قابلية الملاحظة مقابل المراقبة: ما الفرق بينهما؟

14 أبريل 2025

مؤلف

Chrystal R. China

Writer, automation & ITOps

مقارنة بين قابلية الملاحظة والمراقبة: ما الفرق بينهما؟

تخيّل أن خدمة بث فيديو تقرر نقل حفل موسيقي مباشر منتصف الليل لفنان شهير، ولكن عندما يحاول المستخدمون تسجيل الدخول في منتصف الليل لمشاهدة الحفل، يعانون من تقطيع وتأخير في التحميل.قد يبقى بعض المعجبين المخلصين للفنان في الانتظار على أمل أن يتحسن البث، في حين قد يغادر المعجبون العاديون البث سريعًا. والأدهى من ذلك، أن بعض المعجبين المتحمسين قد يهجرون البث بالكامل، وربما حتى الخدمة نفسها.

يتوقع مستخدمو التقنية اليوم سرعات فائقة في الأداء، وموثوقية عالية، وتجربة استخدام سلسة بلا انقطاع. فالتجارب السلبية للمستخدمين – مثل التقطيع أثناء حفل موسيقي كبير – يمكن أن تؤدي إلى فقدان العملاء (Churn)، لذلك تحتاج فرق تكنولوجيا المعلومات إلى القدرة على تحديد الأسباب الجذرية بسرعة وحل مشكلات النظام على الفور.

هنا تظهر أهمية أدوات المراقبة وقابلية الملاحظة كعناصر لا غنى عنها في عمليات تكنولوجيا المعلومات (ITOps) الحديثة. دعونا نستعرض كيف يمكن لهذه الأدوات ألا تحل المشكلات فحسب، بل تمنع وقوعها أيضًا.

لمعالجة مشكلات التقطيع في البث المباشر، يمكن لفريق العمليات استخدام أداة مراقبة لتنبيههم عندما تتجاوز مجموعة من الخوادم عتبات التحميل. يمكن للفريق بعد ذلك إعادة موازنة حمل الخادم عن طريق إعادة توزيع حركة المرور عبر الخوادم المتاحة.

وبناءً على هذا التنبيه، يمكن لمنصة ذات قابلية ملاحظة تحليل المقاييس الرئيسية، مثل تكيّف معدل البت، واستخدام تتبعات موزعة لتتبع طلبات الفيديو وتحديد مكان بدء التقطيع. على سبيل المثال، إذا اكتشفت الأداة أن السبب يعود إلى ضعف أداء عقد شبكة توصيل المحتوى (CDN)، يمكنها تقديم توصيات لفريق تكنولوجيا المعلومات لتحسين إعدادات الشبكة وتحقيق توافق أفضل مع الأجهزة.

بل إن أدوات قابلية الملاحظة الرائدة يمكنها تحليل بيانات المراقبة التاريخية لحوادث مماثلة والتنبؤ بأن الحفل الموسيقي سيتسبب في تحميل مفرط لعقد CDN في منطقة معينة. ويمكن للأداة تنبيه فريق تكنولوجيا المعلومات لإعادة تهيئة شبكة توصيل المحتوى مسبقًا، ومعالجة العقد البطيئة قبل أن تتسبب في مشاكل للمستخدمين.

باختصار، توفر المراقبة وقابلية الملاحظة للشركات منهجين متكاملين لتشخيص مشكلات الأنظمة: تخبر المراقبة الفريق بموعد حدوث المشكلة، في حين تُظهر قابلية الملاحظة بنوع المشكلة، وسبب حدوثها، وكيف يمكن معالجتها. وعند استخدامهما معًا، فإنهما يزوّدان فرق تكنولوجيا المعلومات بالقدرة الشاملة على اكتشاف المشكلات وحلّها، لضمان تقديم تجربة مستخدم سلسة.

ولفهم الفرق بوضوح بين الرصد وقابلية الملاحظة، دعونا نستعرض كيفية عمل كل منهما، وأوجه التشابه والاختلاف، والدور الذي يؤديانه في تطوير البرمجيات وإدارة الشبكات.

تصميم ثلاثي الأبعاد لكرات تتدحرج على مسار

أحدث الأخبار والرؤى حول الذكاء الاصطناعي 


تتوفر معارف وأخبار منسقة بمهارة حول الذكاء الاصطناعي والسحابة وغيرها في نشرة Think الإخبارية الأسبوعية. 

