ما المقصود بالصيانة الطارئة؟

عادةً ما تتجاوز طلبات الصيانة الطارئة الجدولة المنتظمة، حيث تعطي المؤسسات الأولوية للاستجابة السريعة لاستعادة سلامة المعدات أو المرافق أو الأنظمة أو وظيفتها أو سلامتها. ونظرًا للأولوية المعطاة لإصلاح معدة من المعدات مع أعمال الصيانة الطارئة، فمن الشائع أن تؤدي هذه الإستراتيجية إلى حدوث انقطاعات وتأخيرات.

يُعد هذا النوع من الصيانة ضروريًا في حال وجود مخاطر تتعلق بالسلامة أو تعطل المعدات أو تلف الممتلكات. تشمل الأمثلة الشائعة لمشكلات الصيانة الطارئة ما يلي:

• تسرب الغاز الطبيعي
• تسرب المياه
• أضرار الحريق
• الأسلاك الكهربائية المكشوفة
• انفجار الأنابيب
• فشل نظام التدفئة والتهوية وتكييف الهواء (HVAC)
• خطوط المياه المكسورة

يمكن أن تكون الصيانة الطارئة مكلفة وغير فعالة. أفضل طريقة لتجنب الصيانة الطارئة هي من خلال الصيانة الاستباقية. تستخدم المؤسسة التي تتبع إستراتيجية الصيانة الاستباقية قدرات الصيانة الوقائية والتنبئية مثل التعلم الآلي وتحليلات البيانات ومراقبة سلامة الأصول لإجراء الصيانة المخطط لها للأصول قبل تعطلها.  

ومع ذلك، حتى مع وجود إستراتيجية صيانة استباقية شاملة، فمن المحتمل أن تظل الصيانة الطارئة قائمة.يمكن أن تتعطل المعدات والأنظمة بشكل غير متوقع بسبب عوامل مختلفة، مثل الإفراط في الاستخدام أو الظروف البيئية أو الخطأ البشري.يساعد الاستعداد للصيانة الطارئة المؤسسات على الاستجابة لهذه الأعطال غير المتوقعة ومعالجتها في المرافق أو المعدات على حدٍ سواء.

الصيانة الطارئة هي إستراتيجية الصيانة التفاعلية. تشير الصيانة التفاعلية التي تسمى أحيانًا الصيانة التصحيحية أو صيانة الأعطال إلى إستراتيجية صيانة المعدات حيث تتم الصيانة بعد تعطل أحد الأصول. على سبيل المثال، إذا تعطل سخان الماء في منتصف فصل الشتاء، فسيتم استدعاء سباك لإصلاحه في أسرع وقت ممكن لاستعادة البيئة المريحة.

قد تبدو إستراتيجية الصيانة التفاعلية أرخص في البداية، ولكنها تُعد أقل فعالية من حيث التكلفة مع مرور الوقت. يمكن أن يؤدي إصلاح المشكلات عند ظهورها إلى ارتفاع التكاليف بسبب فترة التعطل غير المخطط لها وإجراء إصلاحات أكثر شمولاً واحتمال حدوث عطل في المعدات أو الأنظمة الأخرى.

الصيانة الاستباقية، والتي يُعرف أيضًا باسم الصيانة الدورية أو الصيانة المخطط لها، تتناقض مع الصيانة التفاعلية. كما هو موضح في اسمها، فإن الصيانة المخطط لها تتضمن استخدام قوائم المراجعة وسجلات الصيانة وأوامر العمل ومقاييس الأداء لمساعدة الفنيين على اكتشاف فرص إجراء الصيانة المخطط لها للأصول قبل تعطلها. قد تستخدم إستراتيجيات الصيانة المخطط لها أيضًا البيانات لتوقع تدهور الأصول أو عطلها بشكل أفضل ومعالجتها بشكل استباقي. تشمل بعض إستراتيجيات الصيانة الاستباقية الشائعة ما يلي:

• الصيانة الوقائية: برنامج الصيانة الوقائية هو عملية استكمال أنشطة الصيانة المجدولة بانتظام لمنع حدوث أعطال غير متوقعة في المستقبل. تعرف على المزيد.
  
• الصيانة التنبئية: الصيانة التنبئية تعتمد على المراقبة القائمة على الحالة لتحسين أداء المعدات وعمرها الافتراضي من خلال التقييم المستمر لسلامتها في الوقت الفعلي. تعرف على المزيد.
• الصيانة المرتكزة على الموثوقية: الصيانة المرتكزة على الموثوقية (RCM) هي عملية صيانة مخصصة بهدف زيادة مدة التشغيل للأصول إلى أقصى حد مع تقليل الحاجة إلى استبدال الأصول، وبالتالي تقليل تكاليف الصيانة. تعرف على المزيد.

تؤدي برامج الصيانة دورًا مهمًا في إستراتيجيات الصيانة الاستباقية والتفاعلية الناجحة. على سبيل المثال، يمكن للمؤسسات استخدام نظام إدارة الصيانة المحوسب (CMMS)، الذي يجعل مهام الصيانة والمعلومات مركزية ويسهل عمليات الصيانة.

عادةً ما يُنظر إلى إدارة أوامر العمل على أنها الوظيفة الرئيسية لنظام إدارة الصيانة المحوسب.فقد تشتمل على قدرات مثل إنشاء أوامر العمل الآلية وجدولة طاقم العمل وتعيينهم وتتبع الحالة ووقت التعطل وحجز المواد والمعدات وغيرها.

