ما المقصود بفرقة العمل المعنية بالإفصاحات المالية المتعلقة بالطبيعة (TNFD)؟

تتمثل مهمة TNFD في تقديم رؤى قائمة على العلم حول القضايا المتعلقة بالطبيعة من خلال التقارير المؤسسية، على أمل أن يساعد توفر معلومات قابلة للتنفيذ المؤسسات على دمج الاعتبارات البيئية في استراتيجياتها التجارية وعمليات اتخاذ القرار والإبلاغ. ومن خلال الاستفادة من خبرات المؤسسات العلمية والحفاظ على البيئة الرائدة، تحدِّد TNFD المفاهيم الأساسية بما يتماشى مع الإطار العالمي للإفصاح عن الاستدامة.

في 18 سبتمبر 2023، نشرت TNFD النسخة النهائية لإطار عملها للتقارير الطوعية المتعلقة بالطبيعة (توصيات TNFD). تم تصميم توصيات TNFD لمساعدة المؤسسات على الإبلاغ عن القضايا الناشئة المتعلقة بالطبيعة واتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها، وبالتالي توجيه التدفقات المالية نحو نتائج إيجابية للطبيعة.

يعمل الإطار بالتكامل مع أطر إعداد تقارير الممارسات البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات (ESG) الحالية، إلى جانب مجموعة متزايدة من المتطلبات التنظيمية الدولية. ويشمل ذلك الإفصاحات المتعلقة بالاستدامة التي نشرها مؤخرًا المجلس الدولي لمعايير الاستدامة (ISSB)، بالإضافة إلى الإفصاحات المناخية التي طورتها فرقة العمل المعنية بالإفصاحات المالية المتعلقة بالمناخ (TCFD).

تم تصميم توصيات TNFD لتكون قابلة للتطبيق عبر مختلف القطاعات والمناطق والولايات القضائية، وعلى جميع المؤسسات بغض النظر عن حجمها. حتى الآن، التزمت 320 مؤسسة من أكثر من 46 دولة بتقديم إفصاحات متعلقة بالطبيعة وفقًا لتوصيات TNFD.

تحدِّد توصيات TNFD أربع قضايا متعلقة بالطبيعة يجب إدارتها وقد يلزم الإفصاح عنها للأطراف المعنية من خلال التقارير.

1. التبعيات: تشير إلى اعتماد المؤسسة على الطبيعة.
2. التأثيرات: تشير إلى تأثير المؤسسة على الطبيعة.
3. المخاطر: تُشير إلى مخاطر المؤسسة الناتجة عن تبعياتها وآثارها.
4. الفرص: يشير إلى الفرص المتاحة للمؤسسة لإحداث تأثير إيجابي في الطبيعة.

يمكن تقسيم التسلسل الهرمي لمعلومات توصيات TNFD من الأعلى إلى الأسفل إلى: الركائز الأساسية، والمتطلبات العامة، والتوصيات، والإرشادات.

يركز إطار عمل TNFD على الركائز الأربع نفسها التي يركِّز عليها إطار عمل TCFD، ولكن من منظور بيئي:

الإفصاح عن كيفية إدارة المؤسسة للتبعيات والتأثيرات والمخاطر والفرص المتعلقة بالطبيعة.

الإفصاح عن آثار التبعيات على الطبيعة، وتأثيراتها، والمخاطر والفرص على نموذج العمل، والاستراتيجية والتخطيط المالي للمؤسسة عندما تكون هذه المعلومات ذات أهمية.

وصف العملية التي تستخدمها المؤسسة لتحديد التبعيات المتعلقة بالطبيعة، والتأثيرات، والمخاطر والفرص، وتقييمها وترتيبها حسب الأولوية ورصدها.

الإفصاح عن المقاييس والأهداف المستخدمة لتقييم وإدارة التبعيات والآثار والمخاطر والفرص المادية المتعلقة بالطبيعة.