مقدمة موجزة عن قابلية الملاحظة

قابلية الملاحظة هي القدرة على فهم الحالة الداخلية لنظام معقد من خلال مخرجاته الناتجة. وعندما يكون النظام قابلاً للملاحظة، يمكن لفرق تكنولوجيا المعلومات تحديد السبب الجذري لأي مشكلة في الأداء من خلال البيانات الناتجة، دون الحاجة إلى اختبارات إضافية أو تعديل في التعليمات البرمجية.

مصطلح "قابلية الملاحظة" مستمد من نظرية التحكم (Control Theory)، وهي فرع هندسي يُعنى بأتمتة التحكم في الأنظمة الديناميكية، مثل تنظيم تدفق المياه في الأنابيب استنادًا إلى بيانات أجهزة قياس التدفق. وتُعد المركبات الحديثة مثالًا آخر على تطبيقات هذه النظرية. غالبًا ما توفّر أنظمة تشخيص السيارات قابلية الملاحظة للفنيين، إذ يستخدمونها لتحديد سبب تعذّر تشغيل السيارة دون الحاجة إلى تفكيكها.

في عمليات تكنولوجيا المعلومات (ITOps) والحوسبة السحابية، تتطلب قابلية الملاحظة أدوات برمجية تقوم بتجميع وربط تدفقات مستمرة من بيانات الأداء القادمة من التطبيقات ,الأجهزة والشبكات التي تعمل عليها.

تُتيح حلول قابلية الملاحظة (مثل OpenTelemetry) تحليل بيانات مخرجات النظام، وتقديم تقييم لسلامة النظام، وتوفير رؤى قابلة للتنفيذ لمعالجة المشكلات. يمكن للفرق بعد ذلك استخدام هذه البيانات لمراقبة التطبيقات والشبكات واستكشاف الأخطاء وإصلاحها وتصحيحها.

ويُعد النظام "قابلًا للملاحظة" عندما تتمكن فرق عمليات التطوير من رؤية البيئة الكاملة لتكنولوجيا المعلومات، بما في ذلك البيانات السياقية والاعتماديات المتبادلة. ما النتيجة؟ بنية تكنولوجية تمكّن الفرق من اكتشاف المشكلات بشكل استباقي، ومعالجتها بسرعة، وتحسين تجربة المستخدم، والامتثال لاتفاقيات مستوى الخدمة (SLAs).

Mixture of Experts | 25 أبريل، الحلقة 52

فك تشفير الذكاء الاصطناعي: تقرير إخباري أسبوعي

انضم إلى لجنة عالمية المستوى من المهندسين والباحثين وقادة المنتجات وغيرهم في أثناء سعيهم للتغلب على الفوضى والضوضاء المحيطة بالذكاء الاصطناعي لتزويدك بأحدث أخباره والرؤى المتعلقة به.

مقدمة موجزة عن المراقبة

أما المراقبة، فهي تُقيِّم سلامة النظام من خلال جمع وتحليل بيانات مجمعة من أنظمة تكنولوجيا المعلومات، بناءً على مجموعة محددة مسبقًا من المقاييس والسجلات (logs). وفي عمليات التطوير، تُستخدم المراقبة لقياس أداء التطبيقات بهدف كشف الأعطال المعروفة وتفادي فترات التعطل. على سبيل المثال، قد يُنشئ فريق تكنولوجيا المعلومات قاعدة في أداة مراقبة تُنبه الأعضاء عند اقتراب أحد التطبيقات من استخدام 100% من سعة القرص.

وتكمن القيمة الحقيقية للمراقبة في تحليل الاتجاهات على المدى الطويل. فأداة المراقبة يمكن أن تُظهر للفرق كيف يعمل التطبيق، وكيفية استخدامه بمرور الوقت. ومع ذلك، هناك حدود للمراقبة.

لكي تكون المراقبة فعالة، يجب على الفرق معرفة المقاييس والسجلات التي ينبغي تتبّعها. فإذا لم يتوقع الفريق المشكلة مسبقًا، قد تفوّت أدوات المراقبة أعطالًا مهمة في بيئة الإنتاج ومشكلات أخرى. كما تتطلب المراقبة من فرق تكنولوجيا المعلومات ربط البيانات يدويًا من أدوات مراقبة معزولة، مما يجعل تحليل الأسباب الأساسية عملية أكثر تعقيدًا وتستغرق وقتًا، ويُقيّد من قدرات المطورين على التنبؤ بالمشكلات.

