحابة الهجينة في دمج متطلبات البيئة التنظيمية الخاصة بصناعتك؛ فعلى سبيل المثال، يمكن للشركات التي يتعين عليها الالتزام بالنظام الأوروبي العامّ لحماية البيانات (GDPR) (محتوى الرابط موجود خارج موقع ibm.com) تحديد مواقع لا يُسمح فيها بتواجد البيانات، سواء في الأوساط السحابية العامة أو الخاصة، وتخصيص قواعد حماية البيانات وفقًا لذلك. وتتميز بيئة الأوساط السحابية الهجينة بأنها توفر للمؤسسات المرونة لمواكبة التطورات التنظيمية باستمرار والتي تغيِّر القواعد التي تحكم استخدام وتخزين البيانات الشخصية.
يساعد نهج الأوساط السحابية الهجينة الشركات على تحقيق ميزات كبيرة، منها:
بفضل الاستراتيجية القوية للأوساط السحابية الهجينة التي تستفيد من موارد الأوساط السحابية العامة والخاصة، يمكنك تحويل بنيتك التحتية لتكنولوجيا المعلومات لتصبح أكثر مرونةً، والاستفادة من قوة البيانات والذكاء الاصطناعي لتلبية احتياجات مؤسستك المتطورة في بيئة السوق المعقدة.
ففي IBM، نساعد العملاء على تخصيص استراتيجيات الأوساط السحابية الهجينة الخاصة بهم بناءً على منصة متكاملة وموحدة وبنية تطبيقات قائمة على إطار آمن؛ وذلك بهدف تحقيق قيمة ملموسة لأعمالهم.