بمجرد معالجة أمر العمل، قد يقوم فريق الصيانة بإجراء تحليل السبب الأساسي. يساعد تحليل السبب الأساسي على تحديد سبب العطل وملاحظة أي ظروف مخففة أدت إلى تسريع الجدول الزمني أو ظروف العطل.

يمكن لنظام إدارة الصيانة المحوسب مساعدة فرق الصيانة على إكمال تحليلات السبب الأساسي. جوهر نظام إدارة الصيانة المحوسب هو قاعدة البيانات الخاصة به، والتي تحتوي على معلومات عن الأصول مثل مقاييس الأداء وتوافر الأصول. إذ يتمتع بقدرات إنشاء التقارير وتنظيم المعلومات وإجراء التحليلات.

يمكن أن تكون الصيانة الطارئة مفيدة في معالجة المشكلات العاجلة بسرعة، ومع ذلك من الأفضل استخدامها كمكمل لخطة صيانة استباقية فعالة. يمكن أن يساعد تحقيق التوازن بين الإستراتيجيتين على التخفيف من أي سلبيات للصيانة الطارئة مع زيادة مزاياها إلى أقصى حد ممكن.

• المرونة: يسمح الاستعداد للصيانة الطارئة للشركات بالتكيف مع المواقف غير المتوقعة، ومعالجة المشكلات العاجلة عند ظهورها من دون التقيد بجدول زمني صارم للصيانة.

• التقييم في الوقت الفعلي: يسمح نهج الطوارئ بإجراء تقييم في الوقت الفعلي لاحتياجات المعدات ومشاكل الصيانة، ما يمكن أن يوفر رؤى حول المجالات التي تتطلب التحسين أو زيادة الاهتمام. 

• انخفاض تكلفة التنفيذ: يمكن للشركات تخصيص الموارد لمشكلات الصيانة العاجلة حسب الحاجة، ما قد يوفر التكاليف في الحالات التي قد لا تكون فيها التدابير الوقائية مجدية.

• التكلفة: غالبًا ما تكون الإصلاحات الطارئة أكثر تكلفة وأصعب في الميزانية مقارنة بالصيانة المخطط لها، حيث يمكن أن تتطلب اهتمامًا فوريًا وقطع غيار سريعة. إذا وقع حادث خارج ساعات العمل العادية، فيمكن أن يؤدي العمل الإضافي أيضًا إلى زيادة التكاليف.

• العطل التشغيلي: يمكن أن يؤدي التعطل غير المخطط له بسبب حالات الصيانة الطارئة إلى تعطيل مهام سير العمل والتأثير في الإنتاجية، ما يؤثر في أداء الأعمال بشكل عام.

•  عدم القابلية على التنبؤ: يمكن أن يؤدي الاعتماد بشكل كبير على الصيانة الطارئة إلى عدم اتساق أداء المعدات وأعطال غير متوقعة في العمليات. 

• الضغط على الموارد: يمكن لحالات الطوارئ أن ترهق فرق الصيانة، ما يؤدي إلى نقص في الموارد وإرهاق الموظفين، مع عدم كفاية الموارد اللازمة لمشكلات الصيانة غير الطارئة.

تتضمن بعض حالات استخدام الصيانة الطارئة عبر الصناعات ما يلي:

يمكن أن يؤدي الانهيار المفاجئ لجهاز حساس، مثل السير الناقل، إلى إيقاف الإنتاج. ويجب على المصنع استدعاء فني لإصلاحه على الفور لتقليل وقت التعطل والحفاظ على الإنتاجية والربحية.

يتطلب أي عطل في المعدات الطبية الحرجة، مثل مزيل الرجفان أو ماسح الرنين المغناطيسي، اتخاذ إجراء تصحيحي على الفور. قد يؤثر عدم وصول الطاقم الطبي إلى هذه المعدات في سلامة المرضى والقدرات التشغيلية للمستشفى.

يحتاج أي عطل هيكلي، مثل انهيار السقالات، إلى إصلاحات عاجلة لمنع وقوع الحوادث وضمان سلامة العمال في الموقع. وقد يؤثر ذلك أيضًا في إمكانية الوصول إلى الموقع، ما يؤثر في الجداول الزمنية للبناء والإنتاجية.

يتطلب حدوث عطل شديد في قطار أو حافلة على طريق مزدحمة إجراء إصلاحات سريعة لتجنب تعطل الخدمة والتسبب في تأخير الركاب. وإلى جانب تعطل الخدمة، قد يتسبب التعطل في العديد من التأثيرات الأوسع نطاقًا، مثل الازدحام المروري وفقدان الإيرادات والضغوط الناجمة عن تخصيص الموارد.

إن انفجار خط المياه الرئيسي أو انسداد المرحاض مما يؤدي إلى الفيضانات أو انسداد المجاري يشكل تهديدًا فوريًا يجب معالجته على الفور لاستعادة الخدمة ومنع الأضرار المادية الخطيرة. يمكن أن يكون لمشاكل المرافق، ولا سيما المتعلقة بالسباكة، آثار خطيرة ومكلفة على أجزاء أخرى من العقار، مما يتسبب في مشاكل كهربائية وانقطاع التيار الكهربائي.

يتطلب تعطّل الخادم أو الهجوم الإلكتروني الذي يؤدي إلى فقدان الوصول إلى الأنظمة المهمة دعمًا طارئًا لتقنية المعلومات لاستعادة الوظيفة وحماية البيانات. وفي حال لم يتم حلها بسرعة، يمكن أن تواجه المؤسسة اضطرابات تشغيلية كبيرة، ما يؤدي إلى تأخير في المشاريع وانخفاض الإنتاجية.