تطور مراقبة أداء التطبيقات إلى قابلية الملاحظة

غالبًا ما يُستخدم مصطلحا "قابلية الملاحظة" و"مراقبة الأداء" بالتبادل. لكن الأدق هو اعتبار قابلية الملاحظة تطورًا لمفهوم مراقبة أداء التطبيقات.

تشير مراقبة أداء التطبيقات إلى الأدوات والعمليات التي تساعد فرق تكنولوجيا المعلومات في تحديد ما إذا كانت التطبيقات تفي بمعايير الأداء وتوقعات المستخدمين. تقوم أدوات المراقبة عادةً بتتبّع صحة الشبكات وأداء البنية التحتية، والاعتماديات بين التطبيقات، والمعاملات التجارية، وتجارب المستخدمين. وتهدف هذه الأنظمة إلى تحديد مشكلات الأداء بسرعة، وعزلها، وحلها.

كانت مراقبة أداء التطبيقات (APM) الممارسة القياسية لأكثر من عقدين من الزمن، ولكن مع التوسع في التطوير المرن، و عمليات التطوير، والخدمات المصغرة، وتعدد لغات البرمجة، والخدمات الخالية من الخوادم وغيرها من تقنيات السحابة الأصلية، احتاجت الفرق إلى طريقة أسرع وأكثر شمولا لمراقبة وتقييم البيئات شديدة التعقيد. فقد أصبحت أدوات APM المصممة للبنية التحتية التقليدية غير قادرة على توفير رؤية فورية ومؤتمتة وسياقية لصحة النظام وتوافره عبر البيئة التطبيقية بأكملها. واليوم، يتم نشر البرمجيات الجديدة بسرعة كبيرة وفي عناصر صغيرة متعددة، لدرجة أن أدوات مراقبة أداء التطبيقات (APM) التقليدية تجد صعوبة في مواكبة ذلك.

هنا تظهر قابلية الملاحظة. تعتمد قابلية الملاحظة على طرق جمع البيانات المستخدمة في أدوات مراقبة أداء التطبيقات، ولكنها تقدم مزايا إضافية للتعامل مع الطبيعة الموزعة والديناميكية لنشر تطبيقات وخدمات السحابة الأصلية. تتبنى حلول قابلية الملاحظة نهجًا شاملًا لعمليات التسجيل والمراقبة، مما يساعد الفرق على فهم كيفية تفاعل الخدمات (مثلًا من خلال خرائط الاعتماديات) وموقعها ضمن البنية المعمارية الشاملة للنظام.

كيفية عمل كلِّ من قابلية الملاحظة والمراقبة

الفرق بين المراقبة وقابلية الملاحظة يشبه غالبًا الفرق بين معرفة المشكلات المتوقعة مقابل استباق المشكلات المحتملة. فعلى أبسط مستوى، تُعد المراقبة رد فعل، في حين تُعد قابلية الملاحظة استباقية. ومع ذلك، يستخدم كلاهما نفس النوع من بيانات القياس عن بعد، والمعروفة باسم الركائز الثلاث لقابلية الملاحظة.

فيما يلي الركائز الثلاث لقابلية الملاحظة:

  • السجلات: سجلات لما يحدث داخل شبكتك وأنظمة برمجياتك. توفر السجلات معلومات تفصيلية عن الحدث، وزمن وقوعه، ومكانه داخل الشبكة.
  • المقاييس: وهي تقييمات رقمية لأداء النظام واستخدام الموارد. توفر المقاييس نظرة شاملة عالية المستوى على سلامة النظام من خلال جمع أنواع بيانات محددة وقياس مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs)، مثل زمن الانتقال، وفقدان الحزم، ومدى توفر النطاق الترددي، واستخدام وحدة المعالجة المركزية للأجهزة.
  • التتبعات: وهي سجلات شاملة لمسار كل طلب يُجريه المستخدم عبر الشبكة. توفر التتبعات رؤى حول مسار وسلوك حزم البيانات أثناء مرورها عبر أجهزة وأنظمة متعددة، مما يجعلها ضرورية لفهم الأنظمة الموزعة.

في سياق المراقبة، تستخدم فرق العمل بيانات القياس عن بُعد هذه البيانات لتحديد العتبات والمعايير، وإنشاء لوحات معلومات مُعدة مسبقًا وتنبيهات تلقائية. ويمكن استخدام هذه البيانات أيضًا لتحديد وتوثيق الاعتماديات، ما يُوضح كيف تتفاعل عناصر التطبيق مع بعضها البعض، ومع التطبيقات الأخرى وموارد تكنولوجيا المعلومات.

