وفي ظل التغيُّرات المستمرة في توقعات الموظفين، يمكن لوكلاء الذكاء الاصطناعي المدعومين بقدرات الذكاء الاصطناعي الحواري المتقدمة أن يعملوا كشركاء داخل المؤسسة، ما يُسهم في إحداث تحوُّل في إدارة الموارد البشرية.
يواجه قادة الموارد البشرية حول العالم مجموعة من العوامل التي تُغيِّر طبيعة العمل، مثل نقص الأيدي العاملة، واتساع فجوة المهارات، وتسارع وتيرة التغير التكنولوجي، ما يتطلب استراتيجيات جديدة لإدارة المواهب. يحتاج كلٌّ من الموظفين والمديرين إلى التحلّي بمزيدٍ من المرونة، وتحقيق المزيد بموارد أقل. يمكن لوكلاء الذكاء الاصطناعي والتقنيات المرتبطة بهم تحسين سير العمل وتوفير الدعم اللازم للموظفين مع تقليل الوقت الذي تقضيه فرق الموارد البشرية في المهام الإدارية.
يمكن أن يؤدي تطبيق هذه التقنيات إلى نتائج ملموسة في رضا الموظفين وتحسين الأرباح التشغيلية للشركة. يرى الخبراء والباحثون في مجال الأعمال أن الاستثمار في رفاهية الموظفين وتطويرهم المهني عامل أساسي في نجاح المؤسسة،1 فالموظفون الراضون الذين يواصلون التعلم يعززون إنتاجية المؤسسة بشكل كبير. وكما وجد معهد IBM Institute for Business Value، فإن المؤسسات التي توفِّر تجارب مميزة للموظفين تحقق نموًا في الإيرادات بنسبة 31% أكثر من غيرها من المؤسسات.2
بالإضافة إلى ذلك، ووفقًا لأبحاث داخلية من IBM Consulting، فإن اعتماد الموظفين لخيارات الخدمة الذاتية في المهام الروتينية وتقليل المهام اليدوية في الموارد البشرية يمكن أن يؤدي إلى توفير يتراوح بين 50% و60% في تكاليف تقديم خدمات الموارد البشرية على مستوى المؤسسة. ومن خلال التدخلات التقنية الأساسية التي تُخفف الأعباء الإدارية وتُحسِّن تجربة المستخدم لمتخصصي الموارد البشرية وبقية الموظفين، يمكن للمؤسسات تحسين الأداء بشكل كبير مع تقليل التكاليف التشغيلية. ويمكنهم أيضًا تحويل قسم الموارد البشرية من دور إداري تقليدي إلى جهة رائدة في تحسين تجربة الموظف الشاملة.