هناك ستة متطلبات عامة واردة في توصيات TNFD. وهذه إضافة إلى الأحكام المنصوص عليها في معايير ISSB وIFRS-S1 وIFRS-S2. والمتطلبات هي:

1. تطبيق الجوانب المهمة
2. نطاق الإفصاح
3. تحديد القضايا المتعلقة بالطبيعة
4. التكامل مع الإفصاحات الأخرى المتعلقة بالاستدامة
5. الأطر الزمنية التي تم أخذها في الاعتبار
6. إشراك الشعوب الأصلية، والمجتمعات المحلية، والأطراف المعنية المتأثرة في تحديد وتقييم القضايا المتعلقة بالطبيعة التي تواجهها المؤسسة.

تحدِّد توصيات TNFD أربع عشرة توصية إفصاح يجب على الشركات تضمينها بجانب بياناتها المالية. وتشمل هذه التوصيات جميع الركائز الأربع. من بين هذه التوصيات الأربع عشرة، تتطابق إحدى عشرة توصية مع إطار الإفصاح لإطار العمل TCFD وتقدِّم إرشادات عامة للتنفيذ. ومع ذلك، أضافت TNFD ثلاث توصيات تتعلق بالطبيعة، والتي تدعو إلى:

• سياسات حقوق الإنسان المتبعة في المؤسسة وأنشطتها المتعلقة بها، ورقابة مجلس الإدارة فيما يتعلق بالشعوب الأصلية في تقييم التبعيات المتعلقة بالطبيعة، والتأثيرات، والمخاطر والفرص.
• المواقع المادية والحساسة (أو "المواقع ذات الأولوية") للأصول و/أو الأنشطة المتأثرة بالطبيعة أو المتداخلة معها.
• عمليات المؤسسة لتحديد وتقييم وترتيب أولويات التبعيات المتعلقة بالطبيعة، وتأثيراتها، والمخاطر والفرص في سلاسل القيمة العليا والدنيا الخاصة بها.

أعدَّت TNFD إرشادات إضافية للمشاركين في السوق الراغبين في تحديد وتقييم القضايا المتعلقة بالطبيعة، وإجراء تحليل للسيناريوهات، وتعزيز التفاعل مع الشعوب الأصلية، والمجتمعات المحلية والأطراف المعنية المتأثرة.

قدَّمت TNFD أيضًا اعتبارات عند العمل في بعض القطاعات والبيئات. يشمل الإرشاد القطاعي تسعة قطاعات، بدءًا من النفط والغاز ووصولًا إلى الغذاء والزراعة، وتقدِّم توصيات استنادًا إلى إفصاحات TNFD. أما الإرشاد البيئي فيركز على الأراضي، والمياه العذبة، وبيئات المحيطات ويوفر توصيات للإفصاح عن كل نظام بيئي.

يتضمن إطار عمل TNFD نهجًا من أربع مراحل لتقييم المخاطر والفرص المتعلقة بالطبيعة وإدارتها. يُطلق على هذه المنهجية اسم نهج LEAP، الذي يرمز إلى:

يمكن العثور على إرشادات إضافية في توصيات TNFD، بالإضافة إلى التقارير الفردية.² اعتبارًا من كتابة هذه المقالة، فإن الإرشادات الخاصة بالقطاعات من TNFD مفتوحة للتشاور حتى الموعد النهائي في 29 مارس.

توفِّر توصيات TNFD هيكلًا شاملًا للمقاييس لدمج مجموعة المؤشرات المرتبطة بالقضايا المتعلقة بالطبيعة. يتم تقسيم المقاييس إلى فئتين: المقاييس الأساسية والمقاييس الإضافية.