أما منصات قابلية الملاحظة، فتتجاوز حدود المراقبة التقليدية. فهي أيضًا تعتمد على بيانات القياس عن بُعد، لكنها توظّفها بطريقة استباقية.

يستخدم فرق عمليات التطوير ومهندسو موثوقية الموقع (SREs) وفرق العمليات وموظفو تكنولوجيا المعلومات أدوات قابلية الملاحظة لربط بيانات القياس عن بعد في الوقت الفعلي والحصول على رؤية شاملة وسياقية لسلامة النظام. وهذا يمكّن الفرق من فهم كل عنصر في النظام وكيفية ترابطه مع العناصر الأخرى.

من خلال تقديم رؤية شاملة لبيئة تكنولوجيا المعلومات بما في ذلك الاعتماديات، يمكن لحلول قابلية الملاحظة أن توضّح للفرق "ما الذي حدث في النظام، " "وأين حدث" "ولماذا حدث "، وكيف قد يؤثر الحدث على أداء البيئة بأكملها. كما يمكنهم اكتشاف مصادر جديدة للقياس عن بعد قد تظهر في النظام بشكل تلقائي (مثل استدعاء واجهة برمجة تطبيقات (API) جديد لتطبيق البرنامج).

وغالبًا ما تحدد هذه الميزات كيف تقوم فرق عمليات التطوير بتنفيذ أدوات القياس داخل التطبيقات، وعمليات تصحيح الأخطاء، وحل المشكلات. وتشمل العديد من حلول قابلية الملاحظة أيضًا قدرات في مجال التعلم الآلي (ML) والذكاء الاصطناعي لعمليات تكنولوجيا المعلومات، مما يُساهم في استخلاص رؤى من كميات ضخمة من البيانات غير المُنسقة التي تنتجها بيئات تكنولوجيا المعلومات الحديثة وترتيب المشكلات حسب الأولوية.

مقارنة بين قابلية الملاحظة والمراقبة: الفروق الرئيسية

تُعد كل من المراقبة وقابلية الملاحظة عنصرًا أساسيًا لإدارة الشبكات والتطبيقات. ومع ذلك، تختلف المراقبة وقابلية الملاحظة في عدد من الجوانب الأساسية:

النطاق

المراقبة تُتابع أداء النظام بمرور الوقت، باستخدام مؤشرات الأداء الرئيسية (KPIs) للتنبؤ بمشكلات الأداء وتنبيه فرق تكنولوجيا المعلومات عند حدوث انحرافات في البيانات في الوقت الفعلي. وتركز المراقبة بشكل أساسي على اكتشاف مشكلات النظام وإبلاغ الأطراف المعنية بحدوث أحداث غير طبيعية في النظام. ولهذا، تُعد المراقبة مناسبة أكثر للشبكات الثابتة والمفهومة جيدًا ذات أحمال التشغيل المتوقعة.

أما قابلية الملاحظة، فتعتمد على بيانات القياس عن بًعد – بما في ذلك ميزات التتبع الموزّع – من كل جهاز ومكون على الشبكة، لتقديم صورة أوضح وأكثر تكاملاً عن أداء الشبكة بالكامل. تتيح أدوات قابلية الملاحظة إجراء تحليلات للأسباب الأساسية في الوقت الفعلي حتى في بيئات تكنولوجيا المعلومات المعقدة والديناميكية. فهي تحدد مكونات الشبكة البطيئة أو المعطّلة، وتصدر تنبيهات لإجراء إصلاحات استباقية، مما يساعد الفرق على تحديد ما يجب مراقبته وكيفية التعامل مع المشكلات بشكل استباقي.

 

العمق

تعتمد أدوات المراقبة على مقاييس وسجلات محددة لاكتشاف أخطاء النظام، وأنماط استخدام الموارد، وأنواع الأعطال المعروفة. فهي تساعد الفرق على تحديد ما يُعرف باسم "المعلوم المعروف"، أي المشكلات التي سبق أن توقعها فرق تكنولوجيا المعلومات. فعلى سبيل المثال، يمكن لبرمجيات مراقبة أداء التطبيقات أن تُظهر ما إذا كان التطبيق متصلاً بالإنترنت أو غير متصل، أو يواجه مشكلات في زمن الانتقال.

تُعد المراقبة عملية حيوية لضمان عمل الأنظمة بشكل سليم، لكن أدوات المراقبة لا توفّر السياق اللازم للكشف عن الأعطال بعمق أو الاستجابة للحوادث بشكل فعّال.

تساعد قابلية الملاحظة الفرق على تصور البنية بأكملها، حيث تقوم بتخزين تكوينات الأجهزة، ودمج مصادر البيانات المتنوعة عبر الشبكة، وتمكين تحليلات سلسة للبيانات. كما تقوم أدوات قابلية الملاحظة بإثراء بيانات القياس عن بُعد بمعلومات إضافية عن بيئة الشبكة – مثل الطوبولوجيا، وأدوار الأجهزة، واعتماديات التطبيقات – وتربط بين البيانات للكشف عما يُعرف باسم "المجهول غير المعروف".

تُمكِّن الرؤية المُعززة والرؤى العميقة فرق تكنولوجيا المعلومات من اتخاذ نهج استكشافي واستباقي لإدارة الشبكات والتطبيقات.

استخدام البيانات

تجمع أنظمة المراقبة البيانات حول اتجاهات الاستخدام والأداء، وتستخدم تلك البيانات لتوضيح ما يحدث. لكنها لا تستطيع دائمًا تفسير سبب حدوث الأحداث الإشكالية.

تستخدم أدوات قابلية الملاحظة بيانات سطحية، وبيانات من خطوط CI/CD، وبيانات تاريخية لتوفير سياق وربط أحداث النظام التي قد تبدو غير مترابطة. تساعد ميزات الربط هذه المطوّرين على تحديد السبب الأساسي للمشكلات بدقة، سواء في الوقت الفعلي أو بأثر رجعي.

المرونة

تُقيَّد المراقبة بمجموعة البيانات التي حددها فرق تكنولوجيا المعلومات مسبقًا. فهي لا تستطيع اكتشاف المشكلات خارج ما تمّت برمجته، لذلك غالبًا ما تكون أدوات المراقبة غير كافية لإدارة البيئات الديناميكية.

الاعتماد على أدوات المراقبة وحدها يعني الاعتماد على بيانات مراقبة مجزأة، مما يفرض على الفرق استهلاك موارد إضافية لربط البيانات يدويًا وتحليل الأسباب الأساسية للمشكلات. هذه العمليات اليدوية تُبطئ من وتيرة الحلول، وتزيد من احتمالية انقطاع الخدمات أو حدوث أعطال.

أما أدوات قابلية الملاحظة، فيمكنها تحديد تفاعلات البيانات عبر مصادر بيانات ديناميكية ومتنوعة ضمن بيئات سحابية (مثل البيئات الهجينة ومتعددة السُحب)، إضافة إلى البنية التحتية المحلية والتطبيقات الخارجية. تتميّز أدوات قابلية الملاحظة بأنها قابلة للتكيّف بطبيعتها، ما يجعلها ملائمة تمامًا لتلبية متطلبات حل المشكلات في بُنى تكنولوجيا المعلومات الحديثة.

وبفضل قدراتها في الأتمتة والذكاء الاصطناعي لعمليات تكنولوجيا المعلومات (AIOps)، يمكن لمنصات قابلية الملاحظة التوسع جنبًا إلى جنب مع النظام البنائي، مما يتيح للفرق إدارة البنية التحتية بفعالية مع نموها.

التصوّرات المرئية

تعرض أدوات المراقبة بيانات النظام من خلال لوحات معلومات تتيح لفرق تكنولوجيا المعلومات الاطلاع على المقاييس الرئيسية من موقع مركزي. لكنها لا يمكنها توضيح مصادر الأخطاء في النظام، بل تترك مهام التنبؤ وتحليل السبب الأساسي للمستخدمين البشريين.

على الجانب الآخر، تستطيع أدوات قابلية الملاحظة إنشاء خرائط شاملة تُظهر الأخطاء ومصادرها، ما يتيح أتمتة سير عمل تحليل السبب الأساسي وتبسيط إجراءات الاستكشاف والمعالجة.

كيف تعمل المراقبة وقابلية الملاحظة معًا؟

تعمل المراقبة وقابلية الملاحظة معًا لتوفير إطار شامل لإدارة أنظمة تكنولوجيا المعلومات، وتحسين الاتصال الشبكي، وتعزيز قابلية التوسّع في البنية التحتية.

تُشكّل أدوات المراقبة الأساس لقابلية الملاحظة من خلال تتبع بيانات القياس عن بُعد والمقاييس الرئيسية الأخرى، وتنبيه الفرق عند وجود انحرافات في الأداء. فعلى سبيل المثال، إذا تجاوز أحد التطبيقات عتبة زمن الاستجابة المحددة، تُطلق أداة المراقبة تنبيهًا.