يتم قياس المقاييس الأساسية على نطاق عالمي وقطاعي وتُستخدَم لتقييم وإدارة العوامل المادية المتعلقة بالطبيعة. وبالعمل جنبًا إلى جنب مع توصيات ISSB وTCFD، يتم تشجيع المؤسسات على إعداد التقارير بشأن جميع المقاييس الأساسية وإضافة المقاييس الخاصة بالقطاع عند الاقتضاء. كما توصي TNFD بالإفصاح عن تحديد الأهداف المتعلقة بالطبيعة، ويجب أن يتم ذلك وفقًا لإرشادات Science Based Target Network.³

في ديسمبر 2022، التزمت حوالي 200 حكومة بإيقاف وعكس فقدان الطبيعة والتنوع البيولوجي بحلول عام 2030 ضمن إطار العمل العالمي للتنوع البيولوجي Kunmig-Montreal (اختصارًا GBF). يدعو الهدف 15 من هذا الإطار الشركات إلى "مراقبة مخاطرها وتبعياتها وآثارها على التنوع البيولوجي وتقييمها والإفصاح بشفافية عنها".⁴ في العام التالي، أظهرت البيانات الصادرة عن CDP أن حوالي 70% من الشركات التي نشرت بيانات عبر CDP لم تقيِّم تأثير سلسلة التوريد الخاصة بها على التنوع البيولوجي في 2022.⁵

تُعَد المخاطر البيئية والمناخية التهديدات الأكثر أهمية التي يواجهها المديرون التنفيذيون خلال العقد المقبل، وفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي،⁶ كما أنها المخاطر التي يكون المديرون التنفيذيون أقل استعدادًا للتعامل معها. هناك قلق متزايد من أن الشركات والمستثمرين والمقرضين اليوم لا يفهمون تبعياتها وآثارها على الطبيعة على الرغم من المخاطر المتزايدة المرتبطة بفقدان الطبيعة. ونتيجةً لذلك، قد لا يراعون المخاطر والفرص المتعلقة بالطبيعة بشكل كافٍ في عملية اتخاذ القرار.

تقدِّم توصيات TNFD للشركات معلومات مادية لتحسين استراتيجيات إدارة المخاطر في مواجهة تغير المناخ المتسارع وفقدان الطبيعة. ومن الناحية المثالية، مع توفر رؤى أفضل، يمكن للمؤسسات تحويل التدفق المالي لرأس المال العالمي نحو نتائج أكثر إيجابية للطبيعة والمجتمع.

باختصار، تعتمد معيشة كل كائن حي على الأرض على الطبيعة.

وفقًا لمبادرة TNFD، تتكون الطبيعة من أربعة مجالات: الأرض، والمحيط، والمياه العذبة، والغلاف الجوي. كل مجال يحتوي على نظامه البنائي الخاص به أو منطقته الحيوية (مثل الغابات الاستوائية أو الصحارى)، مع تنوعه البيولوجي ورأس المال الطبيعي الخاص به. توفر هذه البيئات "خدمات النظام البيئي"، مثل الغذاء والمياه العذبة والأدوية الطبيعية التي تُعتبر أساسية للحفاظ على نظام بيئي صحي ومستدام.

ومع ذلك، فإن الطبيعة تتدهور بوتيرة غير مسبوقة. يتناقص التنوع البيولوجي للكوكب بسرعة بسبب الأنشطة البشرية مثل إزالة الغابات، وتتلاشى معه خدمات النظام البيئي التي يعتمد عليها المجتمع. ولا يُعَد هذا تهديدًا للأشخاص فحسب، بل للاقتصادات أيضًا على نطاق وجودي، ما يعرِّض سلاسل التوريد العالمية لخطر مالي يمكن أن يتسبب في تعطيلها بالكامل.

يمكن أن يكون للأعمال والمؤسسات المالية تأثير إيجابي أو سلبي على الطبيعة. يعكس إطار عمل TNFD لإعداد تقارير ومقاييس هذا الأمر. فهو لا يقتصر على تقليل الآثار السلبية فقط، بل يبرز الفرص لتحقيق نتائج إيجابية للطبيعة من خلال المبادرات التي يقودها السوق مثل الحفظ وإعادة التأهيل.