عندها تقوم أداة قابلية الملاحظة بتحليل بيانات القياس عن بُعد، وأي ترابطات في البيانات (مثل عمليات النشر الحديثة)، وإضافة معلومات سياقية، ودمج طبقات بيانات متعددة لتحديد سبب التنبيه. كما يمكنها تتبّع تفاعل التطبيق مع الخدمات الأخرى لمعرفة ما إذا كان السبب يعود إلى خلل في قاعدة البيانات أو ازدحام في الشبكة.

كما يمكن أن تساعد الرؤى المستقاة من قابلية الملاحظة في تحسين القدرات، مما ينشئ حلقة من التعليقات للتحسين المستمر. عندما تكتشف أداة قابلية الملاحظة حدوث تغيير في أنماط البيانات، يمكنها تحديث تنبيهات المراقبة لتعكس النمط الجديد، بحيث تعمل أدوات المراقبة وقابلية الملاحظة في حالة تزامن وانسجام.

علاوة على ذلك، تستخدم أدوات قابلية الملاحظة تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي (ML) لتحقيق أقصى استفادة من بيانات المراقبة.فعلى سبيل المثال، يمكن لخصائص قابلية الملاحظة المعززة بالذكاء الاصطناعي استخدام التحليلات التنبؤية لتوقّع الاختناقات أو حالات الفشل (مثلًا من خلال تحليل أنماط استهلاك الذاكرة للتنبؤ بنفاد خادم). وباستخدام خوارزميات التعلم الآلي، يمكن لهذه الأدوات تحسين منهجيات إطلاق التنبيهات، والتمييز بين التنبيهات الحرجة والضوضاء غير الضرورية.

فإذا حدث ارتفاع مؤقت – لكنه متوقع – في استخدام وحدة المعالجة المركزية (CPU)، يمكن لحلول قابلية الملاحظة كتم التنبيهات التي تُطلقها أدوات المراقبة. ولكن، إذا كان هناك ارتفاع مفاجئ ومستمر في استخدام وحدة المعالجة المركزية (CPU)، فستساعد الأداة على التأكد من أن التنبيه يصل إلى الشخص المناسب في فريق تكنولوجيا المعلومات فورًا.

تُعد المراقبة وقابلية الملاحظة أداتين ضروريتين ومتكاملتين لتحسين مراقبة أداء التطبيقات (APM) وعمليات تكنولوجيا المعلومات (ITOps). فمعًا، يدعمان آليات الاستجابة الاستباقية والتفاعلية لمختلف حالات الاستخدام، ويساعدان المؤسسات على تقديم خدمات تكنولوجيا المعلومات السريعة وعالية التوافر التي يتوقعها العملاء اليوم.

حلول ذات صلة
قابلية ملاحظة الأداء المؤتمتة في الواجهة الأمامية والخلفية للتطبيقات (Full Stack)

تمكَّن من تحديد مصدر المشكلة وإصلاحه سريعًا. حيث توفِّر البيانات عالية الدقة في الوقت الفعلي رؤية شاملة لبيئات التطبيقات والبنية التحتية الديناميكية.

تعرَّف على المزيد عن قابلية الملاحظة المؤتمتة للواجهة الأمامية والخلفية للتطبيقات (Full Stack)
استشارات الذكاء الاصطناعي لعمليات تكنولوجيا المعلومات

تمكَّن من رفع مستوى أتمتة وتشغيل تكنولوجيا المعلومات باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، مع ضمان توافق كل جانب من جوانب البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات مع أولويات الأعمال.

تعرَّف على المزيد عن استشارات الذكاء الاصطناعي لعمليات تكنولوجيا المعلومات
IBM SevOne Network Performance Management

IBM SevOne Network Performance Management هو برنامج مراقبة وتحليلات يوفر رؤية ومعارف في الوقت الفعلي للشبكات المعقدة.

مراقبة أداء الشبكة
اتخِذ الخطوة التالية

اكتشِف كيف يمكن لاستخدام الذكاء الاصطناعي في عمليات تقنية المعلومات منحك ما تحتاج إليه من معارف لدفع عجلة أداء أعمالك لمستويات استثنائية من التميز.

استكشف حلول الذكاء الاصطناعي لعمليات تقنية المعلومات احجز عرضًا توضيحيًا مباشرًا